تشير الصور المتداولة من مختلف بلدان العالم الفزع من حالات جفاف تهدد أعدادا كبيرة من البشر ولا تستثني الظاهرة أي مكان من العالم، وتونس التي صنفت منذ سنوات من البلدان الأكثر فقرا مائيا مهددة أكثر فأكثر بالجفاف وتتجلى المظاهر في نقص الأمطار على مدار السنة وتراجع مخيف في مخزونات السدود وتراجع المائدة المائية وارتفاع درجات الحرارة هذه الظواهر انعكست على الزراعات التي تسجل بدورها تراجعا.
بنقص بـ 44 % في تزويد السوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة بالغلال وبالنسبة ذاتها للخضر في آخر أيام شهر أوت الماضي وقبل الدخول في مرحلة تقاطع الفصول حيث يتقلص الإنتاج أكثر فأكثر ويعود هذا النقص في التزود إلى نقص الإنتاج بسبب تراجع حصص مياه الري وتقلص التساقطات. ويمتد تأثير نقص الأمطار خصوصا إلى الزراعات البعلية وخاصة الزراعات الكبرى.
سُجل تراجع ملحوظ في التساقطات
بالنسبة إلى مجموع كميات الأمطار لشهر جويلية 2022 فقد شهد نقصا بكافة المناطق ولم تنزل الأمطار بالعديد من الجهات. بلغ مجموع الأمطار الإجمالي في 27 محطة رئيسية في شهر جويلية 21.3 مليمتر بينما كان المجموع المرجعي 1991/2020 للمحطات نفسها 111.5 مليمترا ليبلغ النقص 81 %
وقال المعهد الوطني للرصد الجوي إن شهر جويلية 2022 هو احد الأشهر الخمسة الأشد حرارة لأشهر جويلية منذ سنة 1950 وتكشف خريطة توزيع كميات الأمطار للمعهد ضعف ملحوظ في معدل الأمطار المسجلة في جويلية الفارط حيث كان أعلاها في ولاية القصرين ب 13.6 مليمتر فيما لم تتجاوز كميات الأمطار في عديد الجهات 1 مليمتر وذلك في كل من مدنين وقابس وقبلي وتوزر والمهدية وتطاوين وسجلت البرمة 0 مليمتر.
ووفق دراسة حول تطوير إستراتجية قطاع المياه في أفق 2050 نشرها المرصد الوطني للفلاحة تفقد سدود تونس قدرتها على التعبئة بسبب رواسب تعادل 22 مليون متر مكعب وتفقد كل عشر سنوات 10 % من سعة تخزينها.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
البحيرات والسدود الجبلية لحماية السدود من الترسبات
ويقول عبد الله الرابحي كتب الدولة السابق المكلف بالموارد المائية انه يوجد في تونس 37 سد و4 في طور الانجاز ودراسة والسدود الجاري انجازها هي سد السعيدة والقلعة وسد ملاق العلوي والدويميس بطاقة جملية تقدر بـ 2.9 مليار متر مكعب.
هناك أيضا 909 بحيرة جبلية والتي تقدر سعتها بأقل من 50 ألف متر مكعب طاقتها الجملية 100 مليون متر مكعب وهناك 234 سد جبلي طاقتهم 285 مليون متر مكعب والبحيرات السدود الجبلية تم إحداثها لحماية السدود الكبرى من الترسبات.
وقدر مخزون السدود الى حدود يوم أمس ب 797 مليون متر مكعب بنسبة امتلاء 34 % وبنقص بحولي 277 مليون متر مكعب مقارنة بمعدل نفس اليوم من السنوات الثلاث الفارطة.
اشتداد الحرارة يهدد توفر الغذاء
من جهتها سجلت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية انه بين 2015 إلى 2021، كانت السبعة أعوام الأشدّ حرا.
تأثير نقص المياه الذي يهدد الإنسان والحيوان أمر واقع ولا يمكن إنكاره او إخراجه خارج سياسة الدولة فالحرب القادمة هي حرب البقاء.
فتونس تشكو نقصا في الحبوب والمنتجات الفلاحية بمختلف أصنافها بعضها مرتبط بنقص مياه الري ومياه الأمطار وهو ما ينعكس في الأسعار التي ظلت مرتفعة بالنسبة الى المواد الطازجة التي عادة ترتفع عند تقاطع الفصول فقط. تتأثر ايضا المنتوجات الحيوانية بالعوامل المناخية وهو ما سيكون له اثار في القطيع ككل.
فالجفاف الممتد في العالم يؤثر في تونس ايضا الدولة الموردة لمواد غذائية أساسية سيكون عليها إدارة الأزمة بأكثر حنكة وأكثر جدية فمحاولة طمأنة الرأي العام عن أن الوضع تحت السيطرة هو مغالطة فالوضع صعب في سياق عالمي وتشكو منه كبرى الدول.
للسدود قابلية مرة واحدة للتعلية
أما في ما يتعلق بوضعية السدود يقول فايز مسلم مدير عام السدود بوزارة الفلاحة في تصريح للمغرب بان الترسبات في السدود تعادل اليوم نحو 13 مليون متر معكب وهو حسب تعبيره من قدر السدود مبينا انه وباعتبار قابلية السدود للتعلية مرة واحدة فقد في اعمارها فانه تم القيام بتعلية بعض السدود على غرار سد سيدي سالم السد الاكبر في الجمهورية التونسية واشار المتحدث ان الحديث عن تفريغ السدود التي تعاني من ترسبات عالية وتعويضها هو بمثابة التهكم باعتبار ان الحيز الزمني الطويل الذي تتطلبه اعادة البناء ولا توجد اي دولة في العالم قد قامت بمثل هذه العمليات لهذا يبقى خيار التعلية هو الاسلم.
اما بالنسبة إلى معدل ايرادات السدود التونسية فتقدر حسب المتحدث سنويا بمليار و900 مليون متر مكعب وان الحاجيات التونسية تقدر ب1 مليار و100 مليون متر مكعب.