الاتحاد الجهوي للشغل بقابس ثم مسيرة حاشدة شاركت فيها مختلف الفئات معلنين تمسكهم بتفكيك الوحدات المتسببة في التلوث التابعة للمجمع الكيميائي.
نفذت قابس امس إضرابا عامّا دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل بقابس احتجاجا على تردي الوضع البيئي نتيجة الانبعاثات الغازية من المجمع الكيميائي الذي تطالب فئات واسعة من المتساكنين ومن المجتمع المدني بتفكيكه. وقد عبرت مختلف مكونات المجتمع المدنى عن مساندتها وتضامنها وأصدرت الاتحاد الجهوية للشغل والنقابات والجمعيات والمنظمات بيانات عبرت من خلالها عن مساندة قرار الاتحاد الجهوي للشغل بقابس من جهة وعن تضامنها مع اهالي قابس وحقهم في العيش في بيئة سلمية .
وقد استثنى الإضراب بعض القطاعات الحيوية لتأمين الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون، من بينها خدمات الاستعجالي، في المقابل عرفت مختلف القطاعات والأنشطة الأخرى شللا كبيرا حيث تعطلت الدروس بالمؤسسات التربوية والجامعية، وأغلقت الفضاءات التجارية الكبرى والأسواق والمتاجر والمقاهي بمنطقة قابس أبوابها، وبدت الحركة شبه متوقفة بشوارع المدينة. وقدّر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس نسبة الاستجابة للدعوة إلى الإضراب في حدود 95 بالمائة، معتبرا أنّ التفاعل الذي لقيه الاضراب العام الجهوي من قبل أهالي الجهة ومختلف القطاعات، يعكس الاجماع الحاصل حول الملف البيئي ومطالبة الجميع بمعالجة جذرية لهذا الملف بما يضع حدا للتلوث الصناعي ويضمن الحق الدستوري للمواطنين في تنفس هواء نقي والعيش في بيئة سليمة.
وتجمع عدد كبير من المنادين بتخليص قابس من التلوث أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل رافعين شعارات تنادي بتفكيك الوحدات وبحق أبناء قابس في بيئة سليمة.
ثم انطلقت ظهرا بمدينة قابس، مسيرة سلمية شارك فيها عدد كبير من المواطنين ومن ممثلي المجتمع المدني بالجهة، رفعوا خلالها نفس المطالب وهي بتفكيك الوحدات الصناعية الملوّثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي، وضمان حقّهم في العيش في بيئة سليمة وفي تنفسّ هواء نقي خال من الغازات السامّة.
وانطلقت المسيرة التى وصفت بانها اكبر مسيرة وشارك فيها الاف المواطنين من ساحة عين سلام وجابت العديد من الشوارع الرئيسية لمدينة قابس، ثم تجمعوا بكرنيش قابس ورددوا الاهالى انهم "سئموا تنفس الهواء الملوّث بالغازات السامة المنبعثة من معامل المجمع الكيميائي التونسي والذي بات يشكّل خطرا على حياتهم وعلى حياة أبنائهم"، وحمّلوا "الحكومات المتعاقبة، والمجمع الكيميائي التونسي، ووزارة الصناعة والمناجم والطاقة، المسؤولية الكاملة في ما آلت اليه الأوضاع البيئية والصناعية بمنطقة قابس الكبرى نتيجة التسويف في التعامل مع الملف البيئي بقابس على امتداد سنوات طويلة، وتفويت فرصة معالجة هذا الملف معالجة جذرية منذ وقت طويل".
ورغم الحلول التي تم الإعلان عنها خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب من قبل وزير التجهيز الا انها جوبهت بالرفض مؤكدين ان الحل الوحيد هو في تفكيك الوحدات ..