إضاءة: المناطق الرطبة تلك المجاهل النفيسة..

تحيي تونس بعد ايام مع المجموعة الدولية يوم2 فيفري اليوم العالمي للمناطق الرطبة، ولئن تحتفل باليوم ،

بمساهمة نشيطة من المؤسسات المعنية كوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والنسيج الجمعياتي والمنظمات الدولية كالصندوق العالمي للطبيعة، بإيقاع احتفالي بما نالته غار الملح مؤخرا من اندراج ضمن شبكة مدن رمسار، فإن الجهد لحماية وتثمين هذه الفضاءات والمواقع الأيكولوجية الثرية والهشة ما يزال مرتقبا ومطلوبا.
فقليل من المواطنين يعي أهمية تلك المساحات التي تستهدفها عديد التهديدات وأشكال الإعتداء والإهمال من بقايا نفايات وبناء عشوائي واستغلال غير محكم.

وللتذكير تعرف المناطق الرطبة (les zones humides)  على أنها النظام البيئي الذي يعتمد على الوجود الدائم للماء، كالمستنقعات والبحيرات والانهار،  وكذلك مساحات مياه البحر التي لا يزيد عمقها عن 6 أمتار خلال الجزر. وتعرف هذه المناطق تنوعا بيولوجيا مهما. وللتذكير فان %40   من الاصناف الموجودة في كوكبنا توجد في المناطق الرطبة و%12  من أصناف الحيوانات تعيش في هذه المناطق، فمثلا يحتوي نهر الامازون على 1800 نوع من الاسماك

كما تعتبر الكائنات الحية الموجودة في المناطق الرطبة ذات أهمية قصوى بالنسبة للإنسان. فحوالي 80 من سكان العالم يعتمدون على الطب التقليدي للمعالجة الاولية عن طريق استعمال نباتات وحيوانات المناطق الرطبة, ويعتمد حوالي مليار شخص على الاسماك كمصدر للبروتين الحيواني، وخصوصا على اسماك البحر التي يحتاج ثلثاها إلى المناطق الرطبة العدبة كمرحلة ضرورية في دورة حياتها.

وتعتبر اتفاقية «رامسار» (RAMSAR) للأراضي أو المناطق الرطبة أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، وهي بمثابة إطار للتعاون الدولي والقومي للحفاظ والاستعمال العقلاني للأراضي الرطبة ومصادرها, حيث وضعت عام 1971 بمدينة «رامسار» الإيرانية، ودخلت حيز التنفيذ سنة 1975, وهي تعتبر الاتفاقية الدولية الوحيدة في مجال البيئة التي تعالج نظام بيئي خاص.

وللتذكير فإن المناطق الرطبة مثل سباخ السيجومي واريانة وقربة مثلا، تعد ثروة طبيعية منتجة لمواد مختلفة تدخل ضمن المتطلبات المعيشية للإنسان .
فالسدود والمحاجرالمائية والبحيرات والأنهار تمد الإنسان بالمياه الصالحة للشرب وكذا الري .وفي نفس الوقت هي منتجة للسمك ، وهذا بغض النظر عن الإنتاج الكهروبائي فيما يخص السدود .
والملاحظ أيضا أن الشطوط والسباخ تستخرج منها الأملاح المختلفة، كما إن

المروج منتجة لمادة العلف وهي كذلك تعد مساحات رعوية.

أما من الناحية الأيكولوجية، فإن المناطق الرطبة هي أوساط حيوية جد هامة لبعض الكائنات الحية ويتعلق الأمر بالحيوانات والنباتات ، و هي تستقطب خاصة الطيور المائية (الشتوية ) المهاجرة التي تعبر القارات . فإذن هي قد تكون محطات عبور لهذه الكائنات أو محطات توقف أو محطات عيش وتكاثر .
كما إن للمناطق الرطبة مهام أخرى مثل: مراقبة الفيضانات والتقليل من مخاطرها و التحكم في الدورة الهيدرولوجي والتجديد الدائم للمياه الجوفية وحجر الرواسب والمواد السامة وكذلك حجر المواد الكيمائية وتصنيفها وازالتها طبيعيا ( بيولوجية)

كل ذلك يحتم برمجة وتنفيذ تدخلات عاجلة لإنقاذ وتحصين هذه المواقع، والتخطيط لتهيئتها وتثمينها وتفرض الأهمية الخاصة لهذه الأنظمة البيئية برمجة أنشطة توعوية وتربوية وزيارات دراسية لمزيد تعريف التلاميذ والطلبة بمكوناتها ووظائفها
وتتحمل البلديات الوليدة مسؤولية التفكير بالتعاون مع الهياكل المعنية في أشكال التهيئة وبرامج التحصين والتثمين حتى يتسنى إنجاح مشاريع حماية المناطق الرطبة ومنع أية إخلالات قد تؤدي عفوا أو قصدا إلى تدميرها وتبديد مقدراتها بشكل غير قابل للإصلاح والمعالجة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115