Print this page

كرّمته وزيرة الثقافة الجزائرية: الفيسلوف التونسي فتحي التريكي رمز الفكر الحيّ

في كل عصور الإنسانية، لا غنى ولا استغناء عن الفيلسوف

الذي يضئ العتمات وينير الطرقات، ويحدث يقظة في الضمائر وتحول في الوعي الجمعي. من خلال تحليله ونقده ومساءلته لقضايا المجتمع من العدالة إلى الهوية إلى السلطة والمعرفة... يعتبر حضور الفيلسوف بمثابة البوصلة التي تقود إلى بحث دائم عن المعنى. ويعتبر الفيلسوف التونسي فتحي التريكي أحد أهم أعلام الفلسفة في العالم العربي، فليس من الغريب أن يحظى بالاحتفاء والتكريم في الجزائر.

في صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته 28، كان الفيلسوف فتحي التريكي من الضيوف المُحتفى بهم، ومن الأسماء المكّرمة تقديرا لإسهاماته الوازنة في الحقل المعرفي.

صالون الجزائر الدولي للكتاب يحتفي بفتحي التريكي

في لحظة غامرة من الفخر والتقدير، تقدمت وزيرة الثقافة الجزائرية "مليكة بن دودة" إلى المنصة لتكريم الفيلسوف التونسي فتحي التريكي وسط تصفيق حار احتراما لمكانته الفكرية والمعرفية. ويندرج هذا التكريم ضمن البرنامج الأدبي صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته 28 التي انطلقت يوم 29 أكتوبر لتتواصل إلى يوم 8 نوفمبر 2025. وقد استضاف الصالون الدكتور فتحي التريكي في احتفاء خاص اعترافا بجهوده في ترسيخ ثقافة النقد البنّاء والفكر المدني الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. في مزيج من التواضع والامتنان، ثمّن الفيلسوف فتحي التريكي هذا التكريم، مشيدا بالثورة الجزائرية معتبرا أنها "أثرّت فيه كثيرا وعلمته معنى الحرية".
يرأس الدكتور فتحي التريكي معهد تونس للفلسفة وهو مفكّر وفيلسوف تونسيّ، وأستاذ كرسيّ اليونسكو للفلسفة في جامعة تونس. شغل العديد من المناصب، منها عميد كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في صفاقس، وأستاذ زائر في جامعة ديوك في الولايات المتّحدة وفي جامعة باريس 8، وأستاذ فخريّ في جامعة تونس، ومدير مختبر الفلسفة في جامعة تونس. له العديد من المؤلّفات: "العقل والحريّة"، و"فلسفة الحداثة"، و"الفلسفة الشريدة"، و"قراءات في فلسفة التنوّع". نال وسام الاستحقاق في التعليم والعلوم، والجائزة الوطنيّة في الآداب والعلوم الإنسانيّة، ووسام الجمهوريّة في تونس، ودبلوم الجدارة العلميّة من معهد تعزيز الفلسفة الفرنكوفونيّة في كينشاسا. حائز على دكتوراه في الفلسفة السياسيّة من جامعة السوربون في باريس، وعلى دكتوراه الدولة في الفلسفة من كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في تونس.

صدور مرجع بيبليوغرافي لفائدة المختصين في الفلسفة

في كتابه «الفلسفة في تونس... مقاربات أوّليّة» أبرز الدكتور فتحي التريكي كيف أنّ التفلسف في تونس مواكبا لقضايا العصر، وفي قلب الراهن ، وفي عمق الجدوى المعرفية والمجتمعية. وقد ساهم صحبة "جاك دريدا" في اقتراح فلسفة التعايش والتعقلية، كما اقترح أيضا فكرة تقاسم الكونية.
وقد ألّف حوالي 30 كتابا، ومن مؤلّفاته: أفلاطون والديالكتيكية، الفلاسفة والحرب، العقل والحرية، الذاكرة والمصير: محطات في سيرتي الذاتية، الاستعمارية والعصيان المعرفي والتثاقف.
في عام 2019 تم تأسيس معهد تونس للفلسفة، كنتيجة لتوصية من ندوة عالمية عقدت في تونس عام 2018 برعاية وزارة الشؤون الثقافية وبدعم من كرسي اليونسكو للفلسفة في العالم العربي. وقد تأسس المعهد ليكون مؤسسة ثقافية وفكرية خارج أسوار الجامعة، تهدف إلى إحياء الفلسفة وتشجيع النقاش الفلسفي والتفاعل بين مختلف الاتجاهات الفكرية.
وقد صدر حديثا عن معهد تونس للفلسفة مرجع بيبليوغرافي لفائدة المختصين في الفلسفة يحمل عنوان "فهرس كتب التونسيين المختصين في الفلسفة من 1956 – 2022". وقد أنجزه ثلاثة فلاسفة وهم فتحي التريكي وإيمان الجريدي ورشيدة السمين.
ولدى إعلانه عن هذا الإصدار أشار مدير معهد تونس للفلسفة وصاحب كرسي اليونسكو للفلسفة، فتحي التريكي، إلى أن هذا المرجع "يوثق الإنتاج الفلسفي في تونس منذ الاستقلال إلى سنة2022 وهو مرجع أولي سيتم توزيعه على المختصين في الفلسفة وفي الدراسات الببليوغرافية من أجل مراجعته وضبط نواقصه وإضافة مراجع أخرى، إن وُجدت، وتصويب الأخطاء التي يمكن أن ترد في عناوين بعض الكتب أو أسماء أصحابها".
وستصدر عن هذا المؤلف خلال السداسية الأولى من سنة 2026، نسخة نهائية تضم الكتب الفلسفية للتونسيين الصادرة بين سنتي 2022 و2025.

 

المشاركة في هذا المقال