قهوة الأحد: وجوه من الإبداع: الحبيب الزناد : في البحث عن رائد الحداثة الشعرية

«أنا «شيات» صغير
أحيا كما اتفق
ضياعا وضبابا وقلق

مادمت فاقد الضمير
لا اعرف المصير
خبزي بلا عرق
أمنيتي غبار ومطر
كي يصبح متسخا قذر
حذاء سيدي الكبير ...
وأجمل فصولي وأيامي
خريف وشتاء
سبت واحد
إذ يعمر البلد الحرفاء الاعتياء
أصحاب المواعيد ...»

يجهل الكثيرين اليوم هذه الأبيات التي نشرها صاحبها ابن الواحدة والعشرين وقتها وبالتحديد في ديسمبر 1966.لكنها ستكون الأبيات الأهم في التجربة الشعرية التونسية .وقد اعتبرها بعض النقاد الأبيات الأهم بعد أبيات» إرادة الحياة» لأبي القاسم الشابي في ثلاثينات القرن الماضي .
هذه الأبيات هي من قصيدة «الشيات الصغير» للشاعر الحبيب الزناد والتي اعتبرها النقاد نقطة انطلاق لتجربة شعرية متفردة في المجال الإبداعي التونسي والعربي وهي تجربة الشعر غير العمودي والحر.ويعتبر الشاعر الحبيب الزناد احد رواد هذه الثورة في المجال الشعري في بلادنا ليعتبره أهم النقاد احد رموز الحركة الشعرية والتجديد في بلادنا .

فقد اعتبره الأستاذان توفيق بكار وصالح القرمادي في كتابهما «Ecrivains de Tunisie» أو «كتاب من تونس» والصادر عن دار سندباد في باريس «قائد التجربة والريادة الشعرية في تونس «(le chef de file de l’avant garde poétique en Tunisie)
ويشير في نفس الاتجاه الجامعي حمادي صمود في مقال صدر به كتابا جمع فيه قصائد الشعراء التونسيين في مجمع البابطين أن الشعر التونسي الحديث عرف محطتين هامتين.الأولى مع أبي القاسم الشابي في ثلاثينات القرن الماضي وكل الذين أتوا بعده عاشوا في جلبابه ولم يخرجوا إلا باحتشام عن أشكاله ومضامينه .

أما المحطة الثانية فكانت مع الحبيب الزناد الذي كان رائد التجريب والقطع مع السائد في الشعر التونسي الحديث .

يشكل الحبيب الزناد صاحب «الشيات الصغير» منارة أساسية وكبرى في الشعر التونسي الحديث .إلا انه وبالرغم من الهالة الإبداعية باتفاق كل النقاد ظل الحبيب الزناد بعيدا عن الأضواء متعففا وقليل الظهور .يواصل كتابة الشعر والحلم بالحب والحياة والأمل لكن دون اللهاث وراء الإعلام أو الظهور والتبجح والتباهي بالدور الأساسي الذي لعبه في التجربة الشعرية التونسية.يقضي يومه في مدينته المنستير بين أصدقائه في مقاهي المدينة على الشاطئ.ويركز كل اهتماماته على العائلة وخاصة على الأحفاد المقربين لقلبه بعيدا عن ضجيج المدينة وصخب الساحة الإعلامية .
لكن يبقى الشعر وهوس الإبداع ساكنا في الذات .فيواصل الحبيب الزناد مغازلة الحرف وكتابة الأبيات ونشرها على قنوات التواصل الاجتماعي عساها تجد آذانا صاغية في الضوضاء والجلبة التي تملا الساحة الثقافية .
وسنحاول في هذا المقال الحب ثن الرواد الأهم في التجربة الشعرية التونسية وفهم أسباب هذا البعث والغياب .ولكن قبل الخوض في أسباب هذا الغياب سنعود إلى بدايات الحبيب زناد.

