ملف البطالة ليناقشه مع ضيوفه من الشباب التونسي ووزيرة الشباب والرياضة. «المغرب» التقت جعفر وكان معه هذا الحوار.
• الموسم الجديد من برنامج «شباب توك» ينطلق هذه السنة بجولة عربية، من بينها تونس، فماهي الملفات التي سيقع فتح باب الحوار بشأنها ؟
بصورة عامة برنامج شباب توك يركز علي مواضيع الحريات وحقوق الإنسان وحرية الرأي والصحافة وأي موضوع ممكن، اي موضوع يشغل الشباب العربي ويناقشونه ولا يتطرق له الإعلام العربي بالشكل الكافي. من خلفية حق الإنسان ان يكون كما يريد هو او هي. نحن في هيئة التحرير ننطلق من ان اي شخص يريد ان يعبر عن نفسه كما هو ولكنه لا يجد كيف يعبر عن نفسه. نحن نبحث عن أكثر ما يشغل الشباب في العالم العربي، عبر الإحصائيات والدراسات او عبر شبكات التواصل الاجتماعي ورسائل الشباب إلينا يقترح فيها مواضيع للنقاش او عبر استطلاعات رأي نقوم بها.
• اليوم وانتم في تونس التي لم يعد هناك محظورات أمام إعلامها الذي ناقش كل محظورات ، ما الذي ستناقشونه؟
اليوم ما يشغل الشباب التونسي هو البطالة وفق الإحصائيات، إضافة الى التعبير عن نفسه بكل حرية الى جانب ذلك يناقش ما يشغله مع وزير او شخص صاحب سلطة، نحن في برنامجنا نقدم فرصة للشباب من الطبقة العادية في الجهات ليناقش الشاب ما يشغله مع المسؤولين. وهذا ما يميز برنامجنا.
• أي أن برنامجكم هو منح « المكروفون » لمن لا يسمع صوتهم؟
هذا جزء من برنامجنا، نحن في ذات الوقت نشرك شبابا من المجتمع المدني ومن الاحزاب، لكن ما يجعل برنامج شباب توك كما هو ان من يشارك فيه يشعر ان هنالك حوارا صادقا وحرا وأن الشباب جزء من حوار وانهم على نفس المستوى مع أصحاب السلطة.
• هذا يجعلكم في تنافس مع الاعلام المحلي باعتبار ان البرنامج يدين بطريقة غير مباشرة البرامج الحوارية المحلية؟
نحن لا نقيم ماذا يفعل الاخرون، نحن نفعل ما نراه مناسبا للمؤسسة وللصحافة التي نمثلها. صحافة صوت من لا صوت لهم صحافة تركز على الشباب وتأخذ الانسان على محمل الجد، شخصيا لا اعلم ان كان هناك برنامج يقوم بذلك ام لا.
• الاعلام المحلي في تونس يركز على الحدث والمشاهير، في المقابل انتم تاتون وتقدمون فرصة لشاب من المهمشين لمناقشة ما يشغله مع مسؤول، هذا فيه نوع من الإدانة؟
أنا لا أقيّم أي صحفي أو أي وسيلة اعلامية. انا لا افعل هذا، انا صحافي والتقييم ليس عملي. لكني قيمت وضع الحريات في البلدان العربية؟ انا لا اقيم انطلاقا من راي شخصي انما اقدم تقييما صادرا عن منظمات مختصة كـ«مراسلون بلا حدود» ومنظمة «هيومن رايتس وتش» ومؤسسات مختلفة، تقدم وقائع مبنية على دراسات لهذه المؤسسات انا لي تجربة شخصية في البلدان العربية واعلم ما يمكن الحديث عنه وما هو غير ممكن.
• وفق هذه التجربة ماهي الممنوعات في تونس؟
وفق تجربتي لا توجد ممنوعات في تونس.
