إضاءة: باكورة حبلى في «شبكة لبيب»

تعتبر عمليات تشبيك الجمعيات ظاهرة مهمة في مسار التعبئة والتحشيد لممارسة الضغط وتظافر الجهود للتقوية

في مجابهة التحديات ومخاطبة السلط وإقناع الجهات المسؤولة والمانحة.
التشبيك بين الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية هو وسيلة ناجعة لتبادل المعرفة والمعلومات حول

الاحتياجات والحلول والخبرات الفضلى والمنافع والمساهمة في نشرها وتداولها. كما يعتبر التشبيك وسيلة لتقوية
المنظمات غير الحكومية من خلال توحيد الخطاب وزيادة التأثير في المفاوضات والضغط. ويساهم التشبيك
كذلك في تعزيز الأداء الديمقراطي وتفعيل الدور التنموي لمنظمات اﻟﻤﺠتمع المدني.

ويشكل التشبيك أداة لتقوية المنظمات غير الحكومية في سعيها نحو استقلالية قرارها في مواجهة نزعة الحكومة
للهيمنة عليها ولتوجيهها والقطاع الخاص الذي يحاول التخفيف من نتائج ادائه الاقتصادي على الأصعدة
الاجتماعية والثقافية والبيئية من خلال دعم المنظمات غير الحكومية، والجهات المانحة التي تسعى الى فرض
اهدافها وبرنامج عملها، وفي بعض الأحيان، ثقافتها

وتحمل الشبكات والجامعات والائتلافات قيما مضافة مضاعفة، تجاوز مجرد تجميع عددي للجمعيات والهيئات والقوى الفاعلة في مجال محدد..

وفي البيئة، تتالى بروز الأجسام الوليدة المجمعة والمراكمة للجهود والتجارب والمكتسبات بدءا بالجامعة الوطنية لجمعيات البيئة، والجامعة التونسية للبيئة والتنمية، وشبكة جمعيات البيئة والطبيعة والتحالف الوطني للطاقات المتجددة وشبكتي الانتقال الطاقي و«فايقين لبيئتنا»..
وتمثل تجربة الورشة التشاورية المفتوحة لبناء الرؤية والمشروع والمتجهات والبرامج، جانبا هاما مما يعنيه جوهر الديمومة في بناء هذه الهيئات الأفقية الجديدة من إلزام الحوكمة والتشاور والتمثيلية ضمانا للقدر المطلوب من الأمانة والمصداقية في نقل المقترحات وعكس المشاغل وعرض البرامج المتمخضة عن مواقف واقتراحات ورؤى غالبية التيارات وزوايا النظر المتاحة لدى أعضاء الشبكة.

وتشير تعددية الشبكات والهيئات المشكلة بصور أفقية عابرة للجمعيات المحلية والجهوية لنمو وعي بأهمية التكاتف والتعاضد بعيدا عن الحسابات الضيقة والولاءات الجهوية وحتى الشخصانية، ومحاولة الارتقاء لدرجات الفعل الجماعي العابر للفئات والجهات والجماعات خدمة لقضية المجتمع ونصرة لمشروع الوطن.
وينتظر أن تمهد هذه الأجسام الكبرى الوليدة،ومن بينها شبكة فايقين لبيئتنا، لتنفيذ مشاريع هامة وممارسة الضغط على السلط والهيئات المعنية لتبني مشاريع وقوانين وقرارات واعتماد سياسات تراعي الإرادة الجماعية للعناصر المشكلة لها، واقتراح مبادرات يمكن الاعتناء بها، باعتبار وجاهتها، ولكن أيضا لما يمثله الطرف المقترح من وزن مميز مختلف عما تمثله الأعضاء المشكلة للشبكات أو الجامعات.

كما يطرح في المستقبل القريب توحيد جهود عدد من الشبكات والجامعات التي يقودها رموز في العمل المدني والمشهد البيئي الوطني لتشكيل كيان جامع يمكن أن يكون مخاطبا رئيسيا منافحا عن قضايا البيئة مدافعا مقنعا عن ضحايا المناطق المتضررة بيئيا ومؤهلا لطرح مشاريع كبرى لترسيخ مسار الاستدامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115