Print this page

في اختتام المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية 2025: اليونسكو تدعو إلى تعزيز السياسات الثقافية ودعم حقوق الفنانين

في عالم يتسارع فيه إيقاع التكنولوجيا وتزداد فيه

التحديات الاقتصادية والسياسية، تبقى الثقافة البوصلة التي تذكّر الإنسان بإنسانيته وتفتح أمامه أبواب الإبداع والحوار. ومن هنا جاءت أهمية مؤتمر السياسات الثقافية العالمي (موندياكولت 2025) الذي نظمته اليونسكو في برشلونة، حيث اجتمع ممثلو الدول وصنّاع القرار والمفكرون لإعادة وضع الثقافة في صميم الأجندات التنموية والإنسانية.

اختتم مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة "موندياكولت 2025"، المنعقد بمدينة برشلونة بمملكة إسبانيا بعد أن تواصل ن 29 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2025.

62٪ من العاملين في القطاع الثقافي لا ينالون حقوقهم

في تمثّل للتحديات والفرص الرئيسية لمستقبل الثقافة، اهتم مؤتمر موندياكولت 2025 بموضوعين أساسيين هما: ثقافة من أجل السلام والذكاء الاصطناعي والثقافة. كما درس ست أولويات وهي :الحقوق الثقافية، التقنيات الرقمية في قطاع الثقافة،الثقافة والتعليم، اقتصاد الثقافة،الثقافة والعمل المناخي، الثقافة والتراث والأزمات.
وبعد انتهاء أشغال المؤتمر، أوضحت اليونسكو "أنّ 93٪ من الدول الأعضاء في اليونسكو التي قدّمت تقاريرها أفادت بأنّها أدمجت الثقافة في خططها الوطنية للتنمية المستدامة. إلا أنّه في عام 2024 أجريت دراسة استقصائية كشفت أنّ 62٪ من العاملين في القطاع الثقافي أفادوا بضعف أو انعدام الحماية لحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. وإن المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية 2025، وإذ يصبو إلى ردم هذه الهوة، جمع أكثر من 120 وزيرا من وزراء الثقافة وممثلين عن 163 دولة في برشلونة، بغية رسم ملامح مستقبل السياسات الثقافية."

الثقافة محرّك للتنمية المستدامة

دعا مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة إلى تعزيز السياسات الثقافية وتوفير حماية أقوى للفنانين. وقد أكد المؤتمر أنّه لا بدّ من إدماج الثقافة على نحو كامل في السياسات العامة، باعتبارها ركيزة أساسية للتماسك الاجتماعي والقدرة على الصمود.
وأكدت اليونسكو أنّ "التراث الثقافي عرضة للخطر حتى يومنا هذا من جراء تغيّر المناخ والتوسع العمراني السريع والنزاعات المسلحة، فضلا عن النهب والاتجار غير المشروع. وإنّ اليونسكو، واستجابة للوضع الراهن، دشّنت المتحف الافتراضي للقطع الثقافية المسروقة، الذي كانت قد أعلنت عنه قبل ثلاثة أعوام خلال المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية 2022، وهو منصة رائدة توثق الممتلكات الثقافية التي انتُزعت من مجتمعاتها الأصلية، وتقدّم محتوى تربوياً عنها."
يقدم هذا المتحف الافتراضي فضاء فريدا لاستكشاف أكثر من 230 قطعة ودراستها وفهم قيمتها والإقرار بها، ويُسهم أيضا في إذكاء الوعي بخطورة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، ويؤكد الحاجة الماسة إلى التعاون وتوخي اليقظة على جميع الأصعدة.
انتهى المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية إلى أنه باعتماد السياسات الذكية والحماية الحقيقية للفنانين، يمكن للثقافة أن تصبح جسراً للسلام، وأداة للتنمية، ودرعا يحمي الهوية الإنسانية في زمن التحديات العالمية.

المشاركة في هذا المقال