Print this page

تنامي التواجد الروسي في أفريقيا ... مصدر قلق للغرب

يقوم سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي ، بجولة أفريقية ضمت كل من كينيا وبوروندي إلى جانب موزمبيق

ويختتم جولته الإفريقية بزيارة بريتوريا ، ومن أبرز الموضوعات التي ركز عليها لافروف خلال مباحثاته القمة الروسية الإفريقية التي من المنتظر أن تعقد في صيف 2023 ، ومن أبرز تفاصيل الزيارة التي قام بها إلي نيروبي مساعي موسكو لتقليص الإعتماد على الدولار في المبادلات التجارية مع الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية ، فضلاً عن طرح استعداد موسكو توفير معدات عسكرية للحكومة الصومالية تمكنها من مواجهة الجماعات الإرهابية ، و بحث خلال زيارته إلي مابوتو فرص تعزيز التعاون في المجالات التجارية وقطاع السياحة ، إلي جانب مشاركة موزمبيق في قمة "روسيا – إفريقيا" ، علماً بأن "لافروف" سيتوجه من موزمبيق إلى جنوب إفريقيا، للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول "البريكس " .

يلاحظ في هذا السياق أن بريتوريا تتعرض مؤخراً لضغوط غربية متنوعة نظراً لعلاقاتها المتنامية مع روسيا على الصعيدين الاقتصادي والعسكري ، ولتخفيف حدة الضغوط بادرت بريتوريا بطرح فكرة أن تقود وساطة أفريقية لتسوية النزاع الروسي الأوكراني ، ومع ذلك تستمر الضغوط على بريتوريا لضمان عدم مشاركة الرئيس بوتين في قمة البريكس.

كما يلاحظ أن جولة ' لافروف ' تأتي في توقيت غاية في التعقيد ، نظراً للحملات الإعلامية الغربية عن دور سلبي لموسكو - من خلال شركة فاغنر - ساهم في تأجيج الخلافات بين المكونات العسكرية في السودان ، وتقرير صحيفة "واشنطن بوست" في 25 أفريل 2023 عن الصراع في تشاد والتدخل الروسي فيه عبر مجموعة فاغنر و"التلكؤ" الذي تتسم به سياسات الإدارة الأمريكية لمواجهة التمدد الروسي في دول أفريقية ( حرب نفوذ بين المخابرات الأمريكية ومجموعة فاغنر ) ، مع الإشارة إلي القلق الذي يسيطر على المسؤولين الغربيين بشأن استقرار تشاد والتي وصفها التقرير الإعلامي بأنها محطة لنفوذ روسي متزايد ، في ضوء محاولات مجموعة "فاغنر" الروسية في تجنيد المعارضين التشاديين وإنشاء موقع تدريب لـ 300 مقاتلاً .

ويمكن القول أن الدعاية الإعلامية المضادة لروسيا لم تتوقف عن حد إشارات سلبية حول علاقات موسكو بالدول الإفريقية أو التركيز بشكل مبالغ فيه على العلاقات بين روسيا والحليفين ( الصين ، إيران) ، إنما ذهبت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير لها في 21 ماي 2023 إلى الإشارة لتحذير بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، من خطر نشوب صراع عالمي أوسع بحلول نهاية العقد، في إشارة إلى خطر نشوب صراع أوسع مع روسيا، والتهديد الذي تشكله الصين الصاعدة، وظهور التطرف في إفريقيا. وفي هذا الصدد، دعا "والاس" إلى وضع جدول زمني ثابت لزيادة الإنفاق العسكري البريطاني إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

 

المشاركة في هذا المقال