جل المستجدات العلمية والفكرية والإبداعية العالمية باعتبارها مؤسّسة علمية، وتهتم كذلك بالقضايا الراهنة، الوطنية والإقليمية والعالمية، فالأنشطة الفكرية ليست في قطيعة مع الشأن العام الوطني والدولي، بل هي مرتبطة عضويا بتلك الإشكاليات.
وفي هذا الإطار نظّم قسم الدراسات الإسلامية بالمجمع يوم 6 جانفي 2025 بالتعاون مع مؤسّسة ياسر عرفات للدراسات ندوة فكرية دعما لفلسطين بعنوان "فلسطين في السياق المضطرب للمعادلات الدولية"، وتتنزّل فعاليات هذه الندوة الأكاديمية ضمن ورشات تفكير تنظّمها أكاديمية بيت الحكمة بإشراف فرق بحث متكوّنة من نخب مختصّة وباحثين على غرار فريق بحث فلسطين والشرق المعاصر الذي يترأسه المجمعي المنصف بن عبد الجليل.
ويعتزم المجمع إنشاء مركز دولي للدراسات حول هذه القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة مثلما ورد في المداخلة الافتتاحية لرئيس المجمع الدكتور محمود بن رمضان، المؤكّد في مداخلته على منزلة الدعم الأكاديمي ومساندة النخب للفلسطينيين في ظلّ حرب الإبادة الجماعية. وهذا ما أجمعت حوله محتويات المحاضرين ومضامين مداخلتي السفير الفلسطيني الدكتور هايل الفاهوم والدكتور أحمد صبح رئيس مجلس إدارة مؤسّسة ياسرعرفات، إذ شدّد جميعهم على إدانة المواثيق والقوانين الدولية للانتهاكات اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني، تلك التي تتكرّر يوميا وذات انعكاسات خطيرة إقليميا وعالميا.
وواكب روّاد المجمع خلال الندوة مقاربة أستاذ القانون الدولي سليم اللغماني حول الحق الفلسطيني وشكلانية الطرح القانوني الدولي، ممّا يؤكّد حجم اختراقات العنف والانتهاك الصارخ والتعسّف اليومي على سيادة شعب وحقوق أساسية يحميها افتراضيا الميثاق العالمي. كما اطلع على ثراء الروافد المضيئة لوشائج الأخوة التونسية-الفلسطينية على امتداد حقب التاريخ المتتالية الشاهدة على حجم التضامن والتفاعل بين الشعبين، وأبرم بيت الحكمة بهذه المناسبة اتفاقية شراكة مع مؤسّسة ياسر عرفات للدراسات، ويتنزّل ذلك في إطار اتفاقيات التعاون التي يبرمها المجمع مع المؤسّسات مراكز البحث والأكاديميات الشبيهة.