الوعد الصادق ...من حرب الظل الى أكبر وأول هجوم بالمسيرات الإيرانية على "إسرائيل " رسائل ايران وقواعد اشتباك جديدة في المنطقة

لا تزال المنطقة تعيش على وقع الهجوم الايراني " الوعد الصادق " الأول من نوعه

الذي استهدف عدة مدن وقواعد إسرائيلية مباشرة من طهران . واستخدمت الجمهورية الاسلامية في هذا الهجوم الذي استمر قرابة خمس ساعات، 185 طائرة مسيّرة، و110 صواريخ أرض ـ أرض و36 صاروخ كروز، عبرت أجواء العراق وسوريا ولبنان . وأتى ردا على قصف قنصلية طهران في العاصمة السورية.

ولئن شاركت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا في اعتراض المسيرات والصواريخ الباليستية الا ان طهران أكدت نجاح العملية في استهداف قاعدة نوفاطيم التي أقلعت منها الطائرات التي ضربت القنصلية الايرانية في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) أنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب في جنوب إسرائيل، تعرّضت "لأضرار جسيمة" بعدما أصابتها بالصواريخ ، وذلك في الوقت الذي سعى فيه جيش الاحتلال الى التقليل من أهمية الضربة وكذلك الولايات المتحدة متحدثا عن اسقاط 99٪ من الصواريخ .
نجحت ايران من خلال هذا الهجوم التاريخي ان ترد اعتبارها في رد دقيق وواضح بغض النظر عن نتائجه وتأثيراته العسكرية ، خاصة انها لم تسعى الى رد فعل واسع النطاق يؤدي الى حرب شاملة عندما أعلنت مباشرة عبر مندوبها في الأمم المتحدة انتهاء الهجوم . فهناك رسائل عسكرية واضحة أرادت الجمهورية الاسلامية ايصالها لكيان الاحتلال وحلفائه، وهو ان أي هجوم إسرائيلي على اهداف إيرانية سيتبعه رد مباشر أقوى ومباشر . .
اما الرسالة الثانية الأهم فان هذا الهجوم خرج عن المألوف باعتبار ان الضربة انطلقت من العاصمة الإيرانية مباشرة لإسرائيل عبر أجواء دول المنطقة وجعل العالم يحبس أنفاسه في ليلة غير مسبوقة . وهو أول مواجهة مباشرة بين الطرفين بعد ان كان الصراع سابقا يدار في ساحات أخرى من خلال محور المقاومة وحلفاء ايران في المنطقة في تغير واضح لقواعد الاشتباك.
من حرب الظل الى المواجهة
وقال الكاتب ماهر عبد القادر لـ" المغرب " أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران قد انتهت بعد رد مباشر يعد الأول من نوعه لإيران . وقال ان هذا الهجوم يحطم عتبة الصراع السابقة في الحرب الطويلة الأمد بين إسرائيل وإيران والتي كانت تدار بالوكالة مما يخرج ايران من الظل إلى النور في حربها ضد الكيان الصهيوني. وقال :" ومن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح بضربه سفارة ايران في سوريا من اجل تخفيف عزلته الدولية والانتقادات الحاده له في حربه المدمرة في غزه حيث بدأ العالم يركز على ايران - اسرائيل ، هذا كان واضحا من رسائل الشجب الأوروبية والأمريكية للهجوم الإيراني ضد الكيان الصهيوني. " وتابع محدثنا :"نتنياهو كسب المعركة الاعلامية في الأيام السابقة عبر تعتيم شديد على الخسائر التي سببتها الضربة الإيرانية. وايران كسبت كبريائها حين تصدت لإسرائيل وأمريكا وردت بمئات الصواريخ والتي وصلت الى عمق هذا الكيان الصهيوني وضربت اكثر وأكبر قاعده حربية لاسرائيل وهي القاعدة التي تحوي طائرات إف 35 . " وأضاف :" امريكا تنفست الصعداء حيث أعلنت فشل الحملة الايرانية مدعيه انها لم تتسبب في خسائر وبدأت ضغوطها على اسرائيل بعدم الرد او التصعيد. "
واوضح ان الديبلوماسية الامريكية أثبتت مره اخرى انها غير مهتمة بمعاناة الفلسطينيين والحرب المدمرة على غزه والضفة . واعلنت انها شاركت في الدفاع عن إسرائيل. وطلبت من الدول السبع الأكثر غناءً في العالم للاجتماع وشجب ايران ودعم إسرائيل. هذا المستوى من التدخل لم تستعمله أمريكا وحلفائها لوقف المذبحة والحرب المدمرة التي تمارسها اسرائيل ضد شعب فلسطين.

