Print this page

مع نهاية موسم الأكابر لكرة اليد: الترجي وفي لعاداته،الإفريقي والنجم يكرسان العقدة وساقية الزيت النقطة المضيئة

أنهى الترجي الرياضي موسم كرة اليد مستفيدا كالعادة بعد أن حافظ على "الدوبلاي" المحلي

للمرة الثالثة على التوالي وعوض خسارته الإفريقية كما يجب وتفادى سيناريو غير محبذ على عكس الغريمين التقليديين الجار النادي الإفريقي والنجم الساحلي اللذان كرسا في المقابل عقدة اللا لقب وخرجا بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها رغم كل المؤشرات الإيجابية التي كانت موجودة، موسم آخر حافظ فيه في المقابل نادي ساقية الزيت على مكانه وكان فيه النقطة المضيئة رغم خسارته الكأس في النهائي وبرهن مجددا أنه من طينة الكبار وأن أكثر من رقم ايجابي ينتظره مستقبلا مادام محافظا على استقراره.
لم يجد الترجي الرياضي أية صعوبة في الإبقاء على أرقامه الإيجابية محليا بعد أن حافظ على البطولة للموسم الثالث على التوالي والكأس للمرة الخامسة وأكد بعدها أنه عنوان الألقاب والتتويجات وأنه المنافس الصعب الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة، حصيلة مميزة لم تأت من عدم وإنما هي بفضل الجهود المبذولة من كل المحيطين بالفريق والأهم النظام الموجود إداريا فهذا العنصر صنع الفارق كثيرا بين الترجي وبقية المنافسين جميعهم دون استثناء.
بات الترجي رقما صعبا محليا، لكنه مازال ينتظره الكثير من العمل من أجل العودة إلى الريادة القارية وتجاوز بدرجة أولى الزمالك والأهلي المصريين اللذين حرماه من لقبين قاريين ومن بطاقة المونديال في ماي الماضي وهذا سيكون أول ملف يستوجب الدرس عند تقييم الموسم الحالي من قبل الهيئة المديرة، في الترجي توجد مجموعة هامة من اللاعبين لكنها منقوصة وهذا ما ظهر جليا في البطولة الإفريقية للأندية الأخيرة والأكيد أنه ومع قدوم المدرب الجديد الذي سيعوض المصري باسم السبكي بعد ما غادر رسميا اثر نهائي الكأس المحلية ستكون هناك أسماء جديدة وافدة قادرة على الذهاب بالترجي مجددا إلى العالمية وفك العقدة المصرية.
فاز الترجي في جميع مباريات الكلاسيكو في الموسم الحالي وحقق المهم في لقاءات الدربي، وهذا أكد مجددا قيمة ما يوجد في الفريق من لاعبين وإطار فني راهنت عليه الهيئة المديرة وكان في مستوى الآمال المعلقة عليه، فريق متكامل تدار فيه الأمور بالجدية المطلوبة ومثال يحتذى لا بد من النسج على خطاه من اكثر من فريق آخر من أجل النهوض بمستوى البطولة ونتائج المنتخبات الوطنية على حد السواء فبسيطرة الفريق الواحد لن يكون بالإمكان الذهاب بعيدا.
الإفريقي والنجم خارج الموضوع
لم يستطع النادي الإفريقي الوصول مجددا إلى منصة التتويج والعودة تأجلت إلى أجل غير مسمى بعد أن عجز عن تحقيق المطلوب منه في الأمتار الأخيرة رغم المردود الممتاز الذي قدمه طيلة ردهات الموسم وعلى الرغم من أن الفرصة كانت مواتية أمامه والكل رشحه للمراهنة على أكثر من لقب، لكن الحصيلة كانت مخيبة للآمال فهو لم يستطع بلوغ النهائي في المسابقتين وغادر مبكرا أمام النجم في البطولة والترجي في الكأس وخلف وراءه انتقادات كبيرة طالت كافة الأطراف دون استثناء خاصة اللاعبين المرشح عدد كبيرهم للمغادرة في الفترة القادمة.
مر الإفريقي مجددا بجانب التتويجات رغم التغييرات التي طالت الإطار الفني ورغم كل الجهود المبذولة وكرس العقدة مجددا وبان بالكاشف أن المشاكل الموجودة فيه أعمق بكثير من تغيير في منصب أو مركز ما وأن هناك العديدة من الأمور لا بد من أن توجد لها حلولا جذرية حتى ينجح في مهامه مستقبلا ويفك العقدة، ودون ذلك فإنه سيكتفي بمجاراة النسق مع كل موسم دون سواه.
بدوره، خرج النجم خالي الوفاض وجارا لإذيال خيبة جديدة شأنه شأن الإفريقي بعد أن اكتفى بشرف المحاولة أمام الترجي في نهائي البطولة ونادي ساقية الزيت في المربع الذهبي للكأس رغم العودة القوية التي حققها خاصة في مرحلة التتويج، والفريق وإن تم الحفاظ فيه على المجموعة الموجودة من لاعبين وكان هناك استقرار بالنسبة للأمور الإدارية والفنية فإنه سيكون منافسا صعب المراس في الموسم المقبل فكل المؤشرات الموجودة فيه إيجابية وتنبئ بالأفضل.
أوجد النجم منافسة في المباريات الختامية من الموسم لكنه لم يقدر على الظهور مجددا على منصة التتويج وكرس العقدة مجددا وأكد أنه ينتظره الكثير من العمل لتحقيق هذه الخطوة التي استعصت بسبب المشاكل المادية بدرجة أولى ولولاها لكانت الحصيلة مغايرة بالنظر إلى قيمة الرصيد البشري الذي مر بالفريق منذ 2018 إلى اليوم.
نادي ساقية الزيت العلامة المضيئة
خرج نادي ساقية الزيت خلال الموسم الحالي أيضا بحصيلة مميزة رغم عدم التتويج بعد أن سجل الحضور في نهائي الكأس للمرة الرابعة في تاريخه وتواجد في المربع الذهبي للبطولة بين الكبار، وهذه النتائج كانت قابلة للأفضل لو كان يوجد فيه رصيد بشري أكثر تكاملا من المتوفر فهذا ما حال بينه وبين التتويج في اكثر من مناسبة فالكل يعرف أن الفريق فرط ولأسباب مادية في خدمات اكثر من لاعب ركيزة إلى فرق منافسة في مقدمتها الترجي والإفريقي.
بات نادي ساقية الزيت العلامة المضيئة في البطولة في الوقت الراهن بعد النتائج الممتازة التي ما انفك يحققها مع مطلع كل موسم أمام فرق عريقة ولها تقاليدها في كرة اليد، وهذا لم يأت من عدم وإنما هو بفضل الجهود المبذولة من الهيئات المديرة المتعاقبة منذ 2013 إلى اليوم فكل رئيس يأتي يقدم الإضافة اللازمة ويجلب معه أكثر من مستشهر ساهم بشكل لافت في توفير الإستقرار المالي إلى حد ما وفي التعاقد مع مجموعة هامة من اللاعبين بفضلهم تحققت الأهداف المرسومة وغنم نادي ساقية الزيت البطولة العربية في مناسبتين والكأس المحلية في مثلها.. فريق فتي صار اليوم من "الكبار" ودخل تاريخ "اليد" التونسية من أوسع أبوابها في انتظار مشاركة إفريقية ولقب قاري يبقى حلما مشروعا لنادي ساقية الزيت المثال الذي يحتذى به اليوم في العزيمة والإصرار.

المشاركة في هذا المقال