Print this page

جهود تنفيذ المرحلة الثانية تصطدم بتعنت صهيوني خلافات تعرقل تثبيت التفاهمات وسط دعوات لكبح انتهاكات الاحتلال

عاد ملفّ الرهائن والمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار

في غزة المحتلة إلى واجهة المشهد السياسي، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انهيار المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تحدّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب انطلاقه. وبين التصريحات المتبادلة والاتهامات المتصاعدة، تواصل غزة دفع ثمن إنساني باهظً تحت وطأة القصف والحصار.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح أمس ، إن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ستبدأ قريبا جدا.وأضاف في تصريحات بالبيت الأبيض: "لدينا سلام في الشرق الأوسط الآن يلقى دعما من 59 دولة، إنه دعم دولي مهم للغاية".
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي التعرف على هوية الرهينة التايلاندي سودثيساك رينثالاك وتسليم رفاته، في مرحلة من شانها تسريع المر والى المرحلة الثانية في حال التزم الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق . وبدعم أمريكي شنت ''إسرائيل'' منذ 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وكان يُفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، الحرب، لكن تل أبيب تخرقه يوميا، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.والخطة المكونة من 20 بندا، أعلنها البيت الأبيض أواخر سبتمبر الماضي، لكن تل أبيب ما زالت تعرقل العبور إلى مرحلتها الثانية بتكرار خروقاتها للاتفاق. وتشمل المرحلة الثانية من الخطة بنودا بينها إدارة غزة عبر حكومة انتقالية مؤقتة تتكون من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، ووضع خطة اقتصادية من الرئيس ترامب لإعادة إعمار غزة.اتفاق هش.. ومسؤوليات متبادلة رغم الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، لا يزال الاتفاق يتأرجح بين الضغوط السياسية وحسابات الاحتلال المستمر في خرق كل الالتزامات الدولية .ويتهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بعرقلة التنفيذ، في حين تؤكد الحركة أن إسرائيل تتنصّل من التزاماتها، مطالبة الوسطاء بكبح انتهاكات الاحتلال وضمان تنفيذ البنود المتفق عليها.ووفق مراقبين يعكس هذا التوتر السياسي يعكس هشاشة التفاهمات، ويؤشر إلى صعوبة التوصل إلى صيغة مستقرة ما لم تتوفر إرادة حقيقية لخفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين الابرياء.
في موازاة السجال السياسي، يستمر المشهد الميداني في خان يونس ومدينة غزة في تقديم صور مأساوية للضحايا.فقد استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، نتيجة قصف طائرات مسيّرة استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي- منطقة تُعد أصلاً ملاذًا للمدنيين الفارّين من القتال.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية تفجير مبانٍ في حي التفاح، ما يزيد من تدمير البنية التحتية المحدودة أصلًا.وسط المعاناة المستمرة، تبقى الحاجة الإنسانية في غزة متصاعدة بشكل غير مسبوق.فالنازحون، الذين يتنقلون بين مناطق "آمنة" سرعان ما تتحول إلى ساحات قصف، بحاجة عاجلة إلى حماية، وممرات آمنة، وإغاثة مستدامة.ويرى مراقبون أن مسؤولية المجتمع الدولي تبرز في ضمان عدم استخدام ''اسرائيل'' للمدنيين كورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز سياسية ووفق الحرب بصفة نهائية.
معبر رفح.. نقطة سجال
في الاثناء أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أن ما تروّجه بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن التنسيق لفتح معبر رفح قريبا لخروج الفلسطينيين من غزة، محاولة للهروب من التزامات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رشوان في تصريحات متلفزة، إن نتنياهو يحاول بكل الطرق تجنّب الدخول في المرحلة الثانية، لذلك يفتعل أزمات أو يسمح بتصعيد مثل ما حدث في رفح أو من خلال الاختراقات والقصف المتكرر.وأضاف أن المرحلة الثانية تشمل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة، وبدء إعادة الإعمار، ووجود قوة لحفظ الاستقرار داخل القطاع، وهي مطالب فلسطينية معروفة.وأكد أن نتنياهو يسعى لتأجيل هذه المرحلة، ويتحجج بمثل هذه المزاعم، خاصة مع اقتراب إسرائيل من عام انتخابي، إذ يريد تشكيل تحالف جديد، ولا سيما تعزيز شراكته مع اليمين المتطرف.
وأكد رشوان أن حديث نتنياهو عن “إخراج الفلسطينيين بلا عودة” ووجود اتفاق مع مصر على ذلك ادعاء كاذب، فهو يوجه رسائل داخلية لرموز اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش.وشدد على أن نتنياهو ليس أمامه وقت طويل، فالإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب تضغط للبدء في المرحلة الثانية، وهناك حديث عن تشكيل لجنة التكنوقراط التي ستدير غزة خلال أسبوعين.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الموقف المصري ثابت ولم يتغير قيد أنملة منذ بداية الحرب، وأن الرد الحقيقي يكون بما يظهر على الأرض وليس بما يُشاع من مزاعم إسرائيلية.وصباح أمس، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها ستفتح معبر رفح البري خلال الأيام المقبلة في اتجاه واحد لخروج المواطنين، وقالت إن القرار جاء بالتنسيق مع السلطات المصرية.وبينت وحدة تنسيق الأعمال الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، أن الخروج سيكون بعد الحصول على موافقات أمنية إسرائيلية، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي جرى تفعيلها في جانفي 2025.وأغلقت سلطات الاحتلال معبر رفح بعد سيطرتها على المحور الحدودي، في ماي 2024، ما حال دون دخول أو خروج المواطنين من القطاع.
ويأتي ذلك بينما ينتظر آلاف المرضى والمصابين فتح المعبر بعد حصولهم على تحويلات علاجية، وسط نقص حاد في الأدوية وتدمير المستشفيات. ودعت فصائل فلسطينية، بينها "حماس"، الوسطاء والدول الضامنة إلى إلزام الاحتلال بما ورد في اتفاق شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن 2803 المتعلق بفتح معبر رفح في الاتجاهين، محذّرة من محاولات حصر عمله باتجاه واحد.
ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال إصابة ثلاثة جنود من لواء غولاني، أحدهم في حالة خطيرة، إضافة إلى إصابة جندي آخر من ''فرقة غزة'' خلال اشتباك شرق رفح.