• في البدايات
الحبيب زناد ابن المنستير ولد في 25 ديسمبر 1964 في عائلة كبيرة ومؤمنة بالعلم والتعليم. فالوالد عبد الله الزناد كان من المعلمين الأوائل بالمنستير. وكان ينظم الشعر مما اثر على الابن .كما كان يبحث في التاريخ وكان له كتاب معروف حول تاريخ المنستير تحت عنوان «المنستير عبر العصور» .
وزوال شاعرنا تعليمه الابتدائي والمرحلة الأولى من التعليم الثانوي في مسقط رأسه .ثم انتقل إلى العاصمة حيث أكمل تعليمه الثانوي في معهد ابن شرف أين تحصل على الباكالوريا آداب في سنة 1966.وسيكون لهذه التجربة تأثير مهم على المسار الإبداعي للشباب الحبيب الزناد.فقد درس التاريخ على يد الأستاذ والأديب الميداني بن صالح الذي عاد لتوه من العراق .واطلع الميداني بن صالح تلاميذه على تجارب الشعر الحديث في العراق مثل تجارب بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي حيث كان يقرا لهم أشعارهم في الفصل .وسيكون لهذه القراءات شأن عند الحبيب الزناد حيث سيتأثر بالتجريب في الشعر العربي الحديث وينخرط في هذا الاختيار وهذا الطريق في محاولاته العشر الأولى .

وسيتأكد هذا الاختيار وهذا الانحياز للتجريب والخروج عن الكتابات التقليدية بالرغم من رفض والده ومحاولته إثناءه عن عزمه ودفعه للتمسك بالمضامين وأشكال الشعر العربي التقليدي،عند دخوله إلى الجامعة حيث سيدرس الآداب العربية.وهناك سيتعرف على أستاذيه توفيق بكار وصالح القرمادي واللذين سيكونان وراء ظهور الحداثة الأدبية في بلادنا منذ منتصف الستينات والتي ستصبح حركة الطليعة .

وعندما اكتشف الأستاذان أن طالبهما شاعر شجعاه ودعماه ودفعاه إلى المواصلة في طريق التجريب لإيمانهما بضرورة فتح مجال التجديد في الأدب والشعر.
وستفتح الجامعة وتواجده في تونس أمام الحبيب الزناد حياه مهنية وإبداعية ثرية بالتجارب واللقاءات لينغمس بكل جوارحه في الأجواء الثقافية والسياسية الصاخبة في ذلك الوقت في مدينة تونس .
فقد بدا التعاون في عديد الصحف منذ سنوات الجامعة وخاصة في جريدة «العمل» حيث كتب حتى الافتتاحيات. ثم سيساهم مع عزالدين المدني وبعض المجددين في إطار الملحق الثقافي لجريدة «العمل». كما سيشتغل في «وكالة تونس إفريقيا للأنباء» .
كما سينشط الحبيب الزناد ويشارك في اغلب الأنشطة والحراك الثقافي الذي شهدته مدينة تونس في تلك الفترة وكان من مؤسسي عديد النوادي الثقافية في دور الثقافة في العاصمة .
ونزولا عند رغبة والده سيعود إلى مدينة المنستير للتدريس في ثانوية الفتيات ثم في عديد المعاهد الأخرى في تونس وفي ليبيا لينهي مسيرته المهنية كمدير في المعاهد الثانوية.
وواصل رحلته نشاطه في الثقافي في عديد الجمعيات كجمعية البحث المسرحي في المنستير.كما اعد عديد البرامج الثقافية في الإذاعة الجهوية بالمسنتير .
والأهم في مسيرة الحبيب الزناد إطلاقه شرارة التجديد في الشعر التونسي والثورة على الأنماط الإبداعية التقليدية .

• الحبيب الزناد، التجديد وتجربة غير العمودي والحر
«...مواعيد الحب والغرام
وأكون عندها سعيد
أعطي الابتسام
ثم أجيد وأجيد
في السؤال بإلحاح
واعرف النجاح
وتطريز أجمل كلام
حفظته عن ابي المسكين ...»

