أسفار تونسية والاستحواذ منها على عدد غير هين من تذاكر السفر تم إستصدارها إلكترونيا عبر شركة الطيران «الملكية المغربية» لفائدة مسافرين أفارقة حقق المتسللون من خلال ثغرة أمنية في حواسيب الوكالات المستهدفة ،مغانم مالية تجاوزت 350 ألف دينار تونسي بحسب معلومات أولية .
وهذا الاستهداف ليس الأول بل أن حادثة مماثلة سبق التفطن إليها سريعا قبل مدة وأمكن الحد من مضارها لكن الحادثة الأخيرة ، كانت أشد وقعا حيث استطاع المتسللون الوصول إلى حواسيب أربع وكالات كلفت أصحابها المتضررين هذه المرة خسائر مهمة خاصة وكالة بجهة الساحل.
ويعيب بعض وكلاء السفر الاختراق المسجل ، في النسخة الجديدة من برنامج إلكتروني لشركة عالمية منتصبة بتونس «أماديوس» تسدي خدمات التوزيع الالكتروني والذي جراءه تمكن المتسللون من الولوج لحواسيب الوكالات المتضررة واختراقها وسرقة كمية من تذاكر السفر التي تباع الكترونيا .
ونظرا لخطورة الفعلة وتأثيراتها على الوكالات اتصلنا بالمدير التجاري مجدي سعيد لمسدي «بأماديوس» للاستفسار عن الموضوع وحول ما يعيبه وكلاء السفر على التطبيقة الحديثة وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرر مثل هذه العمليات الخطيرة على الاقتصاد أولا وعلى صدقية التجارة الالكترونية ثانيا.
وشدد المدير التجاري منذ البدء إلى أن الحديث عن خرق لمنظومة «أماديوس «غير صحيح ذلك أن المنصة تتوفر هي على قدر عال من السلامة والأمن ذلك أن عملية الاختراق كانت محدودة في المكان والزمان في تونس وحسب ، ولم تكن بالمرة واسعة ولم تصب شبكة العروض الواسعة وعملاء ونشاط المؤسسة .
وأضاف أن العملية التي استهدفت وكالات الأسفار في تونس كانت محدودة و تم التفطن للاختراق من إحدى الوكالات المستهدفة وإبطال هجوم المتسللين المتمرسين من أفريقيا جنوب الصحراء مع محترفين في قطاع وكالات الأسفار يتولون الهجوم على وكالة سفر ما بهدف الحصول على تذاكر سفر وبيعها هناك على عين المكان وعادة ما يكون قرب المطارات وقبيل انطلاق الرحلة بساعات محدودة قد لا تزيد عن ثلاث ساعات.
وفسر اختيار المتسللين الخطوط المغربية إلى أن دخول المملكة من إفريقيا لا يتوجب تأشيرة وهو ما يساعد على تصريف المسروق سريعا خاصة بين الشباب الإفريقي .مبرزا أن مؤسسته فور تبلغها بالموضوع قامت بكل ما في وسعها للتخفيف من المضار المادية التي لحقت بالوكالات.
وأكد أن الاختراق حصل بفعل ثغرات في حواسيب الوكالات التي لا يتم إغلاقها بعد انتهاء الدوام أو عدم التعامل بفطنة مع الرسائل القصيرة التي تصل إليهم والتي تكون دوما طعما للحصول على شفيرة الحاسوب أو كلمة السر خاصة على الهواتف النقالة بعدما اصبح بإمكان صاحب الوكالة التعامل مع ملفاته وإصدار أذون السفر مباشرة من هاتفه الجوال .
ونفى المدير التجاري الادعاء بأن عملية التحول إلى المنظومة الجديدة هي السبب ،خاصة وأنه لم تكن الحادثة شاملة بل محدودة في تونس ، علما وأن المؤسسة عالمية ولديها تواجد في مختلف مناطق العالم كما وتبين أنها مرتبطة بوكالات كانت عملية تامين معطياتها وحواسبها غير مؤمنة على الوجه الأكمل .
وأكد أن القضية لخطورتها باتت اليوم محل أنظار القضاء الذي تم إخطاره بالأمر كما تم إخطار وإعلام الوكالة التونسية لسلامة المعلوماتية وهي الجهاز المخول بمراقبة وتتبع هذه المخاطر وهي اليوم تتولى التحقيق في الموضوع خاصة لصبغتها الخطيرة على سلامة كامل المنظومة المعلوماتية في البلاد وإن يبدو الأمر مستبعدا جدا نظرا لتميز المنظومة في تونس بكل وسائل الأمن والسلامة .
وختم سعيد بالإشارة إلى وجوب اهتمام أصحاب وكلاء السفر بالمنظومة السلامتية لمعداتهم الالكترونية وتجهيزها بكل أسباب الأمن التي تحد من اختراقها مستقبلا خاصة والعمل على أن يكون الجميع على قدر كبير من الفطنة والذكاء عند محاولات الاختراق التي سوف لن تتوقف خاصة وأنها تعد تجارة مجزية .