وفي رحلة العمر الطويلة، لا سيما وهي تستعد للاحتفال بمهرجانها الدولي للواحات في دورته 38 من 17 إلى 20 جانفي والذي أنتهت هيئته المديرة بإشراف السيد أنور الشتوي المندوب الجهوي للسياحة، من إعداد البرنامج العام لهذه التظاهرة الدولية الهامة.
هذا البرنامج الثري والمتنوع، الذي يشرف عليه فنيّا، أستاذ المسرح والمبدع أيمن مبروك القادم من إيطاليا، حيث يخوض عديد المشاريع الفنية، سيجعل هذا المهرجان العريق والذي يعود تاريخ انبعاثه إلى ثلاثينات القرن الماضي، يعود إلى سالف توجهاته (التي بعث من أجلها)، الثقافية والسياحية والتنموية والترفيهية وهي من الخصائص التي تميزه عن بعض المهرجانات الأخرى، أضف إلى ذلك أن فعالياته تدور أغلبها بين واحات النخيل، في فضاءات مفتوحة بمناظرها الطبيعية الخلابة، وفي السياق ذاته ستشهد إحدى هذه الفضاءات تنظيم العرض الفرجوي الذي سيكون عنوانه «الجريد أصالة وحضارة» بمشاركة عشرات الفرق التونسية والأجنبية التي ستقدم عديد اللوحات الفنية المتنوعة التي تبرز خصوصيات أهالي الجريد وعاداتهم وتقاليدهم، وحرفهم وفنونهم وأفراحهم في مختلف المناسبات منذ القدم، إلى جانب العروض الفرجوية اليومية بمشاركة عديد الفرق من تونس والجزائر ومصر وليبيا والأردن واليابان. والمعارض التي تسجل حضورها مجدّدا خلال هذه الدورة. على غرار معرض الصناعات التقليدية، ومعرض الكتاب ومعرض أنواع التمور.
كما سيكون المهرجان الدولي للواحات في نسخته الجديدة مناسبة للوافدين على الجهة، للتعرف على عديد المعالم والمواقع بجهة توزر، لا سيما مدينة أولاد الهادف الأثرية، التي تلهم الشعر والجمال وتغتسل بمياه الينابيع، التي لا تنضب، وتنام في حضن الزمن المتجدّد هادئة ساكتة، متدثرة بأحلام السنين، ومن خلال الخرجات الفنية يكتشف جمهور المهرجان، علاقة أهل الجريد بالفروسية المتأصلة منذ القدم في هذه الربوع، والتي ستجسدها العروض الفولكلورية المتنوعة والتي ستتواصل طيلة أيام المهرجان خلال الفترة الصباحية عبر ساحات وشوارع المدينة.
أنور الشتوي مدير المهرجان: ذاكرة المدينة:
هذا المهرجان يعدّ ذاكرة مدينة توزر، أو بالأحرى جهة الجريد الضاربة في القدم، والمتأصّلة في حضارتها وتراثها، وبالتالي فإنّ هذه الدورة ستكون متماهية مع هذه الخصوصيات وغيرها التي سيستقرأها المهرجان من خلال مختلف التظاهرات التي ستأثث برنامج النسخة 38، وباعتبار وأنّ هذا المخزون التراثي والحضاري، هو وسيلة ثقافية وتاريخ متجدّد وهو صناعة وتصدير، يمكن استغلاله ومن خلال مثل هذه التظاهرة الدولية لدفع الحركية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية وهو أيضا شاهد على تعاقب الحضارات، وتأصّل منطقة الجريد في عمق التاريخ الماثل أمامنا نابضا بالحياة، أزمنة وحضارات تختزن أسرارها حيوية الأرض، ممّا يجعل السياحة الصحراوية بالجهة تنفرد بخصوصيات متعددة ووجهة لعديد الأسواق السياحية الأجنبية.
أيمن مبروك: المدير الفنّي للمهرجان: دورة التأسيس للأفضل:
حاولت خلال هذه الدورة، ورغم قصر المدّة الزمنية، أقل من 45 يوما استثمار تجربتي المتواضعة، في المهرجانات والتظاهرات الأخرى و إطلاعي و متابعتي لعديد التظاهرات داخل تونس و خارجها لأحكام برمجة مختلف مكونات البرنامج العام انطلاقا من عروض الافتتاح الفرجوية و التنشيطية وعروض الأطفال و العرض الفرجوي و السهرات الليلية بساحة الفنون «بالتبابسة» و منها في الافتتاح عرض الحملة التي سجلت حضورها في عديد التظاهرات خارج تونس و حظيت بالإعجاب و التقدير و أيضا عرض الشباب الذي يقدمه الفنان «بلطي» و سمارة و DJ MISS M وفي السهرة التالية عرض الموسيقى الطربية بمشاركة الفنانة ألفة بن رمضان و الفنان أيمن لصيق و في السهرة الختامية عرض المجموعة العالمية «TROUP DJAMP» و مطرب الراي «نجيب نيو» إلى جانب عديد الإضافات الأخرى التي من شأنها أن تأسس لمهرجان أفضل في قادم الدورات وهو مواصلة لما عملت على تحقيقه الهيئة المديرة السابقة.