• وفي العالم العربي؟
لا استطيع ان اعمم، كل بلد له خصائصه، هناك بلد لا يمكنك الحديث فيه عن السياسة ولكن يمكنك الحديث عن الدين، وبلد لا يمكنك الحديث فيه عن الدين ولكن يمكن الحديث عن السياسة، لكل بلد خاصيته وبصفة عامة لا توجد حريات ٪100 في ما يتعلق بالثلاثي الدين – السياسة - الجنس.
• نعود إلى البرنامج كيف يقع تحديد هوية المشاركين؟
هناك طلب مشاركة شباب اعربوا عن رغبتهم بالمشاركة، هناك مشاركون عن مجتمع مدني، نحاول ان يكون المشاركون متنوعين، من المهم ان نمثل الجميع اضافة الى تقديم مجال للسلطات الرسمية لإبداء رأيها كما قد يكون للبعض راي معارض لرأي السلطات. التنوع هو قوة الحصة؟ هو واجب . مهمتنا كصحفيين هو الاستماع الى الآراء المختلفة وان يكون ذلك قدر الامكان.
• لماذا اختيار ان يقع القيام بجولة في العالم العربي عوض التركيز على بلد وتقديم اكثر من حلقة؟
نحن نسميها جولة برنامج «شباب توك» في المنطقة العربية يهمنا ان نكون كل شهر في بلد عربي لنقدم قدر الامكان فرصة للشباب ليعبروا عن أنفسهم كما نريد ان يعلم الشباب العربي اننا لا نتحدث عن المحظورات من برلين وانما من بلدانهم نذهب اليهم لنتحدث عما يهمهم، لايماننا بانه لم يعد هناك مجال للاتصال من طرف واحد، يحدد ماذا يريد ان يقول وعلى المشاهد ان يتلقى فقط.
• فكرة البرنامج قد تكون غريبة عن الواقع العربي الذي يعيش على واقع المؤامرة مما قد يخلق تضييقات مع السلطات والشارع ؟
للبرنامج مصداقية عالية جدا، نحن نعرض الاراء المختلفة، نحن لا نقول اننا مع او ضد اي شخص. ثانيا المشاركون يمثلون مختلف شرائح المجتمع وطبقاته السياسية والدينية والاجتماعية، ثالثا المشاهدون يعلمون ان برنامجنا يعالج كل الملفات ولا يحسب على طرف معين. نحن في البرنامج لا ندلي بارائنا الشخصية انما نقول ما تتضمنه الاحصائيات والدراسات، انا لا اقيم آو اقول هذا صواب او خطآ. انا لست جزءا من الحوار وانما مديره، كل هذا مجتمعا اضافة الي احترامك لجمهورك وتقديم ما يهمه، قوة البرنامج.
• هذا يضعكم في مقارنة مع الاعلام المحلي، اي بين مدرسة تقوم على الاخبار ومدرسة الراي وهي التي تتسم بها الصحافة العربية؟
انا لا اقيم الوضع وهذا دليل على انني لا اتبنى رايا، انا لا اريد ان ادخل في حوار واقيم ماهو الصواب او الخطآ، انا صحفي محاور ولست صاحب راي. انا لا يمكن ان اقيم فانا لست جزءا من اللعبة انا مقدم برنامج حواري يتحدث فيه الضيوف ويقدمون آراءهم.
الاعلام العربي، هذه اشكاليته انه اعلام يعالج الحقوق من بوابة الرأي على غرار معالجة قضية الحريات الدينية التي تتسم بالفضائحية وعدم احترام الحق، وهذا يطرح سؤالا ان كان الاعلام العربي متازما بسبب مدرسة الراي؟
انا لا يمكن ان اتحدث عن المدرسة الأخرى، انا اتحدث عن المؤسسة التي انتمي اليها، مؤسسة تحترم المشاهد والصحفي، تعلمت فيها المهنية واختلاف الراي وان يكون سؤالي مبنيا على حقائق. انا لا أقيم اي شخص ولن اقول ان العالم العربي يجب ان يفعل كذ او كذا...