تهديد الممثلة التونسية فاطمة ناصر بالقتل ومبنى «أم بي سي» بالتفجير: «غرابيب سود» دراما جريئة تحارب «داعش» في عقر دارها...

بعيدا عن الدراما التونسية التي لا تزال تتحسس طريقها في محاولة إقناع المشاهد، سطع نجم المسلسل العربي «غرابيب سود» منذ الحلقات الأولى لانطلاق بثه على شاشة «أم بي سي» فكان من بين أكثر

المسلسلات التلفزيونية اهتماما وإثارة للجدل في دراما رمضان 2017. وتتوّغل كاميرا «غرابيب سود» في عقر دار «داعش» لتفضح من هناك أسراره الخفية وأساليبه الشيطانية وجرائمه الوحشية...

مستمدة أحداثها من قصص واقعية. هذا العمل الدرامي الضخم الذي يمتد على 30 حلقة من إخراج «ثلاثي» لكل من من حسام الرنتيسي، وحسين شوكت، وعادل أديب.

يعتمد جينيريك مسلسل «غرابيب سود» على صور سوداوية وقاتمة ومشاهد مأساوية يلفها سواد الموت وبؤس الخراب الذي يخلفه «داعش» في كل مكان يصل إليه ...

اقتباس من قصص حقيقية فرّت من جحيم «داعش»
«هل تعرفون ما هو الشعور في مدينة تحت سيطرة «داعش»، ستشعر أنك في مدينة تنكرية حزينة، تتنكر فيها المجلات تحت كتب الدين، ويتنكر فيها البيانو لبسطة بيع الملابس، وتتنكر فيها اعلانات الشوارع إلى رسائل تهديد ووعيد، ويتنكر المرسم الحر إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتنكر فيها طيبب النساء بعباءة ونقاب لأنه حرام أن يقوم بتوليد إمرأة، إنه حفل تنكري كبير بلا نهاية... «هكذا جاء وصف تفاصيل الحياة اليومية في المدن التي يسيطر عليها «داعش» على لسان أحد الوافدين الجدد المنتحل لشخصية «مجاهد» من أجل العثور على ابنته التي أجبرها زوجها على اللحاق بـ»دولة الخلافة».

وفي مسلسل «غرابيب سود» تتوّغل الكاميرا في قلب «التنظيم» لتعرّي زيفه ونفاقه وتفضح وحشيته وقبحه ومتاجرته بالدين... في اقتباس من قصص حقيقية عايش أصحابها حجم الهلع والبطش والجريمة في أوكار «داعش» قبل أن يفرّوا بجلودهم من براثن «الشياطين» المتخفّية تحت قناع الدفاع عن الإسلام.

في «غرابيب سود» يجد المتفرج نفسه وجها لوجه مع مشاهد التوحش والذبح وتجنيد الأطفال واغتصاب الطفولة المسكينة وقتل النفس البريئة وسبي النساء ...إنها «داعش» التي تلقن الصغار بأن الحزام الناسف هو الطريق إلى الجنة، وتغري الشباب بأن حور العين هنّ مكافأة الجهاد، وتغرّر بالنساء لممارسة جهاد النكاد بدعوى نصرة سيوف الإسلام... إنها «داعش» التي يقول أميرها :»أكبر أسلحتنا هو الخوف الذي نبثه في قلوب الناس...الرعب وليس السلام هو سلاحنا.»

ويسلّط مسلسل «غرابيب سود» الضوء على نساء «داعش» في تتبّع لأسباب التحاقهن طوعا أو قسرا بـ»دولة الخلافة» ... حيث تختلف القصص والحكايات لكن يبقى الجامع بينها أنه لا يوجد فظاعة تفوق جحيم «داعش».

دراما أزعجت «داعش» فتوّعدت وهددت ..
أمام تعرية نفاقها، وفضح جرائمها، والتحذير من الوقوع في فخها ...فيبدو أن «داعش» انزعجت بسبب هذه الدراما التي حاربتها في عقر دارها فهرعت إلى سلاح التهديد ورسائل الوعد والوعيد ... وفي هذا السياق تعرضت الصفحة الرسمية للفنانة التونسية فاطمة ناصر، على شبكة التواصل الاجتماعي «فايس بوك» للاختراق على خلفية مشاركتها في بطولة مسلسل «غرابيب سود» في دور زوجة أمير «داعش». وعلّق مخترق الصفحة علي حسابها قائلا : «بسم الله معز المؤمنين مذل المشركين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين، لم نسمح بتشويه الدولة الإسلامية من خلال الأعلام الحقير، وسيتم اختراق حسابات القنوات التى ستعرض هذا العمل المسئ للدولة الإسلامية وهذا جزاء كل من يحارب الإسلام والمسلمين».

وكان على جابر مدير عام قنوات «ام بي سي» قد صرّح منذ أيام بعد عرض الدعاية الخاصة بالمسلسل قائلا : «وصلتنا تهديدات من داعش بأنهم سيقومون بتفجير المبنى الخاص بنا، وبإهدار دم المسؤولين عن المحطة والعمل، والممثلين والمخرجين، ولقد أخذنا هذه التهديدات بشكل جدّي جدا...».

ما يحدث اليوم من تهديد لمسلسل «غرابيب سود» الذي يعرض على شاشة «أم بي سي» يعيد إلى الأذهان اضطرار هذه القناة في رمضان 2004 إلى التوقف عن بث حلقات مسلسل «الطريق إلى كابول» من بطولة عابد فهد وإخراج محمد عزيزية وإنتاج تلفزيون قطر بسبب ورود تهديد من أطراف ادعت أنها تتبع تنظيم «القاعدة». فهل سيصمد مسلسل» غرابيب سود» أمام تهديد «داعش» إلى النهاية؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115