نموذج لدبلوماسية النشر معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.. يحتفي بمصر كضيف شرف

انطلقت فعاليات الدورة الـ33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب وتستمر حتى 5 ماي 2024 ،

ويشارك في المعرض، الذي ينظمه مركز أبو ظبي للغة العربية نحو 1350 ناشرًا من 90 دولة. كما تشارك 12 دولة لأول مرة ( اليونان، وسريلانكا وماليزيا وباكستان وقبرص وموزمبيق وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان والبرازيل) .

وتقديرا للمكانة الثقافية ولعراقة صناعة النشر في جمهورية مصر العربية عبر أزمنة ممتدة، تحتفي الدورة الـ33 للمعرض التي تعقد تحت شعار ' هنا تسرد قصص العالم' بإختيار مصر لتكون الدولة ضيف الشرف ، وإختيار الروائي المصري الحاصل علي جائزة نوبل للأدب " نجيب محفوظ " بإعتباره الشخصية المحورية للدورة الحالية، علما بأن طه حسين كان الشخصية المحورية في 2022، ويستحق إسم نجيب محفوظ البقاء في دائرة الإهتمام والتكريم على الرغم من رحيله منذ عقدين وذلك لأن إنتاجه الأدبي تميز بسرد نماذج إنسانية لها حضور وامتدادات في الحياة اليومية للمجتمع المصري والعربي، وذلك على الرغم من إختلاف الأجيال والتطور الفكري والعالم الرقمي الذي نعيش في رحابه، ويتسم بتفاعلات مجتمعية مغايرة- إلي حد كبير- عن عالم من قبل الألفية الجديدة.

هذا، ويتضمن برنامج المعرض عدد من الفعاليات التي تستعرض مسيرة الشخصية المحورية والأعمال الأدبية التي أثرت الثقافة العربية، وفي مقدمتها ' نجيب محفوظ وشلة الدراويش' إلي جانب ندوة بعنوان ' نجيب محفوظ في عيون العالم' وكذلك ندوة أخري حول رواية أنف وثلاث عيون كيف تحولت من رواية إلى عمل فني هام على شاشة السينما ويشارك في إدارتها الفنان التونسي ظافر العابدين، وهو إختيار يعكس إعتزاز بمكانة نجيب محفوظ بإعتباره رمز للثقافة العربية وكذلك تقدير لدور تونس الخضراء في مسيرة الثقافة والأدب العربي .

كما يتضمن البرنامج فعاليات تبرز التنوع الذي إتسم به الإنتاج الأدبي لشخصية لها ثقلها الدولي مثل نجيب محفوظ أثرت الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي عبر أجيال وعقود متعددة، وتميزت إختيارات الجهة المنظمة ( مركز أبو ظبي للغة العربية) بعدم قصر المشاركة على دولة أو جهة بعينها وإنما إتاحة الفرصة لعدد من السياسيين والدبلوماسيين إلى جانب العاملين بالقطاعات الثقافية المختلفة لعرض وتبادل الرؤى المختلفة حول صناعة النشر والأدوات المستحدثة .

هناك تطور بين دورة العام الماضي والدورة الجديدة وحرص الجهة المنظمة على ظهور المعرض كمنصة معرفية واعدة تجمع بين الكاتب والقارئ والناشر من ثقافات ومجتمعات مختلفة وتتيح لهم الإطلاع على التجارب الجديدة في قطاعي النشر والصناعات الإبداعية وارتباط ذلك بمفاهيم الإستدامة ومستقبل الذكاء الإصطناعي.

إجمالا، لا يمكن إغفال أن صناعة النشر تواجه عدة تحديات في عالم سريع التطور ، إلا أنه من حق المواطن العربي أن يفخر بتطور صناعة النشر والمعارض المتخصصة في العواصم العربية ( القاهرة، تونس ، أبو ظبي) إلى أصبحت جاذبة للناشرين الدوليين ومكانتها تتطور لتنافس بكل جدية معارض دولية بحجم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وهو ما عكسه أيضا المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية الذي نظمه مركز أبو ظبي للغة العربية في 28 أفريل تحت عنوان ' التحولات التكنولوجية في صناعة النشر ومحركات التغيير'، بمشاركة متحدثين من عدة دول لبحث تطورات قطاع النشر وأفضل الممارسات والتجارب الدولية، بما في ذلك الشراكات المستقبلية بما يسهم في نشر المحتوى العربي وتصديره إلى العالم، بما في ذلك الكتب الرقمية والصوتية، إلي جانب موضوعات أخرى منها دور المرأة في قطاع النشر، وكيفية استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي بشكل يضاعف الاستفادة من التحولات الرقمية.

يمكن القول أن مستوى المشاركة في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والدول التي تشارك لأول مرة سواء أوروبية أو أفريقية وكذلك من أمريكا اللاتينية إلي جانب مشاركة متميزة من آسيا الوسطى، يعكس أهمية صناعة النشر كأداة دبلوماسية تبرز التطور الجاري في الصناعة الحيوية لمجتمعاتنا، وإرتباطها بمفاهيم الإقتصاد الجديد ( التحول الرقمي، الإستدامة).

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115