Print this page

في قصة "الحيوانات المغامرة" لـ"خديجة زواقري": دروس وعبر عن قيم العمل والتضامن والتسامح

يعد نص" الحيوانات المغامرة" لصاحبته ام سارة"

خديجة زواقري" حاملا لمضامين ورسائل يحتاجها الطفل لتذكية نموه الحس حركي والفكري التعلمي. وهو ينسجم ويكمّل بقية كتابتها للأطفال كقصص: " الكناري والزهار" و"حلم زهار" و "الطاووس المغرور"و" الصرصور النبيل" و" اللبؤة الغبية"

كانت اللغة بسيطة وذات عمق مضموني وكان الحوار حاضرا على شكل كلمات مؤثرة ومعبرة وذات مغزى ورسائل ومواقف حضر الفرد بقوة وبحكمته وبغبائه وغروره و حضرت المجموعة كصوت للحكمة والتبصر وعدم التفريط في الفرد حتى وإن أخطا ولم يحسب خطوات أفعاله وتصرفاته .
كانت لعبة الأمكنة قارة وذات بعد بيئي جمالي لترغيب الأطفال في الطبيعة التي نحيا فيها و بها رغم قسوتها أحيانا والأضرار التي تلحق بممتلكاتنا وممتلكات الحيوان الذي يقاسمنا هذا الكوكب وتقدم له الطبيعة المأكل والمأوى وقد تأقلم هذا الكائن مع هذه الطبيعة وقدمت الكاتبة العديد من الأمثلة فذكرت الحقول و البحيرات والأشجار الطويلة والضخمة والبساتين والمزارع وشجره الدرداء والقموح .
كانت الأشجار ملاذا من الحيوانات الشرسة كالقط الأسود أين تحلق الطيور عاليا و تستقر بين وفوق أغصان الشجر أو في مثل" زهار" الطائر الذي يحط فوق أعلى غصن شجره الدرداء وأن يكون أعلى الشجرة كرمز للسلطة عندما قال" زهار" صفحة 17 "سيكون مسكني من اليوم أعلى الشجرة لأكون الحارس الأمين عليكم جميعا".
وتقدم الطبيعة المأكل الذي تجمعه الحيوانات لمقاومة برد الشتاء وقسوته ورغم كل شئ يبادل الحيوان الطبيعة الحب والسكينة فهذا "زهار" يحب الأشجار وتكون قسوة الطبيعة وشتائها مدمرا البيوت وأوكار الحيوانات كما كان ذات شتاء أين جرفت المياه بيوت النحل والنمل وغيرهما فقط بيت الصرصور حافظ على بنيانه بعد الدرس الذي تعلمه الشتاء الذي سبقه تقول الكاتبة صفحة 34 " نزلت أمطار غزيرة جرفت بيوت النحل والنمل و لم يبقى في الغابة بيت قديم إلا وهدته العاصفة الهوجاء ما عدا بيت الصرصور الذي جدده."
وتفرح جميع الحيوانات بفصل الربيع إذ تقول الكاتبة " جاء الربيع تفتحت الأزهار واخضرت الأرض خرجت العصافير وكل الحيوانات من مخابئها تسعى لرزقها " وقدمت الكاتبة في قصصها نوعين من الأمكنة الحاوية لعيش الحيوانات مكان طبيعي تكون فيه الحيوانات حرة طليقة في الغابات والبحيرات والحقول الخضراء.ومكان تدجن فيه الحيوانات وتوضع في بساتين ومزارع خاصة وحدائق عمومية وتدخل الإنسان لسلب حرية الحيوانات ووضعها في أقفاص مثلما وقع مع اللبؤة التي اصطادها الانسان بذكائه أمام غبائها.
فهذه الطبيعة وغناها يعيش فيها وفوقها الانسان والحيوان والطفل مشدود للحيوان لذلك تستحضره الكاتبة وتحمله رسائل وأفكار وتصرفات وقد ذكر منهم الفراشات الفضية والطيور الملونة والقط الأسود والخنازير القذرة والثعالب والدجاجات المزركشة والديوك الملونة والطاووس الجميل والنحل والنمل والأسد واللبؤة والصرصور والجنادب والسناجب والعنادل والكلب وشق الكتاب ذي اللغة السلسة والجذابة العديد من الرسائل والأوصاف والنعوت والحالات كيقظة الحيوانات وحذرها كي تعيش وتقاوم الحيوانات الشريرة والشرسة واللجوء للتنكر والخداع وعواقب الغرور وعدم الأخذ بنصائح الغير والحسد وأهمية التعاون والعطاء لكن بشرط العمل.
الكلمة المفتاح التي تداولتها كل الحيوانات للصرصور الذي قضى ليالي الشتاء القاسي عند كل الحيوانات تقريبا فهذا العمل – الدرس جعل من الصرصور كائنا حيا ولد من جديد فالتجربة طحنته وأخرجت ما فيه من طاقه عمل وبذل ليعيد حسنات وكرم الحيوانات عبر قبوله ببيته الحيوانات بعد أن فعل الشتاء وأدواته الأفاعيل ببيوت الحيوانات يقول النص" أثناء رحلة البحث عن الطعام وجمع المؤونة التقى الصرصور مع جيرانه(الجنادب ,السناجب, العنادل, النحل,النمل...) شكر لهم صنيعهم خاصة الذين أحسنوا له أيام شدته ومحنته" و" رحب الصرصور بجموع النحل والنمل في بيته فتعشى الجميع وسهروا على وقع غناء الصرصور المهذب" في قراءة أخرى لحكاية الصرار والنملة والخروج بدروس جديدة ومفيدة تتجاوز ظلم النملة التي رفضت طلب الصرار قليلا من الأكل طالبة فكرة التعاون ولكل دوره في الحياة والحاجة والاحتياج دائرة قد تصيب الكل لكن بدرجات متفاوتة .
وقدمت الكاتبة صورة الإنسان لدى الحيوان في قصة "اللبؤة الغبية" في اعتباره من الدخلاء ومن الأشرار إذ يقول الأسد محذرا خليفته اللبؤة " انه الإنسان الذي يتصارع بداخله الخير والشر فاحذريه" .
للكاتبة أم سارة لغه شيقة ساحرة تشد القارئ- الطفل التزمت باحتياجات الطفل اللغوية ومجال تفاعله الأول الطبيعة وعالم الحيوان في سن معينة ومررت رسائلها النوعية كي تساهم من موقعها في تشكيل رجل الغد.
بقلم: طارق العمراوي

المشاركة في هذا المقال