في مدنين وفي كل الاماكن هناك اللقاء مع المسرح والموسيقى والشعر وّسينما الحيط» وفن الشارع والغرافيتي، الكل يريد ان يجتاح الفنون ويرفع سلاح لابداع في وجه التطرف والتهميش، جميعهم يعمل ويريدون ان يطبق مقولة «سنحاربهم بالفن».
اعطيني حقي...نحب نبدع
«اعطني فنا وخبزا اعطك شعبا عظيما، ارفعوا رؤوسكم انتم في حضرة الإبداع ارفعوا رؤوسكم فانتم في حضرة شباب مدنين، ارفعوا رؤوسكم فانتم في حضرة حوش الفن، ارفعوا رؤوسكم فانتم امام اليوم الخامس لإضراب الثقافة والجوع من اجل الحق في الثقافة والابداع والتوزيع العادل لثروات المدينة» هكذا قال خالد اللملومي المدير الفني لحوش الفن في اليوم الخامس للمهرجان.
تتواصل فعاليات الفعل الثقافي المقاوم البديل، ومعها عروض فنية خارج وهم برنامج مدن الفنون في حوش الفن يكون اللقاء يوم غد مع مجموعة البحث الموسيقي بقابس ليغنوا لجمهور مدنين ويقدموا بعض اغانيهم الثائرة الرافضة للموجود.
في مدنين كل العروض المقدمة مجانية، عروض حرص اصحابها على دعم اضراب الجوع فنيا لأنهم يؤمنون ان الحق في الثقافة حق لكل المبدعين، في الحوش يتواصل اضراب الجوع رفضا لفكرة مركزية الثقافة ورفضا لبيروقراطية الادارة وسوء تعاملها مع مبدعي الجهات، اضراب جوع من اجل الحق في الابداع وحق شباب المناطق الحدودية في التوزيع العادل لثروات البلاد.
بعد مسرحية «المقدس» وعرض «بنت الحوش» وعرض «الكراكة» يكون اللقاء مع عرض يقدمه فضاء المسرح الصغير لكريم الخرشوفي، وتقدم هاجر المنصف عرضها «ها فضيلة» في فضاء الحوش.
جل العروض كان فضاء الحوش السبب في ولادتها لان الشباب وجد مكانا ليبدع مكانا يتنفسون فيه الفن دون خوف من التوقيت الاداري.
نجوع لأجل الجمهور
هناك في مدنين لازال المهرجان متواصلا ولازلت العروض الفنية تسير وتقدم المتعة لجمهور متعطش للفنون، هناك في الساحات وداخل حوش الفن موعد يومي مع الموسيقى والمسرح و القراءات الشعرية، جميعها تؤيد فكرة الحلم والأمل وتؤكد ان الصبح سينبلح قريبا،
اعمال فنية علق عليها المسرحي خالد اللملومي بالقول «هنئيا لنا بحلمنا، هنيئا لنا بطموحنا، هنيئا لنا بعزمنا، بشبابنا بصمودنا فهنا لنا الفن كي لا تقتلنا الحقيقة ولنا الفن كي لا يقتلنا الفقر ولنا الابداع حتى لا تقتلنا بيروقراطية الادارة».
في مدنين كل الاعمال التي قدمت ولدت من رحم المعاناة والجوع الى الفنون، فمن رحم المأساة تنحت التجربة الفنية ومن قلب رحى الوجيعة تولد معاناة الفنان وتولد معها أعمال فنية مشبعة بقيم الرفض والوجيعة وعرض بنت الحوش انموذج عن هذه المعاناة، كذلك مسرحية «سبيطار» لحمزة بن عون، جميعها تعبر عن الالم والمتعة في التمسك بالارض والوطن والتمسك بالحقوق تلك التي لا تهدى وانما تفتكّ.
تتواصل فعاليات اضراب الجوع المتبوع بمهرجان، اضراب جوع مختلف عن غيره هو اضراب جوع من اجل حق الجمهور في الثقافة وحق شباب مدنين في فضاء بديل يجمع شتات افكارهم ويلملم فتات آمالهم ليشيد قصرا من الابداع والحب والأمل، يتواصل الاضراب المفتوح ومعها المهرجان خارج اطار مدن الفنون وخارج دعم المندوبية فهم يعملون بالفن وللفن، مهرجان يشارك به ثلة من ابرز مثقفي مدنين وماجاورها، فنانون امنوا بقدرة الكلمة على تفتيت صخور الإدارة وللمضربين عن الطعام اولئك الذين لازالوا يمارسون الفن رغم الجوع يقول الشاعر ايوب لسود المرزوقي:.
«الجوع ما يدمرش، صوم اجر لاهلك للوطن، الجوع ما يدمرش، الي يدمر علم قريته يموت ما يثمرش، الي يدمرك حرف نطقته وعنك مايعبرش، لجوع ما يدمرش».