عن بعد (Massive Open Online Course: MOOC) أداة بيداغوجيّة حديثة ملائمة للبحث والتفكير الجماعيّ في الظّاهرة، ووسيلة تدريس وتكوين واتّصال وتوعية في الوقت نفسه.
تبلورت فكرة مساق «التّطرّف والإرهاب» إثر مؤتمر المثقفين التّونسيّين ضدّ الإرهاب، المنعقد يوم 12 أوت 2015 بقصر المؤتمرات بتونس. واجتمع حول المشروع أربعة أساتذة جامعيّين من اختصاصات مختلفة هم : الحفصي بضّيوفيّ ورجاء بن سلامة وسميحة خليفة وقمر بن دانة.
ثمّ تبنّت جامعة منّوبة هذا المشروع إضافة إلى المعهد العربيّ لحقوق الإنسان. ثمّ انضمّ إلى هاتين المؤسّستين شركاء آخرون : وحدة التّكوين والبحث في الدّراسات التّحليلنفسيّة بجامعة باريس ديدرو 7، ووزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، واليونسكو والمفوّضيّة السّامية لحقوق الإنسان والمركز المتوسّطيّ للإدماج.
وإذا كان مدح الإرهاب على شبكة الأنترنيت يعود إلى إيديولوجيّات مخصوصة تنتسب إلى الإسلام، فإنّ الإرهاب نفسه ظاهرة معقّدة، متعدّدة الأشكال والأسباب. وهذا ما جعلنا نستعين بعدّة متدخّلين من شتّى الاختصاصات (علم النّفس والتّحليل النّفسيّ وعلم الاجتماع والتّاريخ والقانون وحقوق الإنسان والجيوستراتيجيا، إلخ)، وشتّى البلدان (تونس والمغرب ومصر وفرنسا وألمانيا...). وإضافة إلى الباحثين والمختصّين، استعنّا بمتدخّلين آخرين منهم الفنّانون والممثّلون للمنظّمات الدّوليّة ومنهم من عاشوا الإرهاب عن قرب، مثل أقارب الإرهابيين أو من قطعوا خطوات في تجربة التّطرّف. والنّتيجة ستكون 28 نصّا وفيديوهات بستّ دقائق تمتدّ على سبعة أسابيع وتحاول حوصلة ما تمّ التّوصّل إليه من معارف وفرضيّات حول الموضوع، وتساعد المسجّلين في هذا الدّرس على :
• عقد الصّلات بين العنف والإرهاب.
• تحديد أوجه هذا العنف الأقصى ودوافعه.
• الإلمام على نحو أفضل بمسارات التّطرّف وسبل إعادة الإدماج.
• تبيّن بعض تجارب الوقاية من الإرهاب ثقافيّا وتربويّا ومواطنيّا.
وقد اعتمدنا منهجيّة بيداغوجيّة قائمة على التّعلّم الفرديّ والتّشاركيّ، وهو ما جعلنا نختار الحوار والتّفاعل بين المتعلّمين. وسنعتمد على ندوات أسبوعيّة حينيّة عبر الأنترنيت (webinaire ) تتناول الموضوع المدروس في كل أسبوع. وقد تولّت مجموعة من الجامعيّين والفاعلين في مجال الإرهاب مهمّة إعداد محتويات الدّرس، ومهمّة تنشيط النّدوات عبر الأنترنيت.
وهذا المساق مجانيّ مفتوح ويتوجّه إلى جمهور عريض من المبحرين المهتمّين بالموضوع، سواء كانوا من النّاطقين بالعربيّة أو....