في زيارة نادرة لبوتين للمنطقة ..دعوات الى خفض إنتاج النفط تقارب روسي سعودي يؤشر لتحالفات جديدة

يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة

وغير معلنة سابقا للمنطقة بدأها بالرياض . وتحمل الزيارة دلالات عديدة في سياق محاولة موسكو الضغط على أوبك + من اجل عدم زيادة انتاج النفط في وقت تتواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية . وخيم الغموض على الزيارة العاجلة لبوتين إلى الشرق الأوسط والتي رافقته خلالها طائرات مقاتلة روسية .

وقد نجح بوتين في التوصل لاتفاق مع الرياض بشأن خفض الإنتاج مما يساهم اكثر في دعم موسكو في الحرب ضد أوكرانيا ومن ورائها الولايات المتحدة الامريكية .
ورقة النفط
وقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بيان مشترك كل الدول الأعضاء في أوبك+ إلى الانضمام لاتفاق المجموعة على خفض إنتاج النفط، وقالا إن هذا يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي.
جاءت الدعوة في بيان نُشر أمس الخميس بعد يوم من اجتماعهما في السعودية. وذكر البيان أن روسيا والسعودية اتفقتا على أهمية تعزيز التعاون في مجال النفط والغاز بما يشمل إمدادات المعدات.
وكانت السعودية وافقت الأسبوع الماضي بعد اجتماع لأوبك+ على تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمليون برميل يوميا حتى الربع الأول من العام المقبل، بينما قالت روسيا إنها ستواصل خفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميا إضافة إلى خفض صادراتها من الوقود 200 ألف برميل يوميا في الفترة من جانفي إلى مارس .
وقالت أوبك في بيان بعد اجتماع الأسبوع الماضي إن إجمالي التخفيضات يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميا من ثمانية منتجين.
لكن لم يتفق جميع أعضاء أوبك+ على تمديد أو تعميق الخفض الطوعي للنفط، ويبدو أن البيان الأخير لبوتين ومحمد بن سلمان موجه إلى تلك الدول.وقال البيان "في مجال الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما والجهود الناجحة التي تبذلها دول أوبك+ في تعزيز استقرار أسواق النفط العالمية".
وشددا "على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة انضمام جميع الدول المشاركة إلى اتفاق أوبك+ بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان أشاد بالتنسيق والعمل السياسي المشترك بين البلدين "الذي ساعد في إزالة الكثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط". وقال إن البلدين "يتشاطران الكثير من المصالح والكثير من الملفات التي نعمل عليها سويا لمصلحة روسيا والمملكة والشرق الأوسط والعالم أيضا".
الملف الفلسطيني
وفيما يتعلق بالأوضاع في فلسطين المحتلة ، فقد أكدت المملكة العربية السعودية وروسيا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين.
وشدد الجانبان ، في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) امس الخميس عقب ، "على ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، خاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودعم جهودها في هذا الشأن".
وناقش الجانبان" تطورات الأوضاع في فلسطين"، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة"، وأكدا " أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين؛ بما يكفل تهيئة الظروف المناسبة للتعايش السلمي والتنمية الاقتصادية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 م، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد الجانبان "على دعمهما الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية"، وأشاد" الجانب الروسي بجهود المملكة لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل مناطق اليمن، وما تقدمه المملكة من دعم مالي لمعالجة الأوضاع المالية الصعبة التي تواجه الحكومة اليمنية، والمشاريع التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن".
وشدد الجانبان السعودي والروسي "على أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية تضافر الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وأكدا" على أهمية إنهاء الصراع القائم في السودان وعودة الحوار السياسي بين جميع الأطراف" ، والبناء على إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 ماي الماضي .
وجددا " عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون الأمن والسلم الدوليين، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية".

الوعود الغربية بمساعدات لأوكرانيا
وتأتي هذه التطورات فيما انخفضت وتيرة الوعود الغربية بمنح أوكرانيا مساعدات جديدة بشكل ملحوظ على خلفية خلافات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، لتبلغ أدنى مستوى لها وفقا لتقرير صدرعن معهد "كييل" الألماني للبحوث أمس الخميس.
ووفقا لبيانات المعهد فإن الالتزامات الجديدة التي تم التعهد بها بين مطلع أوت ونهاية أكتوبر تبلغ 2,11 مليار يورو، أي بتراجع نسبته 87% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022. ويُعدّ هذا المبلغ "أدنى" مبلغ فصلي من الالتزامات منذ بداية الحرب.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115