المعارضة والانتخابات الرئاسية المرتقبة: بين الترقب والبحث عن مرشح موحد وترشيح قيادات موجودة قابعة في السجن

وتاريخ يوم الاقتراع باعتبار أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم تكشف إلا عن تنظيمها في خريف 2024 بين شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، فإن التحركات والنقاشات بين مختلف مكونات المشهد السياسي بدأت تطفو على السطح، فأحزاب المعارضة التي اختارت مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية السابقة أعلنت هذه المرة أنها لن تكون خارجة عن الانتخابات الرئاسية وستخوض غمار هذا السباق وستعلن في الوقت المناسب عن مرشحها بالرغم من أن البعض منهم قد أفصحوا عن مرشحهم والبعض الآخر أعلنوا عن ترشحهم في انتظار مزيد توضيح الصورة في الأسابيع القادمة مع استكمال هيئة الانتخابات إرساء كافة المجالس الجديدة في بداية شهر أفريل المقبل.
يبحث عدد من أحزاب المعارضة عن مرشح وحيد للانتخابات الرئاسية بالرغم من أن التشتت في المواقف بينها هو سيد الموقف وسط تواصل الاختلاف والتباين في الآراء حول المرشح المشترك، فيما فضلت أحزاب أخرى ترشيح قياداتها وهي موجودة في السجن، فالحزب الدستوري الحر ماض في ترشيحه لرئيسته عبير موسي الموقوفة في السجن منذ 3 أكتوبر 2023، وحسب تصريح كريم كريفة عضو الديوان السياسي للحزب لاكسبراس أف أم فإن عبير موسي ماضية قدما في تقديم ترشحها للانتخابات الرئاسية وقد عبرت عن نيتا في الترشح والحزب لن يساند أي مرشح باستثناء موسي، كما أن الاتفاق حول شخص معين لقيادة الدولة يكون في الدور الثاني.
الدستوري الحر يرشح عبير موسي
بحسب الحزب الدستوري الحر ووفق ما جاء على لسان أحد قياداته كريم كريفة فإن الحزب غير معني بالاتفاق في الدور الأول حول مرشح مشترك، مشيرا إلى أن الاتفاق يكون في الدور الثاني، ولكل شخص تتوفر فيه الشروط الحق في الترشح للانتخابات في الدور الأول، ليشدد على أهمية التساوي في الحظوظ في ظل وجود موسي في السجن، وهو دور الهيئة التي يتعين عليها احترام القوانين وتوفير الحظوظ لكافة المترشحين، كما يجب تمتيعها بحقها في القيام بحملتها الانتخابية كبقية المترشحين. وحول اقتراح تقديم مترشح وحيد للانتخابات الرئاسية، أكد كريفة أنه من الأجدر أن يقدم كل تيار سياسي مترشحا دون تشتيت الأصوات، كما أن التحالفات حول شخص وحيد تكون في الدور الثاني من الانتخابات.
الجمهوري يرشح عصام الشابي
غير بعيد عن الحزب الدستوري الحر، قرر الحزب الجمهوري ترشيح أمينه العام عصام الشابي الموقوف في قضية التآمر على أمن الدولة للانتخابات الرئاسية التي ينتظر تنظيمها نهاية السنة الحالية، وفق تصريح للناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وسام الصغير في تصريح لـ"ديوان أف أم" الذي أشار إلى أن ذلك يبقى رهين موافقة الشابي على القرار والى أن الحزب بعث إليه رسالة عبر احد محامييه لمطالبته بالترشح للانتخابات. وأضاف أن المكتب السياسي للحزب قرر المشاركة في الانتخابات للضغط والدفع نحو مناخ انتخابي قد يتوفر فيه تنافسا نزيها بين كل المترشحين مع المطالبة بإطلاق سراح كل الموقوفين السياسيين ودعوة هيئة الانتخابات إلى البقاء على نفس المسافة مع كل المترشحين، مبرزا أن الحزب يبقى منفتحا على كل مكونات المشهد السياسي والقوى الوطنية وأنه مستعد للاتفاق على مرشح مشترك للانتخابات.
جبهة الخلاص تدعم مرشح مشترك
من المتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية في خريف هذه السنة ومن المنتظر أن تشرع قريبا هيئة الانتخابات في تحديد الروزنامة الانتخابية، وقد أعلن عدد من الوجوه على غرار ألفة الحامدى رئيسة حزب الجمهورية الثالثة والناشط السياسي نزار الشعري والمنذر الزنايدي ولطفي المرايحي في المقابل قررت ائتلافات أخرى دعم مترشح وحيد على غرار جبهة الخلاص الوطني فيما مازالت بعض الأحزاب لم تعلن بعد عن اسم مرشحها وأخرى فقد اختارت مساندة رئيس الجمهورية في صورة ترشحه، وفي انتظار ما ستحمله الأسابيع القادمة من تطورات فإنه على ما يبدو الصراع السياسي بين السلطة والمعارضة سيحتدم خاصة مع توضيح بعض الجوانب في علاقة بشروط الترشح التي تتجه الهيئة إلى تعديلها بأمر ترتيبي بإدخال الشروط الجديدة الثلاثة وهي الجنسية والسن والتمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية.