Print this page

سطو على "متحف اللوفر" في باريس: "مجوهرات نابليون" تختفي في وضح النهار !

في عملية لم تتجاوز سبع دقائق، سرق لصوص

قطعا لا تُقدّر بثمن، لتعيد إلى الأذهان سجل المتحف الطويل في مواجهة السرقات والاختراقات الأمنية. وقد صدم الرأي العام الفرنسي، صباح أمس الأحد، بعملية سطو جريئة على أحد أعظم متاحف العالم، متحف اللوفر

بين دهشة الشارع الفرنسي واستنفار السلطات الأمنية، تواصل الجهات الرسمية تحقيقاتها في واحدة من أخطر عمليات السرقة التي طالت أكبر متحف في العالم.

المسروقات: مجوهرات لا تُقدّر بثمن

بحسب التحقيقات الأولية، تسلل ثلاثة إلى أربعة لصوص ملثمين إلى قاعة أبولون الشهيرة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحا. واستخدموا رافعة مثبتة على شاحنة للوصول إلى الطابق المطل على القاعة، ثم دخلوا عبر مصعد شحن مجهول المسار للزوار. وأمضوا العملية بأدوات دقيقة لكسر الخزانات الزجاجية، لتنتهي العملية خلال سبع دقائق فقط.
استولى اللصوص على تسع قطع من أصل 23 من مجوهرات نابليون والإمبراطورة أوجيني، من بينها تاجان، قلادة، أقراط، طقم مجوهرات ودبوسان. وقد صُممت هذه القطع على يد أمهر صائغي القرن التاسع عشر، وارتدتها شخصيات بارزة، لتشكل شاهدا فريدا على التاريخ الفرنسي.
وقد تم لاحقا العثور على تاج الإمبراطورة أوجيني متضررا قرب المتحف. والتاج يضم 1354 ماسة و56 قطعة زمرد، ويعد من أبرز الكنوز الملكية الفرنسية، سواء من حيث القيمة الفنية أو التاريخية.
وقد أعادت عملية سرقة متحف اللوفر فتح النقاش حول حماية التراث الفرنسي وسط موجة متكررة من السرقات على المتاحف الكبرى.

حماية المتاحف وعصابات الآثار

ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها اللوفر للسرقة، فقد عرف المتحف تاريخا طويلا من السرقات البارزة، لعل من أشهرها سرقة لوحة الموناليزا عام 1911 قبل استعادتها بعد عامين. في عام 1983، سُرقت قطعتان من درع عصر النهضة من متحف اللوفر، ولم تُستعاد إلا بعد حوالي أربعة عقود.
وتسلط هذه الحوادث الضوء على التحديات الأمنية المستمرة في حماية المتاحف الفرنسية، رغم امتلاكها أحد أقوى أنظمة مكافحة تهريب الآثار في العالم.
وقد فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقا بتهمة "السرقة المنظمة"، وتتابع فرقة مكافحة العصابات بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية القضية عن كثب. وتدرس السلطات الفرنسية إمكانية أن تكون العملية مخططة دوليا، خاصة أن القطع المسروقة معروفة جدا، ويصعب تهريبها في السوق السوداء.
ويعتبر اللوفر المتحف الأكثر استقطابا للزوار في العالم مع استقباله ما يقارب 9 ملايين زائر عام 2024، نحو 80% منهم أجانب.

المشاركة في هذا المقال