في «ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية»: كتّاب عرب ممنوعون من دخول فلسطين وشكري المبخوت وكمال الرياحي من «المغضوب عليهم»

ما بين الحصار وتضييق الخناق، فإن الطريق إلى فلسطين محفوف بالمخاطر ومزروع بالأشواك وقد احترق الزرع وجفّ الضرع...ولأن «الثقافة مقاومة» فقد كان الدخول إلى الأراضي الفلسطينية بمثابة النضال ومرتبة المقاومة في الانتظار الطويل والتحقيق الممّل على المعابر الحدودية ...

وقد لبّى عدد من الكُتّاب والروائيين العرب دعوة وزارة الثقافة الفلسطينية للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية خصوصا وأن الوزارة ذيلت نص دعوتها كما يلي :» إن حضوركم ومشاركتكم في أعمال ملتقى فلسطين للرواية العربية، دعم لنضال شعبنا في مواجهة سياسات العزل وخطوة على طريق كسر الحصار الثقافي على فلسطين». وفي المقابل، تصدّت إسرائيل لدخول ثلة من أهل الأدب والرواية العرب على غرار شكري المبخوت وكمال الرياحي من تونس ...
تزامنا مع أيام الإضراب الكبير للأسرى الفلسطينيين عن الطعام، والذي يشارك به نحو 1500 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، تقيم فلسطين ملتقى الرواية الأول للرواية العربية بما توّفر من ضيوف وغاب من حضور ...

«دورة القدس ...دورة نبيل خوري»
هناك في الأرض الأبيّة وتحت السماء العصيّة ...هناك في فلسطين الثائرة والصامدة في وجه العدوان... انطلق بمدينة رام الله، يوم الأحد الفارط ، ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية تحت عنوان «دورة القدس... دورة نبيل خوري». وينتظم هذا الملتقى من 7 إلى 11 ماي 2017 بمشاركة عشرات الأدباء والروائيين الفلسطينيين والعرب.ومن المقرّر أن يتم عقد ملتقى فلسطين للرواية العربية كل عامين.

ونقلت مصادر إعلامية أن وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو قال في حفل افتتاح ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية: «هذا الملتقى فعل ثقافي عربي على أرض فلسطين من خلاله نتوّجه إلى عمقنا العربي ونحقق جسرا من التواصل الإبداعي».
وعن دلالة إطلاق تسمية «دورة القدس... دورة نبيل خوري» على ملتقى فلسطين للرواية العربية في دورته الأولى، أوضح وزير الثقافة الفلسطيني أن القدس هي «العاصمة والعنوان وتختصر وجودنا الفلسطيني وملحمة بقائنا على أرضنا. هي ببساطة خلاصة الروح

الفلسطينية».أما اختبار نبيل خوري لوسم الدورة الأولى للملتقى فذلك لأنه «الروائي الفلسطيني المقدسي الذي سجل احتلال القدس الشرقية في عام 1967 من خلال روايته الشهيرة «حارة النصارى» التي تحمل ألم الخسارة والهزيمة وألم الفقدان».
ومن أهم فقرات أيام ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية إضافة إلى عقد الندوات الأدبية وتنظيم ورشات العمل المتخصصة ... يأتي تقديم رواية «نرجس العزلة» للروائي والشاعر الفلسطيني «باسم خندقجي» المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ومن الرواية إلى الفن السابع، يعرض ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عرض الفيلم الوثائقي «اصطياد الأشباح» للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني الفائز بجائزة الدبّ الفضي في مهرجان برلين السينمائي في دورته 67 كأفضل فيلم وثائقي. ويتطرق الفيلم إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين بين غرف التحقيق وقضبان سجون الاحتلال ...

دخول فلسطين «لمن استطاع إليه سبيلا» !
لم يكن العبور إلى أرض فلسطين بالأمر السهل أوالهيّن، فعلى أبواب هذا البلد المغتصب يقف جنود ويرابض مخبرون ويتجسّس باعة القضية والوطن ...وبعد المكوث لساعات وساعات كانت بمثابة الجحيم بالمعابر الحدودية، تلقفت السلطة الفلسطينية ضيوفها العرب من الكتّاب والروائيين المدعوون للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية بعد طول حصار وخناق وعناء... وإن نجح عشرات الأدباء في الوصول إلى فلسطين فإن ثلة أخرى من الكتّاب عجزت عن ملاقاة الرفاق وزملاء المهنة والهواية بسبب امتناع الجانب الاسرائيلي بمدّهم بتصريح الدخول إلى فلسطين.

وقد وجهت وزارة الثقافة الفلسطينية دعوات المشاركة في فعاليات ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية الذي يستمر على امتداد خمسة أيام إلى عشرات الكتاب والروائيين العرب على غرار شكري المبخوت وكمال الرياحي والحبيب السالمي من تونس، وواسيني الأعرج وسمير قسيمي من الجزائر، ونجوى بن شتوان من ليبيا، وأحمد المديني من المغرب، وسميحة خريس من الأردن، وطالب الرفاعي وليلى العثمان من الكويت وإبراهيم فرغلي من مصر، وعلي بدر من العراق، ومها حسن من سوريا، وخالد عويس من السودان... ولكن

الحضور تعذر على كثير من المدعوين بسبب رفض إسرائيل !
وإن مُنع الأدباء العرب من مختلف الجنسيات من تصريح الولوج إلى رام الله فإن الكتاب التونسيين كانوا «من المغضوب عليهم» في عيون إسرائيل وباستثناء توّصل الكاتب حبيب السالمي للمشاركة في ملتقى فلسطين الأوّل للرواية العربية فإن سبل الوصول إلى فلسطين تقطّعت بالكاتب شكري المبخوت والروائي كمال الرياحي ... وفي هذا السياق علّق كمال الرياحي بخصوص رفض إسرائيل منحه تصريح الدخول للأراضي الفلسطينية كالآتي: «يبدو أن إسرائيل منعتنا من المشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية لأن جوازنا تونسي وجنسيتنا تونسية، فخور بجنسيتي وبجوازي الأخضر الذي يشبه جواز كل مواطن تونسي...كان بودنا أن نلتقي بأحبابنا هناك. نعتذر لكلّ من انتظرنا، عاش جوازنا تونسيا، عاشت جنسيتنا تونسية، عاشت فلسطين، عاشت الإنسانية. فخور بهذا المنع أيضا».

وفي تصريح لـ»المغرب» أفاد كمال الرياحي: «بعد أن تمت دعوتنا للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية أعلمنا منسق الملتقى وممثل وزير الثقافة الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية طلبت الحصول على تراخيص دخول للمشاركين فلم توافق إسرائيل على كل الأسماء... وأعتقد أنه تم منح التصاريح للمصريين والأردنيين والكتاب العرب الذين يحملون جنسيات غير عربية مثل الجزائري واسيني الأعرج والتونسي حبيب السالمي...الذين يملكون جوازات سفر فرنسية».

وإن تصدّت إسرائيل لدخول ثلة من الروائيين العرب على غرار شكري المبخوت وكمال الرياحي من تونس وبشير مفتي وسمير قسيمي من الجزائر ونجوى بن شتوان من ليبيا وياسين عدنان من المغرب ... فلا شك أن مقاعدهم الشاغرة في ملتقى فلسطين الأوّل للرواية العربية ستبقى تسائل الجلاد : بأي ذنب منع أهل الكتاب العرب من دخول أرض فلسطين؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115