وفي هذا السياق وقع حلف «الناتو» اتفاقية إطارية مع شركة «أسيلصان» التركية وشركات دفاعية عالمية كبرى أخرى مثل «إيرباص» للدفاع والفضاء، و«رايثيون»، و«لوكهيد مارتن»، و«تاليس» لتصميم مشروع دفاع جوي أرضي.
ووفق بيان الحلف فان المشروع يستهدف تطوير نظام دفاع جوي أرضي يتمتع بمرونة واستدامة، على أن تُسلَّم نتائج المرحلة الأولى من الدراسة في سبتمبر المقبل، تمهيدًا لتقييم أفضل الخيارات الممكنة. وستسهم الشركات المشاركة في المشروع في تطوير حلول نظام الدفاع الجوي الأرضي، برؤى مستقلة ومبتكرة في إطار تنافسي.
ومن المعلوم ان تركيا تبحث عن دور متقدم لها في المنطقة وعن تعزيز نفوذها اقليميا ودوليا . وتعد شركة أسيلصان من اهم الأدوات التي تمتلكها انقرة وقد برزت خلال الأعوام الماضية كشركة دفاعية صاعدة باتت تحتل المركز الـ18 عالميًّا ضمن قائمة شركات الصناعات الدفاعية ذات القيمة السوقية الأعلى أي حوالي 15.18 مليار دولار .
وقد صممت الشركة نظام دفاع جوي جديد «القبة الفولاذية» وهي شبكة دفاع موحدة (قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى) قادرة على التصدي للمُسيّرات والصواريخ.
وهي تسوق صناعاتها العسكرية في أكثر من 92 دولة عبر أكثر من 500 منتج، وانضمت إلى اتحاد الإنتاج المشترك للحلف (1987)؛ إذ شاركت في مشروع إنتاج صواريخ ستينغر .
يأتي هذا المشروع في سياق رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للناتو. كما سبق أن أجرى الناتو أكبر وأضخم تدريب عسكري له منذ الحرب الباردة، تحت اسم «المدافع الصامد» بمشاركة أكثر من 90 ألف جندي من 32 دولة في الحلف في 2024.
ويرى مراقبون ان المشروع يعزز موقع تركيا كفاعل محوري في تصميم حلول دفاعية معيارية قابلة للتشغيل البيني إقليميًا ودوليًا. كما ان وجود «أسيلصان» بين كبار المصنعين يؤكد صعودها كمنافس عالمي، ويمهد لتحولها إلى مصدر رئيسي للتكنولوجيا الدفاعية داخل وخارج الناتو. وتعتبر دول الناتو انها في خضم مرحلة حساسة يمر بها العالم بتحولات كبرى جيوسياسية لذلك تسارع الى التزود بقدرات دفاع جوي أرضي أرضي متطورة وفعالة قادرة على الدفاع ضد التهديدات الجوية المتطورة بشكل متزايد.
يأتي اطلاق هذا المشروع بعيد إنشاء الولايات المتحدة لنظام دفاع صاروخي جديد يُعد "مبادرة تهديدية" بالغة الخطورة، تهدف إلى تهديد الأمن الاستراتيجي، وتسهيل استخدام القوة العسكرية للقوات الأمريكية. مما يطرح تساؤلا حول أسباب بروز موجة جديدة من سباق التسلح في سياق التطورات الجيوسياسية في العالم ،ولكنها في الوقت نفسه تعتبر تهديدا أمنيا لعديد الدول التي ترى في سباق التسليح نزعة نحو الحروب العالمية الجديدة بكل ما تحمله من مآس وأزمات للشعوب.