أمريكا تنفذ أول عملية إسقاط جوي للمساعدات لغزة تكريس لمخططات إسرائيل لإلغاء دور مؤسسات الإغاثة الدولية أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح منذ بدء الحرب والمجاعة تهدد الملايين

نفذت الولايات المتحدة الأمريكية أول عملية إسقاط مساعدات إنسانية جوا على غزة،

وذلك بعد 150 يوما من الحرب الصهيونية المتواصلة بتواطؤ أمريكي، وصل من قبل عديد الأطراف لاعتبار ادارة بادين شريكة مباشرة في حرب الإبادة والتجويع مع المحتل الاسرائيلي . وقد اثارت المساعدات الامريكية جدلا واسعا في خضم محاولات أمريكية لإظهار موقف أكثر حزما في موضوع الاستيطان ووسط تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل ابيب بشأن وقف اطلاق النار والهدنة. يشار الى انه سبق للأردن كذلك ان نفذت عمليات انزال مساعدات جوا في خضم السياسة الاسرائيلية المتواصلة لتجويع الفلسطينيين وتعميق حالة الفوضى والدمار السائدة في القطاع . وقد حذر البعض من ان هذا القرار الأمريكي يساعد في دفع اسرائيل لتنفيذ مخططاتها بانهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " اونروا " في اغاثة وتشغيل الفلسطينيين.

وتزامنا مع عملية الإنزال الجوي يرى محللون أن تنفيذ أمريكا لمثل هذه العملية التي لم تحمل معها مساعدات ناجعة بل اقتصرت على وجبات أكل ومواد غذائية بسيطة لا تفي باحتياجات غزة ، يرى محللون أنها محاولة جديدة لتضليل الرأي العام العالمي. حيث تبرز الخطوة العجز العربي والدولي عن وقف الحرب والتوصل إلى هدنة ، وأيضا عجزهم عن ادخال مساعدات عن طريق المعابر، وتسليمها للمؤسسات الدولية صاحبة الاختصاص لتوزيع المساعدات بشكل عادل.
من جهتها حذرت وكالات إغاثة من كارثة إنسانية متنامية في القطاع الفلسطيني مع استمرار إسرائيل في هجومها العسكري وفي ظل غياب اتفاق لوقف إطلاق النار.وأسقطت ثلاث طائرات عسكرية من طراز سي-130 أكثر من 38 ألف وجبة في منطقة تقول الأمم المتحدة إن بها ما لا يقل عن 576 ألف شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ونشر فلسطينيون مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر صناديق المساعدات خلال إسقاطها. وشاركت القوات الأردنية أيضا في العملية. قال البيت الأبيض إن عمليات الإنزال الجوي ستستمر . لكن منتقدون يقولون إن عمليات إسقاط المساعدات جوا أقل كفاءة بكثير عن إرسال المساعدات بالشاحنات.
يشار إلى أن عددا من الدول أعلنت أواخر شهر جانفي المنقضي تعليقها تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد مزاعم تورط أفراد من موظفيها في المشاركة في هجوم حماس على "إسرائيل" في 7 أكتوبر الماضي.و الأمر يتعلق بـ 12 موظفا ادعت إسرائيل أنهم شاركوا في الهجوم ما يقارب 13 ألف موظف .
تهديدات للعمل الانساني
وتهدد هذه الخطوة العمل الإنساني المستمر خاصة في قطاع غزة المنكوب الذي يتعرض لأكبر هجمة صهيونية في تاريخ الصراع مع الإحتلال. ووفق مراقبين يعدّ قرار الدول الأوروبية التي أعلنت تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عقابا جماعيا للاجئين ودعما لمنهج إسرائيلي يهدف لتعطيل عمل الوكالة، خاصّة في ظلّ الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون منذ عقود والتي زادت حدّتها مع حرب غزة الدائرة حاليا. ويتساءل شقّ من المحللين حول المشهد المقبل وهل سيكون هناك تحرك من الدول العربية ذات الثقل في المنطقة والخليجية بالأساس لتخفيف وتعويض هذا النقص الحاد في التمويلات نظرا لتأثيرات ذلك على سياسات الوكالة وجهودها لتغطية آثار الحرب المدمّرة على هذه الفئة الهشة في الأراضي المحتلة.

 

