Print this page

المنتخبات العربية بين التألق في أمم آسيا والتعثر في أمم إفريقيا

هناك علامات فارقة في تاريخ كرة القدم العربية

ستبقى راسخة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة مهما مرت الأعوام ومن دواعي الفخر أن إحداها كتب سطورها منتخبنا الوطني عندما أمضى أول انتصار عربي في تاريخ المونديال سنة 1978 على حساب المكسيك 3-1 ومنذ ذلك الحين عرفت الكرة العربية نتائج متباينة في المسابقات القارية والإقليمية والعالمية.

في السنة الحالية ،كان 15 منتخبا عربيا من ضمن المشاركين في الدور الأول من نهائيات كأس أمم افريقيا وكأس أمم آسيا،وكانت نتائجهم متباينة بعضهم نجح في ترك أفضل الانطباعات ولا سيما في المسابقة الآسيوية بما ان 8 منتخبات عربية من أصل 10 تأهلت إلى ثمن النهائي والبعض الآخر مر بجانب الحدث و رافق الفشل ظهوره لا سيما في كان الكوت ديفوار بما أننا سجلنا تأهل 3 منتخبات فقط الى الدور الثاني وانسحب اثنان قبل ان يودع المنتخب المصري السباق ليلة الأحد من ثمن النهائي أمام الكونغو.
تفوق 'عرب آسيا' على 'عرب إفريقيا' بالأرقام
بلغة الأرقام حصدت المنتخبات العربية في كأس آسيا نسبة انتصارات في مباريات الدور الأول بلغت 46%، مقابل 20% فقط لنظيرتها في إفريقيا. وتعرض العرب للهزيمة في 27% من المباريات في البطولتين، بينما سجّلت المنتخبات الإفريقية نتائج التعادل في 53% من المواجهات مقابل 27% في آسيا، وبلغ المعدل التهديفي لها في 'القارة الصفراء' 1.33 هدف كل مباراة، بينما استقبلت الأهداف بمعدل 0.97 فقط، في حين اهتزت شباك عرب إفريقيا بمتوسط 1.13 هدف كل مباراة، مقابل إحراز 1.2.
وأنهى المنتخب العراقي الدور الأول كصاحب الهجوم الأقوى حتى الآن بين المنتخبات العربية في القارتين، برصيد 8 أهداف، وهو الأقوى على الصعيد العام في كأس آسيا، ويملك الهداف الأفضل، أيمن حسين برصيد 5 أهداف، في حين كانت تونس ولبنان وسوريا الأضعف هجوما برصيد هدف وحيد، وعلى الصعيد الدفاعي، يبرز منتخب قطر بعدما خرج من مرحلة المجموعات بـشباك نظيفة، وهو الوحيد بين المنتخبات العربية في القارتين وأحد أقوى خطوط الدفاع في البطولة الآسيوية، بينما يُعتبر المغرب الأفضل في إفريقيا باستقباله هدفا وحيد خلال 3 مباريات، واحتل المنتخب المصري المركز الأخير، من حيث ضعف الدفاع عربياً، حيث استقبل مرماه 7 أهداف، بواقع أكثر من هدفين في كل مباراة.
نتائج متباينة في المسابقتين القاريتين
كانت نتائج المنتخبات العربية في كأس أمم افريقيا وأمم آسيا مختلفة لا سيما في دور المجموعات ،ويمكن القول إن عرب آسيا تمكنوا من الإمساك بزمام القيادة في 4 مجموعات من أصل 6 ونعني بذلك منتخب قطر الذي تصدر المجموعة الأولى ومنتخب السعودية في المجموعة السادسة فضلا عن تصدر العراق المجموعة الرابعة وفوزه التاريخي على اليابان دون أن ننسى تصدر البحرين المجموعة الخامسة.
أما في كأس الأمم الإفريقية ،فكان المنتخب المغربي الاستثناء الايجابي الوحيد من بين عرب القارة السمراء والذي نجح في تصدر مجموعته .وخلال الدور الأول لم يفلح أي من منتخب عربي إفريقي في تحقيق العلامة الكاملة فحتى منتخب المغرب او أسود الأطلس فقد تأهلوا إلى ثمن النهائي بعد انتصارين وتعادل برصيد 7 نقاط على خلاف قطر والعراق والذين حققا 3 انتصارات متتالية في دور مجموعات كأس آسيا بينما حقق الأخضر السعودي انتصارين وتعادل بـ7 نقاط، وفاز المنتخب البحريني في مناسبتين مقابل خسارة واحدة، ليحصد 6 نقاط وضعته في صدارة مجموعته.
وبذلك جاء التأهل العربي إلى دور الـ16 في كأس آسيا، بوجود 4 منتخبات في المركز الأول بالمجموعات، وصعد المنتخب الإماراتي كصاحب المركز الثاني في مجموعته، مقابل 3 بطاقات انتزعها العرب كأفضل أصحاب المركز الثالث، برصيد 4 نقاط للجميع، وهم الأردن وفلسطين وسوريا على الترتيب، بينما كان الوضع مختلفا تماما في إفريقيا، حيث كان المغرب هو المتصدر الوحيد، بينما تأهل نظيره المصري بـشق الأنفس عبر 3 تعادلات منحته المركز الثاني في مجموعته برصيد 3 نقاط، وهو نفس رصيد موريتانيا التي احتلت المركز الثالث بفوزها الوحيد على منتخب عربي آخر هو الجزائر.
وخرج منتخبان عربيان من الدور الأول في كل بطولة، لكن أحدهما فقط احتل المركز الأخير في مجموعته الآسيوية، وهو لبنان، برصيد نقطة واحدة، من تعادل وخسارتين، في حين حصد عُمان نقطتين، من تعادلين وهزيمة، ليأتي ثالثاً في المجموعة الأخيرة، أما في القارة السمراء، فقد تذيل كل من الجزائر وتونس مجموعتيهما من دون تحقيق أي فوز، حيث تعادل محاربو الصحراء مع أنغولا وبوركينا فاسو مقابل الهزيمة التاريخية على يد موريتانيا، بينما خسر نسور قرطاج أمام ناميبيا في مفاجأة كبيرة ثم تعادل مع مالي وجنوب إفريقيا.ولم يطل مشوار المنتخب المصري طويلا فالفراعنة الذين فشلوا في تحقيق أي انتصار في النسخة الرابعة والثلاثين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة بالكوت ديفوار الى غاية 11 فيفري ودعوا السباق من دور الـ16 امام الكونغو الديمقراطية بضربات الترجيح.
 

المشاركة في هذا المقال