مازالت ضعيفة لاسيما في ما يتعلق بالمبادلات التجارية في قطاع الصيد البحري وفي المنتجات الفلاحية ،حيث كشف المرصد الوطني للفلاحة عن ضعف الصادرات التونسية تجاه الأسواق الإفريقية، حيث لم تتجاوز الصادرات الفلاحية التونسية تجاه الأسواق الإفريقية 29 % مع العلم إن هذا الصنف من الصادرات لا يمثل سوى 11.9 % من إجمالي الصادرات .
ولئن تضاعف نمو الصادرات الفلاحية تجاه الأسواق الافريقية والأسيوية في الفترة بين 1996 - 2016، فإن الوجهة الأوروبية مازالت تحتكر نصيب الأسد من الصادرات الفلاحية بنسبة تتجاوز 50 % في سنة 2016 حسب بيانات المرصد الوطني للفلاحة .
وقد نمت الصادرات التونسية تجاه الأسواق الإفريقية بنسب ضعيفة ومتفاوتة بين عدد قليل من دول القارة ، حيث تصدر تونس منتجاتها الفلاحية الغذائية أساسا الى السوق الليبية بنسبة 13.84 %، تليها المغرب بــ5 % والجزائر بــ2.33 % ومصر بــ0.75 % وبنسب أقل للغابون 0.71 % وكوت ديفوار بـ0.63 %.
وقد وصلت قيمة الصادرات الفلاحية الغذائية سنة 2018 الى2261 مليون دينار مقارنة بـ 628 مليون دينار في 2000 وتعد منتجات زيت الزيتون والتمور ومنتوجات الصيد البحري و تربية الاحياء المائية أهم الصادرات الفلاحية ، حيث تمثل صادرات زيت الزيتون نسبة 43.5 % والتمور 15.2 % ومنتجات الصيد البحري 9.5 % وقد بلغت قيمة صادرات زيت الزيتون في 2018 2125 مليون دينارو التمور 744.1 مليون دينار ،
وفي ما يتعلق بالواردات ،فقد ذكرت معطيات المرصد الوطني للفلاحة ان قيمة الواردات للمنتجات الغذائية والفلاحية قد وصلت إلى 2493 مليون دينار في 2018 وتمثل الواردات 9 % من إجمالي الواردات وتستورد تونس 72 % من المنتجات الفلاحية و الغذائية من أوروبا فيما تستورد 7 % فقط من الأسواق الإفريقية.وتعد واردات القمح والسكر والزيوت النباتية أهم الواردات الغذائية .
وقد وصلت قيمة الصادرات تجاه السوق الجزائرية في 2018 الى 32 مليون دينار مسجلة بذلك عجزا في الميزان بإعتبار ان قيمة الواردات قد بلغت 113 مليون دينار ، وقد حققت تونس فائضا تجاريا مع بوركينفاسو بـ 8 مليون دينار وذلك تبعا لضعف الواردات التي لم تصل قيمتها إلى 1 مليون دينار ،كما تصدر تونس إلى الكونغو بقيمة 8.1 مليون دينار مقابل 0 ورادات و تعاني تونس مع مصر عجز واسع في الميزان التجاري الغذائي بأكثر من 120 مليون دينار ،أما عن الجارة ليبيا ،فقد وصلت قيمة الصادرات إلى 11.2 مليون دينار دون واردات وحصيلة إيجابية مع السينغال بصادرات تجاوزت قيمتها الخمسين مليون دينار وبواردات لم تصل إلى 2.2 مليون دينار.
وتتطلع تونس إلى مضاعفة مبادلاتها التجارية مع الأسواق الإفريقية لا سيما بعد دخول تونس في سلسلة مشاورات تقنية وفنية من أجل إتمام الانضمام للتكتل الاقتصادي لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية والذي ينتظر أن يكون التكتل الاقتصادي الأكبر على مستوى القارة بإعتبار أنه يستهدف 55 دولة أفريقية ، حيث ينتظر أن تساهم إتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية « ZLECA » في تسهيل ولوج السلع التونسية إلى الأسواق الإفريقية وفتح مجالات الاستثمار .
كما انضمت تونس مؤخرا بعد اكثر من 3 سنوات من التفاوض إلى مجموعة الكوميسا وقد ناقشت في الأسبوع المنقضي مختلف الإجراءات الفعلية لانضمام تونس إلى التجمع الاقتصادي الإفريقي «الكوميسا « والالتزامات المنجرة عن هذا الانضمام التي أصبحت تونس بعد انضمامها إلى عضويتها,ثالث أكبر دولة من حيث الأهمية الاقتصادية بعد مصر وكينيا.
وسيعمل هذا التكتل على فتح مزيد من الأسواق واستغلال الموارد المتاحة ورفع القدرة التنافسية والحد من الاعتماد على الشراء التجاریین التقلیدیین مع تسهيل وصول السلع التونسية بمختلف أصنافها إلى الأسواق الإفريقية.
وسيكون لتعزيز التبادل التجاري مع الأسواق الإفريقية أثر إيجابي على المنتجات الفلاحية التي تواجه تونس صعوبة في تسويقها حينما يكون الانتاج وفيرا على غرار تسجيل صابة في انتاج زيت الزيتون او التمور وتجدر الاشارة الى ان التقديرات الاولية لصابة زيت الزيتون لهذا الموسم في حدود 350 الف طن الامر الذي يحتم البحث عن اسواق جديدة لامتصاص الانتاج والتقليل من الاعتماد على الاسواق التقليدية.