هو راب الصدع في العلاقات بينما يمثل موضوع توفير الغاز لاروبا الهدف الخفي والأبرز بعد أن نقلت مصادر إعلامية عن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران غداة زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون إلى الجزائر، أنّ «إعلانات ستصدر قريباً» عن زيادةٍ محتملة لشحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا.
ستكون القارة الاروبية في شتاء هذا العام تحت رحمة تعامل بوتين مع صادرات بلاده نحوها، ذلك أن سلاح الغاز الذي أصبح نقطة ضعف القارة الاروبية أصبح خطيرا مع اقتراب الشتاء على الرغم من تطمينات عديد الدول على غرار فرنسا بان مخزونها يكفي، إلا أنها إلى جانب عديد الدول الأخرى ستكون في أوضاع حرجة إذا ما تواصل اضطراب تزودها بالغاز الروسي فإلى جانب تأثر حياة الاروبيين بأي انقطاع فان المصانع أيضا بدأت تبدي تخوفها من هذا الاضطراب وقد تضطر إلى الإغلاق، هذا السيناريو الذي تخيم أخطاره أيضا على تونس فكل أزمة في البلدان الاروبية تنعكس مباشرة على تونس في قطاعات بعينها لعل أبرزها الصناعات الميكانيكية والكهربائية وصناعة النسيج وابعد من هذا هو تأثر قطاع السياحة أيضا.
وتبحث الدول الأوروبية عن مزودين آخرين والحد من استهلاكها للغاز وسط ارتفاع حاد في الأسعار وتطرح دول افريقية كبدائل على غرار الجزائر والسنيغال حيث نقلت العديد من وسائل الإعلام أخبار مفادها أن السنغال ستبدأ في إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي في الربع الثاني من 2024.
وعززت ايطاليا وارداتها من غاز الجزائر عبر إبرام اتفاقيات لزيادة شحنات الغاز بحلول نهاية العام الحالي وقد أصبحت الجزائر المورد الأول لإيطاليا متقدمة على روسيا.
ووقّع المغرب اتفاقية جديدة مع شركة شاريوت أويل آند غاز البريطانية، لنقل كميات الغاز المكتشفة في حقل «أنشوا»، بواسطة أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا.
كما تسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين في وجود فائض من الغاز الطبيعي لتعيد بيعه إلى أوروبا مع ارتفاع تكاليف نقله.
وقد ارتفعت أسعار الغاز في اوروبا وسط مخاوف من عدم تخزين حاجياتها لفصل الشتاء ورغم التطمينات بان القارة جاهزة للشتاء إلا أن هذا لا يمنع من التخوف من توفر الغاز للاستهلاك بمختلف انواعه.