أبيات أخرى من قصيدة «الشيات الصغير» التي نشرها الحبيب الزناد سنة 1966 والتي اعتبرها النقاد نقطة انطلاق التجريب في الشعر التونسي وبداية لما سمي فيما بعد بالشعر غير العمودي والحر .
أثارت هذه القصيدة جدلا كبيرا بين القراء والمبدعين بين مشجع ورافض لعديد الأسباب .ومن أهم هاته الأسباب تخلصها وابتعادها عن موازين الخليل التقليدية في الشعر العربي .لقد حملت هذه القصيدة ثم الأعمال الأخرى للحبي الزناد الكثير من الموسيقى والقافية لكمتنها تمردت على الأوزان التقليدية للخليل لتكون نقطة انطلاق للتجريب في الشعر التونسي .

لقد خاض الحبيب الزناد تجربة التجديد في المجال متأثرا بالتيارات الفكرية والإبداعية الجديدة التي كانت تشد الفكر العالمي في بداية الستينات .واتت أولى التأثيرات في المجال الفلسفي مع ظهور الفكر الهيكلي مع أعمال الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو(Michel Foucault وارتداداتها في مجال النقد .وقد كان للفيلسوف الفرنسي تأثير كبير على النخبة الفكرية والفنية في بلادنا بعد سنوات التدريس التي قضاها في بلادنا في نهاية الستينات .
كما لعبت ثورات الشباب في ماي 1968 دروا كبيرا في تشجيع الحبيب الزناد في الخروج عن المألوف ودخول عالم التجريب الشعري بكل قوة.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

وبالرغم من انتمائه لعائلة دستورية وبورقيبية فقد واكب الحبيب الزناد ثورة الشباب واحتك باليساريين في الجامعة وساهم في ترويج عديد البيانات المطالبة بإطلاق سراحهم اثر حملات الاعتقال التي طالت قادتهم في نهاية الستينات .

وكان لهذه الحركة السياسية الشبابية انعكاس على مفهوم الأدب لتعرف بلادنا جدلا واسعا حولها بين أهم رموز الحركة الأدبية وبصفة خاصة حول مسالة الالتزام في الأدب .وقد فتحت حينها مجلة الفكر لصاحبها محمد مزالي الباب واسعا لهذا النقاش والجدل وعرفت صفحات هذه المجلة جدلا مهما بين جعفر ماجد الذي كان يدافع عن نظرية الفن للفن والميداني بن صالح الذي كان يدافع عن فكرة الالتزام في الأدب بشكل عام والشعر بصفة خاصّة كما تأثر الحبيب الزناد بشعراء الطليعة في فرنسا وخاصة لويس أراغون Louis Aragon وجاك بريفار «Jacques Prévert » وكان من عشاق شعره.
إلا أن التأثير الاهم في تجربة الحبيب الزناد سيأتي من المشرق العربي ومن الحداثة الشعرية التي كانت تشقّه، وأولى هذه التأثيرات ستأتي من تجربة الشعر الحرّ ومن أهم روادها نزار قباني ونازك الملائكة وبدر شاكر السيّاب وعبد الوهاب البياتي الذين سيقومون بثورة كبيرة في هذا المجال من حيث اعتمادهم على التفعيلات الخليلية لكن مع تحررهم من نظام البيت والعجز.

كما تأثر الحبيب الزناد بقصيدة النثر التي ظهرت في المشرق العربي حول مجلة «شعر» مع يوسف الخال ومحمد الماغوط وأنسي الحاج والتي كان من روادها في تونس محمد مصمولي ومحمود التونسي ومحمد المصمولي.
ستختلج هذه التأثيرات المختلفة في وجدان الحبيب الزناد لينطلق في تجربة شعرية متميزة ومجدّدة، فبدأ في النشر بكثافة في الملحق الأدبي لجريدة «الشعب» وجريدة «العمل»، كما توجه إلى مجلة «الفكر» التي كانت أسرة تحريرها متردّدة في نشر هذه القصائد بعد انضمام شعراء آخرين لهذه التجربة من ابرزهم المرحوم الطّاهر الهمّامي وفضيلة الشابي.

ووجدت مجلة الفكر حلا لنشر هذه القصائد الخارجة عن المألوف ليقع تبويبها تحت عنوان شعر في غير العمودي والحرّ والتي اصبحت بابا قارا في المجلة.

