Print this page

السفير الصيني وان لي : سنواصل التعاون مع تونس في مختلف المجالات وتشجيع الاستثمارات الصينية

أكد سفير جمهورية الصين الشعبية وان لي بأن الجانب الصيني

على استعداد للعمل مع الجانب التونسي لمواصلة التعاون في المجالات التقليدية كالبنية التحتية والصحة. وقال ان بلاده تلتزم بتوسيع التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، والتحول الأخضر، والتقنيات المتطورة، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في تونس. مشيرا الى ان هذه المبادرات ستثري الشراكة الاستراتيجية باستمرار .

جاء ذلك خلال إحياء سفارة الصين الذكرى الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية بحضور وزيري الشباب ووزير الأشغال العامة والإسكان في الجمهورية التونسية، إضافة الى السفراء وممثلي المنظمات الدولية المعتمدون في تونس .
معجزة الصين
وأكد وان لي بأن الشعب الصيني دأب منذ 76 عامًا وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، على بذل جهوده وتفانيه لقيادة هذه الأمة العظيمة في الشرق، التي كانت فقيرة ومكتظة بالسكان في الماضي، إلى تحقيق معجزتين لا تُقدران بثمن: تنمية اقتصادية سريعة واستقرار اجتماعي مستدام. واكد ان الصين شرعت بحزم في طريق التحديث ذي الخصائص الصينية، وفي المسيرة العظيمة لتعزيز بناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة، وتحقيق النهضة الوطنية العظيمة من خلال التحديث ذي الخصائص الصينية.
وقال ان هذا العام يصادف اختتام الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين. وفي ظل بيئة دولية معقدة وقاسية، وللتعامل بفعالية مع المهام الوطنية الشاقة المتمثلة في الإصلاح والتنمية والاستقرار، اعتمدت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات الاستباقية لضمان الاستقرار الاقتصادي، مما أظهر زخمًا ثابتًا وإيجابيًا للتنمية. وأضاف :" في النصف الأول من العام، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.3 بالمئة على أساس سنوي، بينما ارتفع دخل الفرد المتاح للإنفاق بنسبة 5.4 بالمئة بالقيمة الحقيقية. وفي الأشهر الثمانية الأولى، تجاوزت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات السلع 4 تريليونات دولار أمريكي، بزيادة قدرها 3.5 بالمئة على أساس سنوي. وهكذا، يُظهر الاقتصاد الصيني حيوية ومرونة ملحوظتين، حظيتا بإشادة دولية.

الابتكار المحرك الأساسي
وقال وان لي ان العلم والتكنولوجيا يعد القوة الإنتاجية الأساسية، و الابتكار هو المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية في الصين. وأوضح ان البلاد تشهد طفرة في الابتكار العلمي والتكنولوجي، مع زيادة مطردة في الاستثمار وعدد من الباحثين الرائدين عالميًا. ففي العام الماضي، تجاوز الإنفاق الوطني على البحث والتطوير 3.6 تريليون يوان، أي ما يعادل حوالي 510 مليارات دولار أمريكي، بزيادة قدرها 48 بالمئة مقارنة بعام 2020. وتحققت إنجازات علمية وتكنولوجية هامة، مثل نموذج الذكاء الاصطناعي DeepSeek، الذي رسخ مكانته بقوة في السوق العالمية، والروبوتات الشبيهة بالبشر، التي تجذب اهتمامًا دوليًا. وبالمثل، يدفع الابتكار التكنولوجي باستمرار عجلة تحول الصناعة الصينية وتحديثها.
تحقيق الازدهار العالمي
وأوضح وان لي انه لا يمكن للصين أن تتطور بمعزل عن العالم، والعالم بحاجة إليها لتحقيق الازدهار العالمي. وأضاف ان بلاده تسعى جاهدة لتوفير الاستقرار واليقين في بيئة دولية تتسم بالتغيرات والاضطرابات.
وفي هذا الصدد، تنفذ الصين بنشاط مبادرة التنمية العالمية، وتسعى بحزم إلى تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح. لذا، فهي تدعو إلى عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع، مما يتيح فرصًا جديدة للعالم أجمع.
بصفتها أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، تُقدم الصين، من خلال نموها القوي، دعمًا حاسمًا ومساهمة كبيرة في الانتعاش الاقتصادي وإنعاش التنمية على نطاق عالمي. وأضاف :"في السنوات الأخيرة، ظلت مساهمة الصين السنوية في النمو العالمي عند حوالي 30 بالمئة. ووفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، فإن نموًا بنسبة 1بالمئة في الاقتصاد الصيني يؤدي، في المتوسط، إلى زيادة في ناتج الاقتصادات الأخرى بنسبة 0.3 بالمئة.
وقال وان لي انها بصفتها عضوًا في الجنوب العالمي، اختارت الصين دائمًا "مد يد العون" بدلًا من "التخلي" و"إزالة العقبات" بدلًا من خلق عقبات جديدة. وهي ملتزمة التزامًا راسخًا، إلى جانب العديد من دول الجنوب العالمي، بتعزيز عولمة اقتصادية أكثر شمولًا وإنصافًا.
53 دولة افريقية معفاة من الرسوم
وقال السفير انه في جوان الماضي، أعلن الرئيس شي جين بينغ استعداد الصين للتفاوض وتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية للتنمية المشتركة، لتطبيق إعفاء تام من الرسوم الجمركية على 53 دولة أفريقية تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين. وأشار الى ان هذه المبادرة ستوفر لدول الأفريقية، بما فيها تونس، فرصًا جديدة وإمكانية وصول أوسع إلى السوق الصينية..
الحوكمة العالمية في مواجهة التحولات
وقال ان العالم دخل حقبة جديدة من الاضطرابات والتغيير. في مواجهة هذا المنعطف التاريخي، الذي اتسم بتسارع التحولات غير المسبوقة منذ قرن، لا يُعدّ إصلاح الحوكمة العالمية وتحسينها ضرورةً لمواجهة التحديات العالمية فحسب، بل الخيار العادل والمنصف الوحيد لتقاسم فرص التنمية وبناء مستقبل أفضل معًا.
وفي هذا الصدد، قدّم الرئيس شي جين بينغ رسميًا مبادرة الحوكمة العالمية في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون بلس في تيانجين مطلع سبتمبر. وفي هذه المناسبة، حدد المبادئ الأساسية التالية: السعي إلى تحقيق المساواة في السيادة، واحترام سيادة القانون الدولي، وممارسة التعددية، والدفاع عن سيادة الشعب، واتخاذ إجراءات ملموسة. وقال السفير ان الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك تونس، لتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية بفعالية، ودعم التعددية وسلطة الأمم المتحدة. كما تدعم بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وتخللت الفعالية سلسلة من العروض الفنية الصينية التي أضفت لمسةً مميزة. وعكست هذه العروض رغبةً في وضع الثقافة في قلب الدبلوماسية، كلغة عالمية قادرة على جمع الشعوب.
=

المشاركة في هذا المقال