ما جرى من عدوان صهيوني واغتيال للقيادي العسكري هيثم الطبطبائي هو استمرار طبيعي لطبيعة الكيان الصهيوني وسلوكه القائم على الخرق الدائم للقوانين الدولية وللسيادة اللبنانية. وأوضح أن هذه الجريمة ليست مفاجِئة بالنسبة ، لأنها تأتي في سياق مشروع واضح يستهدف كل عناصر القوة في لبنان والمنطقة، بهدف فرض معادلات جديدة تخدم الاحتلال.
وتابع بالقول :"أما بالنسبة لنا، فإنّ المقاومة تتعامل مع هذه التطورات وفق قواعد ثابتة: الوعي، الثبات، وعدم الانجرار إلى حسابات يريد العدو أن يفرضها. الردّ على الاعتداءات ليس ردّ فعل انفعالي، بل هو جزء من مسار مدروس يهدف إلى حماية لبنان وردع العدو ومنع تحويل الاغتيالات إلى أمر واقع."
أما عن موقع المقاومة وموقفها أوضح بالقول :"نحن اليوم أمام عدوان مكشوف، لكنّ المقاومة ليست في موقع الاستنزاف ولا في موقع التراجع. لدينا من الوسائل ومن القدرة ما يمكّننا من تثبيت معادلات الردع، ومنع العدو من تحقيق أي مكاسب سياسية أو ميدانية من خلال اعتداءاته."
التحديات القادمة
أما عن تحديات المرحلة المقبلة قال :"تُحدَّد وفق مصلحة لبنان وشعبه أولاً، ووفق تقدير القيادة للميدان. ما يمكن تأكيده أنّ المقاومة ثابتة، متماسكة، ولا تسمح للعدو بتغيير قواعد الاشتباك متى شاء وكيفما شاء. الرسالة الأساسية اليوم هي أنّ أمن لبنان ليس مباحاً، وأنّ أي اعتداء ستكون له تبعات تُفهم في المكان والزمان اللذين تختارهما المقاومة، وبما يخدم الهدف الاستراتيجي: حماية الوطن وردع الاحتلال."
وكانت الغارة الإسرائيلية قد استهدفت الأحد أحد المباني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت .ونعى " حزب الله" القائد في الحزب، هيثم علي الطبطبائي، وأربعة من عناصره.
ردود واسعة
وأثارت العملية ردود فعل واسعة داخليا ودوليا ، واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن "اعتداء إسرائيل الأخير على الضاحية الجنوبية تطور شديد الخطورة، ويؤشر إلى احتمال ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي في المرحلة المقبلة". وقال بري، في تصريحات إن "أخطر ما في الاعتداء على حارة حريك هو أنه أعاد الضاحية الجنوبية وبيروت إلى دائرة الاستهدافات الإسرائيلية، وهذا تطور شديد الخطورة، يبين أنه لا توجد أي ضمانات حقيقية لحماية العاصمة وضاحيتها، في ظل تفلت العدو من أي ضوابط وإمعانه في استباحة لبنان".
وأعلن بري أن "طبيعة الاعتداء الجديد تؤشر إلى احتمال ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي واتساعه في المرحلة المقبلة، من دون أن يكون هناك في المقابل أي تدخل جدي للجمه من لجنة "الميكانيزم"، التي تنشغل في مراقبة الجيش اللبناني وتغض الطرف عن انتهاكات جيش الاحتلال لاتفاق وقف الأعمال العدائية".
ولفت بري إلى أن " العدو يستفيد من الواقع الداخلي الهش للتمادي في ارتكاباته، واللعب على وتر الانقسامات اللبنانية من أجل خدمة مصالحه"، مستغربا في هذا الإطار ما صدر عن رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع تعليقا على الاعتداء الأخير الذي استهدف الضاحية، "بينما نحن في أمس الحاجة إلى أن نكون موحدين، لأن تماسك الداخل هو السلاح الأهم والأقوى في مواجهة الخطر الإسرائيلي".
وأشار بري إلى "أن هناك في لبنان والخارج من هم غاضبون على الجيش، لأنه اتخذ الموقف الصح برفض الانجرار إلى مواجهة مع أهله، وليس خافيا أن البعض يحرض على المؤسسة العسكرية وقائدها بسبب هذا الخيار الوطني السليم". وعن مصير المبادرة المصرية، قال بري :"سننتظر ما سيحمله معه وزير الخارجية المصري خلال زيارته لبيروت الأربعاء ".
- العدوان الصهيوني يستهدف فرض معادلات جديدة تخدم الاحتلال