Print this page

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي لـ" المغرب ": خطة احتلال غزة وضم الضفة هي حرب شاملة ضد الوجود الفلسطيني

قال المحلل والكاتب الفلسطيني سامر عنبتاوي أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية

على مخطط الاستيطان قرب القدس، وخطة احتلال غزة وتدميرها وتهجير أهلها للجنوب إضافة لما يخطط له في الضفة من مخطط تقسيم ،هي حرب شاملة على الشعب الفلسطيني. وتطرق في هذا الحديث لـ" المغرب " الى السيناريوهات القادمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح وقف اطلاق النار .


كيف تقرؤون موافقة حماس على الهدنة وهل نهاية الحرب باتت وشيكة؟

أعتقد ان بعد موافقة حماس على الاقتراح نحن أمام 3 سيناريوهات للموقف الإحتلالي: أولا المماطلة في الرد .وقد بدأ الحديث عن إرسال الوفود مع أن حكومة الإحتلال تعي تماما كل نقطة وحرف من الموضوع لكن الإستفادة من الوقت لتحقيق أمور عنيفة على الأرض مما يدمر مشروع الإتفاق وينسفه بالكامل. ثانيا أن يذهب نتنياهو لتطبيق المرحلة الأولى من الإتفاق بإطلاق سراح 10 أسرى أحياء وجثامين 18 أسير. وبهذه الحالة يمكن أن يقنع أمثال سموتريتش وبن غفير بالسكوت مرحليا ثم يخلق الذرائع للاستمرار بل ويعيد الحرب العدوانية ويستكمل أهداف التهجير ومحو قطاع غزة.
ثالث السيناريوهات، أن يكون الضغط الأمريكي فعليا والتحرك الداخلي لدى مجتمع الإحتلال أكثر فاعلية وقوة وأن يستمر الإتفاق حتى نهايته بالحل الشامل، وهذا أضعف الإحتمالات حسب رؤيتي. وأفضل الإحتمالات لنا ولشعبنا المظلوم في القطاع.
وما هي اليوم الخيارات أمام المقاومة ؟
لم يبق أمام المقاومة إلا القبول بمقترح الهدنة رغم التحفظات، ولم يبق أمام نتنياهو إلا القبول فالضغوط كبيرة جدا، لكن النوايا والتوجهات تختلف بينهما، فالأول يريد إنهاء العدوان والتدمير والتجويع، والثاني يريد فرصة لإسترداد جزء من الأسرى، لكن تصريحات نتنياهو الأخيرة حين وضع شروط إنهاء العدوان قال سنحصل على هذه الشروط سواء بالاتفاق أم باستمرار العدوان. وهو بنفس الوقت تعرض لضغوطات شديدة من الداخل ولم يعد يمتلك الآن ذرائع للرفض، وفي المقابل بن غفير وسموتريتش يهددان بإسقاط الحكومة. للأسف ما أستقرؤه هنا أن نتنياهو سيأخذ نفسا عميقا ثم يستمر في العدوان، وهنا يأتي دور الضامنين الثلاث للإتفاق أمريكا(الشريك) ومصر وقطر فهل يتحملون العبء والمسؤولية؟ قناعتي ان القصة لم تنته بعد، ولا ننسى الحرب العدوانية المستمرة على الضفة وبوحشية أيضا.
وكيف تقرأ المعارضة الداخلية في الكيان لسياسات نتنياهو ؟
نتنياهو لا يختلف عن سموتريتش وبن غفير في العقيدة والرؤية والأهداف الشيطانية، الفرق الوحيد أنهما ليسا سياسيين أو عسكريين بل متطرفين .ونتنياهو رجل السياسة فعليه تقع الضغوطات ومنه مطلوب خلق نوع من التوازن في ظل تنامي الضغوطات الداخلية والخارجية عليه.
وكيف ترى مآلات هذه الحرب في خضم الدمار الحاصل في غزة والكارثة الإنسانية المتواصلة والتي ستلقي بظلالها وتأثيراتها على أجيال بكاملها ؟
أعتقد ان دور رجال السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ليس الشرح للشعب ما حصل ويحصل وسيحصل، فالشعب له ما يكفي من الوعي والدراية . ولكن المطلوب تغيير المنهج بالكامل وتجميع القوى والخطاب الموحد والقيادة الموحدة والبرنامج الوطني المتقدم والتخطيط لمواجهة مايحدث وسيحدث، وبناء وتعزيز الجبهة الداخلية والإقتصاد الوطني المقاوم .
وهنا لدى الشعب الفلسطينية شعور مختلط وإحساس صعب بين أملنا الملح جدا بوقف هذا العدوان رأفة بأحبتنا وأهلنا في غزة، وبين التحسب والقلق من النوايا الإحتلالية التي لا تقف عند حد وتستغل كل وضع لصالحهم، وأهدافهم الشريرة والمستمرة . واليوم 40 بالمئة من مساحة مدينة غزة مدمر ويقطن فيها ما تبقى من الغزيين أي نحو مليون. وبدأت بالفعل الخطة الشيطانية لإحتلالها وتدميرها وتهجير المليون للجنوب وقد بدأ جيش الاحتلال بإدخال الخيم، ثم التدرج لما تبقى من مناطق بهدف التهجير، وتنفيذ خطة الحسم الكامل. اما في الضفة تتواصل المساعي لفصل الجنوب عن الوسط وضم الأغوار والمنطقة c أي 61 بالمئة من الضفة والباقي معازل وكانتونات أيضا بهدف التهجير، إنها الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني، وهذا ما يخططون له الاسرائيليون.
نحن نتمنى لأهلنا في القطاع الخروج من هذا الظلم والإجرام، وهذا يتطلب مواقف عربيا وإسلاميا متقدمة في حالة تخريب الإتفاق من قبل الإحتلال.

المشاركة في هذا المقال