في اليوم الـ94 .. الإحتلال يعلن الإنتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة توجّس من تفجر الوضع بعد اغتيال القيادي في حزب الله.. جولة بلينكن هل تنهي الحرب ؟

إسرائيل تستهدف الصحفيين وتغتال الحقيقة

أكثر من 10 أطفال يفقدون يوميا أحد أطرافهم جراء الحرب في غزة

زادت آلة الاحتلال الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من نسق عملياتها العسكرية في قطاع غزة

مستهدفة الأخضر واليابس غير عابئة بالدعوات الدولية لوقف الاقتتال وإنهاء حرب الإبادة التي تشنها ضدّ الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر المنقضي. ولم تحترم سلطات الإحتلال الإسرائيلية أيا من القوانين الدولية أو الإتفاقيات والمعاهدات الدولية، معلنة عن نيتها الاستمرار في الحرب وبدء مرحلة ثالثة "طويلة" من الحرب على قطاع غزة وفق تصريح رسمي أمس صدر عن وزير الحرب يوآف غالانت محذّرا من أن "الفصل التالي من الحرب سيستمر لفترة أطول".وفيما لم تعلن إسرائيل رسميا الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، إلا أن تقارير إعلامية تقول إن الأمر "سيكون على جدول أعمال لقاءات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب"، في زيارة هي الرابعة لبلينكن منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.ووصل بلينكن أمس، في زيارة تستغرق يومين، يجتمع خلالها بمجلس الحرب اليوم الثلاثاء، قبل أن يتوجّه إلى رام الله بالضفة الغربية، الأربعاء، في إطار جولة بالمنطقة لبحث تطوّرات الحرب على غزة ومنع توسعها وفق ''ا ف ب ''.