والتصقت هذه التسمية بالتجربة الشعرية لهؤلاء المبدعين الثلاثة، وأصدر الطاهر الهمامي بيانات في مجلة الفكر لتوضيح هذا الاتجاه والرد على مناوئيه ومن أهمّ الانتقادات التي تمّ توجيهها لهذه المجموعة هي اختياراها لهذا الاتجاه الشعري نظرا لعدم قدرتها على الكتابة في الاوزان والأنماط التقليدية، وللردّ على هذه الانتقادات كتب الحبيب الزناد العديد من القصائد في الأوزان التقليدية ونشرها في نفس المجلات والصحف التي نشر فيها قصائده التجريبية ولعلّ من أهمّها القصيدة التي كتبها في رثاء الوالد عبد الله الزناد الذي كان متمسكا بالقصيدة التقليدية.
أمضى الحبيب الزناد بعض البيانات التي صاغها الطاهر الهمّامي لكنّه لم يكن متشبثا بتسمية غير العمودي والحرّ ففي قناعة الحبيب الزناد لا يمثل هذا الاتجاه الشعري الجديد مدرسة شعرية قائمة بذاتها، فهي لا تعدو إلا أن تكون تجارب شخصية يشكّل القاسم المشترك بينها التجديد في الشكل والمضامين.
من ناحية الشّكل يعتمد اتجاه غير العمودي والحرّ على الموسيقى الداخلية والسّجع والتلوين وتعدد القوافي بالإضافة الى تفجير اللغة العربية وتطعيمها احيانا باللهجة العامية، ونجد هذا التجديد كذلك في القصة القصيرة والرواية عند عز الدين المدني والبشير خريّف، كما تلتقي تجربة صالح القرمادي في ديوانه «اللحمة الحيّة» مع حركة غير العمودي والحرّ في الشكل والمضامين.

أما من ناحية المضمون وبالإضافة إلى النزعة الوجدانية المنسجمة مع أغراض الشعر العربي المعروفة ولاسيّما الغزل والرثاء فقد انبرى شعراء غير العمودي والحر والحبيب الزناد بصفة خاصة الى تناول قضايا تتصل بالمعيش اليومي وبضيم الحياة للطبقات الفقيرة.
وتشكل من جديد قصيدة «الشيّات الصغير» اهم مثال على ذلك حين يقول الحبيب الزناد:

« أبي الذي مات وانتهي
من بضع سنين
مات مشرّد العين
في يوم بارد حزين
من أيام البؤس والشتاء
والتخمة والجوع
والفقر والغنى
وقد كان ينظف حذاء
أحد السادة العظماء
تحت «باب فرنسا».

إلاّ أن حركة الشّعر غير العمودي والحرّ والثورة الشعرية التي حققتها لم تكن متفردة بل اندرجت في حركة شاملة في بلادنا في أواخر الستينات في التجديد في الادب والفنون عرفت بالأدب التجريبي وحركة الطليعة وكان عز الدين المدني ومحمد مصمولي من أبرز رموزها وكان الحبيب الزناد يلتقي مع أهمّ حاملي هذا المشروع التجديدي في مقاهي العاصمة ونواديها.

وسيساهم الحبيب الزناد في هذا المسار التجريبي بكلّ أحاسيسه ووجدانه حيث سيصدر ديوانين الأول بعنوان «المجزوم بلم» سنة 1970 بدعم من المرحوم سعيد العيادي والثاني تحت عنوان «في كيمياء الألوان» سنة 1989 في سلسلة «علامات» والتي كان يشرف عليها أستاذه توفيق بكار في الدار التونسية للنشر.

وستساهم هذه القصائد والدواوين في ذيوع صيت شاعرنا الحبيب الزناد منذ الستينات حيث ستتم ترجمة العديد من قصائده الى الفرنسية عن طريق الاب جون فونتان (Jean Fontaine)والطاهر البكري وصالح القرمادي وتوفيق بكار.كما سيخصص المرحوم الطاهر الهمامي جزءا من اطروحته الجامعية بعنوان»حركة الطليعة في الادب التونسي»لاعماله .كما ستخصص اطروحتان لاعماله
كما سيقوم محمد القرفي بتلحين قصدتين وهما «الشيات الصغير» و«بائع السجائر» وقد غناهما حمادي بن عثمان في التلفزة.
إلا أن هذا الحضور الكبير والمساهمة الأساسية في الثورة الشعرية التي عرفتها بلادنا ستتلوها سنوات من الابتعاد والجفاء.والسؤال يبقى مطروحا في اسباب هذا الابتعاد وهل من عودة بعده ؟