محاولات لإلغاء دور مؤسسات الإغاثة
ومنذ سنوات تعمل "إسرائيل" على خنق جهود وكالات الإغاثة في الأراضي المحتلة معتبرة أنها تمثل تهديدا مباشرا لها ، إذ تلعب هذه المؤسسات الأممية دورا رئيسيا خلال مرحلة الحرب ضد قطاع غزة فمثلا باتت الأنروا جهة أساسية وهامة تقدم خدمات الإغاثة ليس فقط للاجئين، بل لمجمل سكان قطاع غزة وتحتضن مقراتها أكثر من مليون نازح بالإضافة إلى تقديمها مساعدات وأغذية وأدوية والعديد من المساعدات الأخرى ، وهي خطوة تقلل ولو بنسبة بسيطة من مخاطر المخطط الإسرائيلي لتشريد وتجويع سكان القطاع المنكوب . وتزايد التوتر في الأيام الأخيرة بين كيان الإحتلال والوكالات الأممية، بعد قصف مدفعي استهدف ملجأ ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووفق تقارير رسمية فقد استهدف الإحتلال مدارس ومؤسسات ومقرات وموظفي وكالات الإغاثة في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد موظفين وجرح المئات منهم وتدمير الكثير من مقرات ومؤسسات ، بما فيها تلك التي تؤوي آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين هجرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قسرا من بيوتهم وأحيائهم السكنية .ويرى متابعون أن هذا الإستهداف يندرج ضمن سياسة الإعتداءات وجرائم الإبادة التي يشنّها الإحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر المنقضي.

 

مباحثات في مصر

وفي مصر أمس الأحد، قال مسؤول أمريكي كبير إن إطار العمل من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار لستة أسابيع قائم، مع موافقة "إسرائيل" ويعتمد على موافقة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إطلاق سراح الرهائن.
وقال المسؤول للصحفيين "يتعين إطلاق سراح الرهائن. الاتفاق موجود بشكل أساسي. لكنني لا أريد خلق توقعات بشكل أو بآخر" وفق رويترز.
وذكر مسؤول بالبيت الأبيض لرويترز أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ستجتمع مع عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني جانتس في البيت الأبيض اليوم الاثنين.

هدنة خلال 24 الى 48 ساعة؟
أفاد مسؤول كبير في حماس، بأن وفدا من الحركة وصل إلى القاهرة امس الأحد لإجراء محادثات وقف إطلاق النار في غزة
وقال المسؤول إن الوفد يترأسه نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية.وذكر أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق عندما سئل عما إذا كان إبرام الاتفاق وشيكا وفق مانشرته "القدس العربي.
ومن المتوقع أيضا أن يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات.
كذلك، أفاد مصدر قيادي في حماس، بأن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال 24 إلى 48 ساعة في حال “تجاوبت” إسرائيل مع مطالب الحركة.وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: “اليوم تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة… وإذا تجاوبت إسرائيل يصبح الطريق ممهدا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة القادمة”.
وتزايدت، خلال الأيام الماضية، الآمال بتحقيق أول وقف للقتال، منذ نوفمبر، في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة، وإشارات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، أمس الأول السبت، إن إطار التهدئة لمدة ستة أسابيع صار قائماً بموافقة إسرائيل، وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة “حماس” على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف للصحافيين: “الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفياً في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري. وقد قبله الإسرائيليون بشكل أو بآخر”. وتابع: “المسؤولية الآن تقع على عاتق حماس”.
وقال بايدن إنه يأمل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان، الذي يبدأ بعد أيام.
وقالت مصادر مصرية ومسؤول في “حماس” إن الحركة لم تتزحزح عن موقفها بأن تكون أي هدنة مؤقتة بداية لعملية تسير نحو إنهاء الحرب تماماً.
لكن المصادر المصرية قالت إنه تم تقديم ضمانات لـ”حماس” بأن أي بنود لوقف إطلاق نار دائم سيجري العمل عليها في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق. وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق على مدى الهدنة الأولية لمدة ستة أسابيع تقريباً.
ضربة جوية على رفح
وفي غزة قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 11 فلسطينيا على الأقل استشهدوا عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية خيمة في رفح، حيث يبحث الناس عن ملاذ من الهجوم العسكري.
وأضافت الوزارة أن 50 شخصا آخرين أصيبوا في الغارة التي وقعت بالقرب من مستشفى في منطقة تل السلطان في رفح. وكان أحد القتلى يعمل مسعفا في المستشفى.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته قتلت ثمانية مسلحين في خان يونس ونحو 20 آخرين في وسط قطاع غزة إلى جانب ثلاثة في حي الرمال بالقرب من مدينة غزة.

ويحتمي أكثر من مليون فلسطيني بمدينة رفح هربا من الهجوم الإسرائيلي الذي ألحق الدمار بجزء كبير من قطاع غزة وتسبب في مقتل أكثر من 30 ألفا، وفقا للسلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس. وواصلت القوات الإسرائيلية قصفها على مختلف أنحاء قطاع غزة موقعة مزيدا من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 30320 فيما تجاوز عدد الجرحى 71530 شخصا.
استشهاد 15 طفلا بمشفى "كمال عدوان"
من جهتها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأحد، استشهاد 15 طفلا بسبب الجفاف وسوء التغذية، بمستشفى "كمال عدوان" شمال القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، مثلت إثرها تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "الإبادة الجماعية".
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في بيان: "استشهاد 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان".
وأضاف القدرة أنه "نخشى على حياة 6 أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، نتيجة توقف المولد الكهربائي والأكسجين،وضعف الإمكانيات الطبية".
وفي 19 فيفري الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، يشكل "تهديدا خطيرا" على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة على القطاع.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية بات سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115