في اليوم الـ94 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة قالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس إن عدد الشهداء جراء الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول بلغ 23084 فلسطينيا فيما أصيب 58926.ويوم أمس الأول استهدفت "إسرائيل" مجددا الصحفيين في اعتداء أثار استنكارا وتنديدا غير مسبوقين ، حيث يرى متابعون ومنظمات صحفية محلية وإقليمية ودولية أنّ الإحتلال يتعمد استهداف الصحفيين الذين يغطّون الحرب على الميدان لطمس الحقيقة ومنع نقل صورة المجازر والإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة ضدّ الفلسطينيين .
وفي تقارير صادرة أمس تعليقا على استهداف نجل الصحفي وائل الدحدوح حمزة الدحدوح وثلة من زملائه الصحفيين ، أكد موقع الجزيرة في تقرير نشره أن قتل الصحفيين يصعّب تقدير حجم الدمار في غزة وفق مانشرته صحف ومواقع إخبارية عالمية . معتبرين أن استمرار إسرائيل في استهداف الصحفيين يؤثر على ''إيصال صور الدمار والقتل في القطاع، وعلى مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط''.
وتطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى مقتل صحفيَين آخرين في غزة، أحدهما حمزة الدحدوح نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، مشيرة إلى أن ''بعض الصحفيين قتلوا أثناء تغطية الصراع'' و''بعضهم عندما كانوا في منازلهم أو لجؤوا إلى عائلاتهم'' وفقا للجنة حماية الصحفيين.
وأدى استهداف الصحفيين وفق نفس الصحيفة إلى صعوبة الحصول على معلومات عن حجم القتال ومدى الدمار، وهي المشكلة التي تفاقمت بسبب تدهور شبكات الاتصالات وعدم الحصول على إذن من ''إسرائيل'' للصحفيين الأجانب لدخول غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين والطواقم الإعلامية في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد نحو 108 منهم، بحسب مصادر فلسطينية.
استهداف الأطفال
ولم تقتصر آلة الحرب الإسرائيلية على استهداف الصحفيين والمدنيين بل استمرت في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها مستهدفة الأطفال حيث قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية، إن أكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميا في غزة منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أشهر.
وأضافت المنظمة في بيان "منذ 7 أكتوبر الماضي، تعرض أكثر من 1000 طفل لبتر إحدى ساقيه أو كلتيهما، وتم إجراء العديد من هذه العمليات على الأطفال دون تخدير، مع إصابة نظام الرعاية الصحية في غزة بالشلل بسبب الصراع، والنقص الكبير في الأطباء والممرضات، والإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية".
وأوضحت أن 13 من أصل 36 مستشفى في غزة لا تزال تعمل بشكل جزئي، إلا أنها تعمل على أساس متقلب، وتعتمد على وصولها إلى الوقود والإمدادات الطبية الأساسية، كما تعمل المستشفيات التسعة التي تعمل جزئيا في الجنوب بثلاثة أضعاف طاقتها، في حين تواجه نقصا حادا في الإمدادات الأساسية والوقود. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 30% فقط من المسعفين في غزة قبل النزاع ما زالوا يعملون.وقال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ''لقد رأيت الأطباء والممرضات يشعرون بالإرهاق التام عندما يأتي الأطفال مصابين بجروح ناجمة عن الانفجارات''.
وأوضح أن ''تأثير رؤية الأطفال يعانون من هذا القدر من الألم وعدم توفر المعدات والأدوية اللازمة لعلاجهم أو تخفيف الألم، هو تأثير كبير جدا حتى على المهنيين ذوي الخبرة. وحتى في منطقة الحرب، لا يمكن التوفيق بين مشاهد وأصوات طفل صغير شوهته القنابل، ناهيك عن فهمها ضمن حدود الإنسانية''.
وأضاف "الأطفال الصغار المحاصرون في الانفجارات معرضون بشكل خاص للإصابات الجسيمة التي تغير حياتهم. لديهم رقاب وجذوع أضعف، لذلك هناك حاجة إلى قوة أقل للتسبب في إصابة الدماغ. لا تزال جماجمهم غير مكتملة، كما أن عضلاتهم غير المتطورة توفر حماية أقل، لذلك من المرجح أن يؤدي الانفجار إلى تمزيق الأعضاء في بطنهم، حتى عندما لا يكون هناك ضرر واضح".
وتابع “إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها، بل وأكثر من ذلك لأنها غير ضرورية ويمكن تجنبها تماما. إن هذه المعاناة وقتل الأطفال وتشويههم مدانة باعتبارها انتهاكا خطيرا ضد الأطفال، ويجب محاسبة مرتكبيها".
اغتيال "الطويل" وزيارة بلينكن
هذا وعلى صعيد مساعي وقف الحرب في غزة أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات في الإمارات والسعودية أمس الاثنين قبل أن يتوجه إلى إسرائيل بعد أن حذر من أن حرب غزة قد تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة إذا لم تتحقق جهود سلام ملموسة وفق تقارير إعلامية .
وزار بلينكن الأردن وقطر أمس الأوّل الأحد في مستهل جولة دبلوماسية تستمر خمسة أيام في الشرق الأوسط وتهدف إلى الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب في المنطقة. ومن المقرّر أنّ يزور الضفة الغربيّة ومصر هذا الأسبوع.وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في الدوحة قبل توجهه إلى أبوظبي "هذا وقت توتر عميق في المنطقة. هذا صراع قد ينتشر بسهولة ويتسبب في المزيد من انعدام الاستقرار والمعاناة".
بالتوازي مع الجهود التي تقول أمريكا أنها تبذلها منعا لتوسع الحرب في المنطقة، أعلن حزب الله يوم أمس ، اغتيال أحد قيادييه الميدانيين بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة خربة سلم، جنوب لبنان.
ونعى الحزب في بيان "القائد وسام حسن طويل - (لقبه) الحاج جواد، من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".وكانت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أفادت في وقت سابق ، بمقتل شخصين في الغارة الجوية التي نفذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة خربة، فيما تحدث إعلام محلي عن أن المستهدف "مسؤول ميداني من النخبة في حزب الله".وقالت مصادر لبنانية أن الطويل الذي جرى استهدافه هو قيادي ميداني في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، عالية التدريب.
ولفتت الوكالة في خبر نشرته على موقعها، إلى أنّ الغارة التي نفّذتها المسيرة بصاروخ موجّه على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم، أسفرت عن سقوط "شهيدين"، دون معلومات عن الشخص الآخر.
ويرى متابعون أنّ هذا التصعيد ومن قبله اغتيال القيادي صالح العاروري إلى جانب اشتدادا حدة المعارك في جنوب لبنان ، تنبئ بقرب تفجّر الوضع في المنطقة مع تمسّك إسرائيل بتشديد وتيرة القصف والإشتباكات على الحدود مع لبنان .
وتبقى كل الاحتمالات تبقى واردة بما فيها تمدّد جبهة الصراع إلى لبنان خاصة أن الحدود الجنوبية اللبنانية سجلت تصاعدا للتوتر خاصة مع استهداف الإحتلال لقادة الحزب بدءا بالعاروري وصولا إلى الطويل يوم أمس وهو أحد أبرز قادة حزب الله الميدانيين.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115