فعلى الرغم من التساقطات المطرية الأخيرة ،فإن نسبة إمتلاء السدود لاتزال ضعيفة ،حيث أظهرت المعطيات اليومية للمرصد الوطني للفلاحة تراجعا في نسبة إمتلاء السدود إلى 31% وهي تقريبا المستويات ذاتها المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام المنقضي التي بدورها تمثل امتدادا لمواسم سابقة كانت تتميز بظروف مناخية صعبة ووضعية مائية حرجة.
وقد هبط المخزون العام بالسدود إلى 710 مليون متر مكعب بتاريخ 11 جانفي 2023 مسجلا ارتفاعا طفيفا مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي لكن مقارنة بمعدل الفترة للثلاث السنوات المنقضية ،فإن الفجوة بقيت على حالها بفارق يتجاوز 200 مليون متر مكعب مع العلم أن المعدل كان يتجاوز مليار متر مكعب في 2020 على الرغم من أن الوضع المائي كان خلال المواسم المنقضية على درجة مهمة من الخطورة .
ويرجع التراجع المسجل في المخزون بنقص الإيرادات خلال المواسم المنقضية مما أدى إلى تآكل المخزون،وقد قدرت الإيرادات خلال الأسبوع الحالي ب303 مليون متر مكعب مقابل معدل فترة للسنوات الثلاثة المنقضية عند 635 مليون متر مكعب مع العلم أن مستوى الإيرادات للفترة المذكورة آنفا قد سجل تحسنا مهما مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي والتي هبط فيها مستوى الإيرادات إلى 115 مليون متر مكعب أي ان مستوى الايرادات بالسدود قد تطور بنحو 170% مقارنة بالموسم المنقضي.
وتظهر المعطيات الرسمية صعوبة الوضعية لأهم السدود ،ففي مايتعلق بمجموع سدود الشمال فقد بلغ مستوى 36% وتعرف أهم سدود المنطقة انخفاضا مهما في مخزوناتها،حيث سجلت نسبة امتلاء سد سيدي سالم أكبر خزان للمياه ب32 % وتظهر الإيرادات في هذا الباب تراجعا إلى النصف مقارنة بمعدل الفترة للسنة المنقضية وفي مايتعلق بسدود الوسط فإن الوضعية أكثر دقة ذلك نسبة الامتلاء قد تراجعت إلى 12.5% وقد بلغت نسبة امتلاء سد نبهانة 4.9 % الذي يعنى بتزويد جهة الساحل وصفاقس بمياه الشرب وعلى الخطى ذاتها كان واقع سدود الوطن القبلي ،حيث تراجع مخزون مجموع بسدود الوطن القبلي بنسبة 10.1 % .
و في سياق متصل وفي إطار التوجه نحو الاستغلال المحكم للموارد المائية ومزيد الاستفادة من مياه الأمطار في ظّل التّحديات التي تفرضها ندرة المياه نتيجة التغيرات المناخية، اجتمع وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي خلال الاسبوع الحالي بثلة من الإطارات العليا بالوزارة المعنيين بقطاع المياه وبحضور كاتب الدّولة المكلف بالمياه وقد خصّص الاجتماع للنّظر في الطّرق والآليات الكفيلة للاستغلال المحكم لمياه الأمطار ومزيد الاستفادة منها.
وخلال الجلسة، أبرز الوزير أهمية الأمطار الأخيرة التي شملت جلّ جهات الجمهوريّة بكمّيات متفاوتة والتي ساهمت في تحسين مستوى المخزون المائي للسّدود وتحسن الحالة العامّة للزراعات والأشجار، موصيا بإعداد مخطط عمل بصفة عاجلة وعلى المدى القريب لحصاد مياه الأمطار عبر التشجيع على تركيز خزانات لجمعها واستغلالها وذلك بالتنسيق مع كل الهياكل المتداخلة.
كما شدد على الإسراع بتنظيف البحيرات الجبلية التي تعد خارج الخدمة وإعادة استغلالها لتجميع مياه الأمطار مع العمل على وضع التقنيات الفنية اللازمة لاستغلال المياه المهدرة في تغذية المائدة المائية ،كما دعا الوزير إلى مزيد العمل على حسن التصرف في هذه الموارد والحفاظ على الثروة المائية لتلبية الحاجيات الحالية وللأجيال القادمة.
