Print this page

خلال ندوة "شعوب تحت الحصار.. فلسطين وكوبا نموذجا" إدانة الصمت الدولي على انتهاكات حقوق الإنسان

احتضنت قاعة السينما "الريو" بالعاصمة فعاليات الندوة

التي نظمتها جمعية الصداقة التونسية الكوبية تحت عنوان "شعوب تحت الحصار.. فلسطين وكوبا نموذجا"، بحضور عدد من الضيوف والأساتذة الجامعيين وممثلي المجتمع المدني وثلة من الشباب، إلى جانب سفير كوبا أورلاندو ريكيخو غوال ، وسفير فنزويلا رينالدو خوسيه بوليفار .
وافتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها عبدالله عيساوي الكاتب العام للجمعية،و أكد أن هذه الفعالية، تتزامن مع احتفال العالم هذه السنة بالذكرى 77 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948، في ظل استفحال الحروب واستمرار سياسات الاعتداء على سيادة الدول واستقلالها في ضرب واضح للقانون الدولي. واعتبر عيساوي أن ما يجري من إبادة جماعية في قطاع غزة واستمرار الحصار المفروض على كوبا منذ ستينات القرن الماضي يمثلان دليلا على سقوط المنظومة الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وكرامة الشعوب، في ظل استفحال الحروب وما يترتب عنه من تعد على سيادة الدول واستقلاليتها.

واستهلت المداخلات نبيلة حمزة، أستاذة علم الاجتماع والناشطة في المجتمع المدني والعضوة السابقة في جمعية النساء الديمقراطيات، بمحاضرة بعنوان "العقاب الجماعي والصمت الدولي: الحصار إنكار لحقوق الإنسان والقانون الدولي"، حيث تناولت خلالها مفهوم الحصار باعتباره شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المناقض لأبسط مبادئ العدالة والحقوق الإنسانية.
ثم قدّم الدكتور بشير اليزيدي، رئيس جمعية الصداقة التونسية الكوبية، مداخلته بعنوان "الحصار الاقتصادي على كوبا"، مستعرضا انعكاسات سياسات الخنق الاقتصادي المفروضة على الشعب الكوبي منذ عقود .
أما المحاضرة الثالثة فحملت عنوان "الحصار في ظل الاستعمار الاستيطاني: قطاع غزة نموذجا، وهي المداخلة التي أكد خلالها الباحث عابد الزريعي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن "الاستعمار الاستيطاني في فلسطين هو استعمار تطهير حضاري، ينهض على ثلاثية، إبادة الشعب الفلسطيني كشعب أصلاني، قتلا أو تهجيرا (وليس استغلالهم بالمعنى الاستراتيجي) أولا، ومحو تاريخه الثقافي ثانيا، والاستيلاء على أرضه ثالثا. والوجه المقابل لهذه الثلاثية هي زرع شعب بديل في الأرض المستولى عليها، واختلاق ثقافة وتاريخ له فيها. لذلك فإن المرجعية التاريخية لهذا النمط من الاستعمار تتمثل في التاريخ الاستيطاني للولايات المتحدة وكندا ونيوزلندا وأستراليا، وليس في جنوب أفريقيا".
وأضاف "أن الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني يمثل أحد أدوات إنجاز عملية التطهير الحضاري، وبذلك يتساوق مع أدوات أخرى أكثرها فظاعة حرب الإبادة الجارية. لذلك من الخطأ التفكير فيه بمعزل عن تلك الأدوات".
وقد تميّزت الندوة التي أدارها المكلف بالاعلام مراد علالة، بحضور مكونات المجتمع المدني، في لحظة تضامنية إنسانية ركزت على حق الشعوب في الكرامة والسيادة ورفع الحصار.

المشاركة في هذا المقال