أما الدكتور شكري المبخوت فجاءت دراسته بعنوان « في البحث عن المكان الضائع : قراءة في سيرة الحبيب الجنحاني الفكرية» حيث تولى الدكتور الحبيب الجنحاني كتابة سيرته الفكرية سنة 2008 وما يقف عليه الدارس في هذه السيرة هو المزج بين الواقعي التاريخي والذاتي / الشخصي وقد تجسد ذلك في المكان بحكم الترابط المتين بين تكوين الشخصية الفكرية والتنقل عبر المدن فنقل الأمكنة من احيازها الجغرافية الموضوعية إلى احياز فكرية نصية في ضرب من التفاعل منح به صاحب السيرة الذاتية معنى لحياته بقدر ما منح للمكان دلالات ورمزيات .
وفي العدد دراسات أخرى ضمن أبواب أخرى متنوعة من ذلك « اتفاقية سايكس بيكو - بعد مائة عام « لعبد المجيد بلهادي و»صندوق النقد الدولي : الاملاءات والآلام والآمال « لمحمد الشيباني وغيرها من الدراسات الأخرى أما في باب الإبداع فقد حفل العدد بنصين في مجال الشعر لآمال موسى (لاهيبة لك أيها الموت) وهو مأخوذ من مجموعة تصدر لها قريبا بعنوان (والحياة لم تضع بعد مساحتها) والثاني لمحمد بوحوش (منتخبات شعرية) وهي خمسة قصائد قصيرة (أخيرا/أقواس/عري/احتمالات/قريبا من الله) يقول في نص من
نصوصه هذه :
« أخيرا جاء البرابرة الفاتحون (بعد طول انتظار) – حاملين لنا نعش «انكيدو» – على سفينة نوح ! – مسجّى وعلى صدره عشبة للخلود- من ثغره يصّاعد بخار الحرية البيضاء – وحوله يشعشع الربيع في موسم الخريف – أخيرا جاءنا البرابرة الملتحون ../
مع الإشارة إلى أن الطاهر الشيخاوي تحدث في مقاله عن الدورة 65 لمهرجان «كان» السينمائي وتناول سمير الزغبي مسالة « جدلية الثوري والعاطفي في فيلم (تالة مون أمور ) وفي باب القصة أو فتنة السرد كما تسميها هيئة تحرير هذه المجلة فنقرأ في هذا العدد من (الفكر الجديد) قصة للمولدي ضو بعنوان «ليلة الهبوط»
«الفكر الجديد» مجلة مهمة وكسب للثقافة وأهلها في بلادنا ولكن اعتقد انه من المهم أن يقع التفكير في الانفتاح أكثر على الساحة الإبداعية وان تتضمن حوارا في كل عدد من أعدادها مع أسماء مهمة في الساحة الأدبية والفكرية – والأسماء كثيرة – بالإضافة إلى تخصيص ركن للإصدارات الجديدة حتى تكون مواكبة لمستجدات الساحة .اللافت أيضا أن هذه المجلة تحمل الترقيم الدولي الموحد للدوريات على الصفحة الأخيرة لغلافها إلا أننا نقرأ في صفحتها الأولى ما يلي «تمّ طبع وانجاز هذا الكتاب في الشركة التونسية للنشر..» فرجاء هي مجلة وليست بكتاب!