• هل من عودة بعد الابتعاد والجفاء؟
تعود اسباب ابتعاد الحبيب الزناد عن الساحة الابداعية وحضوره الخافت بعيدا عن الضوضاء والبهرج الاعلامي الى اسباب موضوعية وذاتية
تعود الاسباب الموضوعية الى انحسار الشعر في الساحة الابداعية وتراجعه في السنوات الاخيرة حيث تفوقت الرواية والسرد على الشعريات.
وهذا التراجع نتيجة لعديد الاسباب من اهمها الحركة النقدية التي تواكب الطفرة الشعرية فيما عدا بعض النقاد الذين كان لهم دور مهم في مواكبتها مثل حمادي صمود واحمد الحيزم.
كما ترجع أسباب هذا الجفاء الى تراجع مخزون الثوري والتجريبي في الحركة الشعرية في بلادنا.
فعديد الشعراء الذين ظهروا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي رفضوا الانخراط في حركة ما بعد العمودي والحر والتجريبي بشكل عام لاسيما في مستوى الشكل ومن ضمنهم المنصف المزغني والصغير اولاد احمد والمنصف الوهايبي وجميلة الماجري ومحمد الغزي والقائمة تطول.
وعرفت التجربة الشعرية التونسية إثر غير العمودي عودة الاوزان الخليلية وطهورية اللغة.
فكتب القادمون الجدد القصيدة الحرة ذات التفعلية والقصيدة العمودية.

إلا أن هذا الابتعاد لا يعني الانصراف عن الشعر.فيواصل الحبيب الزناد متابعة الساحة الشعرية واهم مبدعيها ويؤكد على جمالية شعراء تونس وتجربتهم المميزة مثل جعفر ماجد ونورالدين صمود ولاسيما منور صمادح.
ويؤكد الحبيب الزناد ان الشعر في تونس وبالرغم من مشاكل النشر والتهميش في الساحة الاعلامية ظهرت فيه عديد الاصوات التي ارتقت في اغلبها الى مستوى كبير من الإبداع ويذكر منهم محمد بن صالح وسالم اللبان وعبد العزيز الهمامي وعبد الرزاق الميساوي وغيرهك كثير .
لكن لهذا العزوف اسبابه الذاتية.فقد سئم الحبيب الزناد صخب العاصمة ليعود الى مدينة المنستير لينعم فيها بشيء من السكينة قرب العائلة كما يعود هذا الغياب الى الكثير من التعفف من الجري وراء الناشرين والظهور الاعلامي.كما يعود هذا الغياب الى نوع من الكسل الذي جلعه شحيح الكتابة والنشر.
إلا انه وبالرغم من هذا العزوف عن الفضاء العام والساحة الابداعية، واصل الحبيب الزناد كتاباته ونشر قصائده من وقت لاخر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتحت الحاح اخيه مختار الزناد سيعود الحبيب الزناد الى ساحة الأضواء خلال نشر كامل اعماله الشعرية عن دار «بارق» للنشر للصديق محمد البرقاوي وسيشمل هذا الاصدار 100 قصيدة مبوبة في جزءين: «التشويش على النظام» ويضم القصائد المسيسة و«مشكاة اليقين» والذي يضم قصائد في التجليات الروحية.

مسار طوبل في الابداع الشعري شقه الحبيب الزناد بكل صمت وبعيدا عن الأضواء.وستبقى «الشيات الصغير» مدخلا للثورة الشعرية وللتجريب في بلادنا.....
«أنا شيات صغير
جريء وجسور
مع ارباب المقاهي والملاهي
الذين ينفرون
من ثوبي الممزق
ويلعنون امي
امي التي لم ترزق
سواي
قد يغويها الناس
قد تزنى وقد تسرق
ثم يبصقون على قبر ابي الميت
أنا شيات صغير .....»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115