وأكد ان الضربة الانتقامية إلايرانية انجاز مميز والادعاء بصد الهجوم يعد "إنجازا إسرائيليا" حسب ادعاء امريكا رغم ان الإعلام الأمريكي نشر ان أمريكا أسقطت فقط ثلاثة صواريخ وليس كما نشر 99%. ".
ان انتهاء الهجوم الإيراني المكّثف على إسرائيل بمئات الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، في الساعات الأولى من صباح الأحد بأقل قدر من الأضرار حسب الاعلام الأمريكي - الاسرائيلي ، أحد أسبابه راجع إلى القدرات العملياتية المذهلة التي قدمتها امريكا وبريطانيا وفق محدثنا .
ردود فعل واسعة
وفي الوقت الذي انطلقت فيه موجة تضامن غربية مع إسرائيل فان إيران أكدت في الأمم المتحدة إنّه "لم يكن لديها خيار سوى ممارسة حقّها في الدفاع عن النفس" من خلال إطلاقها مئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل التي دعت من جهتها مجلس الأمن الدولي إلى فرض "كلّ العقوبات الممكنة" على طهران.
ودعا قادة العالم إلى ضبط النفس وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى"، حاضا خلال اجتماع مجلس الأمن على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وحذرت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، من مغبّة أيّ تصعيد بعد الهجوم الذي أُحبِط بدرجة كبيرة ومع إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض 99 بالمئة من الصواريخ والمسيرات التي أطلِقت. وقالت واشنطن إنها لن تشارك في أي رد إسرائيلي محتمل على إيران بعد الهجوم الجوي لطهران على الدولة العبرية.
وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران".
وبينما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية أن الهجوم الذي شنّته طهران "حقق كل أهدافه"، حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن أي رد إسرائيلي "متهور" سيستدعي "ردا أقوى وأكثر حزما".
وادانت مجموعة السبع في اجتماع الأحد، "بالإجماع" الهجوم الإيراني، ودعت "جميع الأطراف" إلى "ضبط النفس" مؤكدة "دعمها الكامل" لإسرائيل.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه دعا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأوروبيين الثلاثاء إثر الهجوم مؤكدا "هدفنا المساهمة في احتواء التصعيد و(ضمان) أمن المنطقة".
وبُعيد بدء الهجوم قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على منصة إكس "هذا النظام الشرير سيُعاقَب".
وأكدت دمشق بلسان وزير خارجيتها فيصل المقداد أنّ "ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الرد المناسب.. وحق مشروع لها"، مستنكراً "المواقف الغربية المتخاذلة وسكوتها عما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وأفعال ضد الإنسانية".
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي من أن اي تصعيد اسرائيلي "سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة"، مشددا على أن بلاده "لن تكون ساحة لحرب إقليمية".
كما حذرت مصر من "خطر التوسع الإقليمي للنزاع"، فيما دعت وزارة الخارجيّة السعوديّة جميع "الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب".
وقال مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني، إن إسرائيل تدرك ما سيكون رد طهران الثاني، محذرا تل أبيب من خطورة أي رد ضدها.
وقال إرافاني في تصريح لقناة سكاي نيوز الأمريكية بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الأحد، تعليقًا على تصريحات إسرائيل بالرد على هجوم إيران: "أعتقد أن هذا مجرد تهديد، كلام فارغ. إنهم يعلمون ردَّنا الثاني بالمثل. إنهم يدركون أن الرد التالي سيكون أشد حسمًا".
وأعرب إرافاني عن اعتقاده بأنه هناك نتائج وصلت الأطراف إليها في هذا الشأن، مضيفا: "على إسرائيل ألا ترد عسكريًّا".
وكانت إيران قد ردَّت بهجمات صاروخية وطائرات بدون طيَّار على استهداف إسرائيل القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري وفقًا لطهران.
وكان الهجوم الإسرائيلي على القنصلية قد أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف تل أبيب أو تنفي رسميًّا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وترى كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء والاتهامات المتبادلة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إن فرنسا ستبذل كل ما بوسعها لتجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران في الشرق الأوسط. وحث ماكرون إسرائيل على إبداء ضبط النفس في أي رد تتخذه.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاثنين إن بلاده ستبحث فرض المزيد من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنته بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في وقت مبكر الاثنين، أنها دمرت أكثر من 80 طائرة مسيّرة وما لا يقل عن 6 صواريخ باليستية أُطلقت من إيران واليمن لمهاجمة إسرائيل السبت والأحد الماضيين.
وقالت "سنتكوم" في بيان عبر منصة إكس" نجحنا بدعم من مدمرات القيادة الأمريكية بأوروبا، في تدمير أكثر من 80 مركبة جوية غير مأهولة وما لا يقل عن 6 صواريخ بالستية أُطلقت من إيران واليمن لضرب إسرائيل".
ووصفت "سنتكوم" الرد الإيراني على إسرائيل بأنه "غير مسبوق وخبيث ومتهور، ويعرض الاستقرار الإقليمي وسلامة القوات الأمريكية وقوات التحالف للخطر"، وفق البيان.
ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة. فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، أن الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.
وكانت حماس قد أكدت أنها ردّت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على "وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين الى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار".
وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115