عدوان "إسرائيل" بالمنطقة
من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية،امس الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة ضد ممارسات إسرائيل التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في إحاطة إعلامية قدمها متحدث الوزارة زكي أق تورك، أشار فيها إلى استمرار عدوان إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وممارساتها التوسعية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في سوريا ولبنان.وأضاف: "نؤكد مرة أخرى ضرورة أن يظهر المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة، إرادة حازمة تتمتع بالقدرة على فرض عقوبات تجاه ممارسات إسرائيل التي تهدد السلام والاستقرار الإقليميين".وأوضح أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل آمن ودون انقطاع، وتلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين في المنطقة، والتطبيق الكامل لشروط وقف إطلاق النار، تعد أمورا ضرورية للسلام والاستقرار في المنطقة.
وشدد على أن تركيا ستواصل دعم كافة المبادرات الدولية والمساعي البناءة في هذا الإطار.كما تواصل إسرائيل عدوانها على سوريا ولبنان عبر استهدافات متكررة.من جهة أخرى أصدر متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي امس الخميس إنذار إخلاء لمبان في بلدتين بجنوب لبنان قبل شن هجمات.
وقال المتحدث عبر منصة إكس باللغة العربية ''سيهاجم جيش على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة'' حسب زعمه .
وأضاف "نحث سكان المباني المحددة بالأحمر في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في القريتين التاليتين: جباع، محرونة… أنتم تتواجدون بالقرب من مباني يستخدمها حزب الله ومن أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلائها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر".
ترامب يخطط لمنطقة اقتصادية
في الاثناء قال مسؤول أمريكي، أمس الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب يخطط ''لإنشاء منطقة اقتصادية على الحدود بين لبنان وإسرائيل تكون خالية من حزب الله'' ، وفق ما نقله موقع إخباري أمريكي.
وذكر موقع ''أكسيوس'' الأمريكي أن دبلوماسيين من إسرائيل ولبنان التقوا في بلدة الناقورة جنوبي لبنان، تحت رعاية الولايات المتحدة.وأضاف أن المحادثات جرت على هامش الاجتماع الشهري لآلية مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والتي يقودها الجيش الأمريكي.
ووفقا للموقع، بعد محادثات بين ضباط عسكريين، عقدت الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس ودبلوماسيون إسرائيليون ولبنانيون اجتماعاً منفصلاً.ونقل الموقع عن مصدر مطلع لم يسمه قوله إن ''الاجتماع ركّز بشكل رئيسي على التعارف بين الطرفين''.
ووفق الموقع فإن رؤية واشنطن على المدى الطويل هي إنشاء ''منطقة ترامب الاقتصادية'' على طول الحدود، وتكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة''، بحسب مسؤول أمريكي لم يسمه الموقع.

ووفقا للمصدر المطلع، فإن ''الطرفين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى قبل العام الجديد، والمجيء إلى طاولة المفاوضات بمقترحات ''.
وأشار رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في إفادات إلى استعداد بلاده لخوض ''مفاوضات فوق عسكرية'' مع إسرائيل، مشيرا إلى أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة تحظى بـ''مظلة وطنية'' وتتمتع بـ''حصانة سياسية''.ومحاولا وضع الخطوة في سياقها، قال سلام، إن نتنياهو ذهب بعيدا في توصيفه لهذه الخطوة، موضحا أن لبنان ليس بصدد الدخول في مفاوضات سلام مع ''إسرائيل''، وأن أي تطبيع سيكون مرتبطًا بعملية السلام.
ووصف ''أكسيوس'' اجتماع الناقورة بأنه أول مشاركة مباشرة وعلنية من نوعها بين "إسرائيل"" ولبنان منذ عام 1993، في إشارة إلى محادثات سلام متعددة الأطراف آنذاك.
ونقل عن المسؤول الأمريكي قوله إن واشنطن تأمل أن يساعد الاجتماع في تهدئة التوترات بين البلدين، وتجنب استئناف الحرب، في ظل تصعيد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.وفي أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل عدوانًا على لبنان، تحول في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة، خلفَت أكثر من 4 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألف جريح.ويوميًا تنتهك إسرائيل اتفاقًا لوقف إطلاق النار بدأ في 27 نوفمبر 2024، ما خلّف مئات الشهداء والجرحى ودمارًا ماديًا.
كما تتحدى الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.وأفاد المسؤول الأمريكي بأن إدارة ترامب تعتقد أن اغتيال القيادي بـ"حزب الله" هيثم الطبطبائي، في 23 نوفمبر الماضي، هو ''آخر عملية إسرائيلية كبرى محتملة بلبنان''.وأضاف أن الإدارة تعتقد أيضًا أنه ''بغض النظر عن خطاب بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، فإن استئناف ''إسرائيل'' الحرب ليس واردًا في الأسابيع المقبلة'.
وتضم هذه الآلية كلًا من لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة جنوبي لبنان (اليونيفيل).

المشاركة في هذا المقال