يقض به مضاجع كل خصومه ام لتكتيك الواقع والتاقلم والتماهي مع الاحداث التي اختارت حركة النهضة الانخراط فيه مهما كلفها الامر... ؟....
علي المدي المتوسط سوف لن تكون الغلبة لا لهذا ولا لذاك.......لان الشعب خليط من هذا وذاك....
المؤكد ان وقت الدمغجة والشعبوية سائر تدريجيا الي زوال. هذا ما ستفرضه الاوجاع المرة..... لمصاعب الحياة المتزايدة في قادم الأيام... وهي التي ستكون العامل الحاسم في التغيير الكبير الذي ستشهده البلاد في السنوات الخمس القادمة.......
حزب النهضة.. استقرأ الخطر.. بدأ يفهم الموضوع.... بدأ يفهم ان التفاعلات والاحداث الحالية والقادمة في البلاد وفي المنطقة سوف تكون الضربة القاصمة له...
وما قراره بحشد مريديه في تظاهر ةيوم 27 فيفري 2021.... الا اقرار ضمني بارتباكه وبفقدانه السيطرة علي الساحة في البلاد وبوعيه ان الامور خرجت فعلا من يديه...
هو يعلم ان قاعدته بصدد الانحسار... فهي علي غرار كل المواطنين تعيش يوميا فشل الاسلاماوين في قيادة البلاد والنهوض بها .. والنتائج الموضوعيةفي جميغ المياددين واضحة للعيان.......ولا فائدة من انكارها..
لذا بدات قياداته تحاول اقصي جهدها للانتصار علي نفسها بتغيير خطاباتها وطرق عملها وفتح الدار للجميع ولو ادي بهم الحال الي التخلي عن العديد من أساسيات الحركة فالاهم بالنسبة لهم اليوم هو التعبئة والمحافظة علي السلطة بكل الطرق او على الاقل البقاء في المشهد....
النهضة تعلم جيدا ان الاستعراض الذي قامت به يوم ال 27 فيقري في شارعي محمد الخامس وبورقيبة لا معني حقيقي له لانه مفتعل ومتصنع...هي. تعلم جيدا ان الخارج يراقب كل التحركات ويقوم بالتقييم الصحيح ويبني اختياراته علي هذا الاساس..... مغازلة السفارات لن تجدي نفعا.....!!
النهضة لديها الان من كوادر التجمع السابقين من يعرف جيدا ان مثل هذا الاستعراض مسكن مؤقت لاغير . عملية ربح وقت لا اكثر ولا اقل ولا قدرة فعلية له علي بناء تواجد اسلاماوي وازن من جديد في البلاد... بكل بساطة لان التونسين سواء أكانوا نهضوين او من اي جهة أخرى تحكمهم «قفة المواطن» ومدي قدرته علي مجابهة الحياة اليومية وليس ميولاتهم السياسية لان الاحزاب لاتعني لهم اي شيء يذكر بقدر مايعنيه لهم خبرهم وحياتهم اليومية ا ومستقبلهم وخصوصا مستقبل أبنائهم...
وقد فهمت اليوم ان اكبر درس في السياسة هو الاستفادة من تجربة النظام السابق في الحكم ومحاولة تفادي اخطائه والاستفادة من خبرة كوادره.....
وما خطاب الغنوشي يوم السبت امام تجمع الاسلاماوين ودعواته الملحة للحوار مع الجميع ونبذ الخلافات والتفتح علي الكل والاهتمام بالمسائل الاقتصادية ومشاغل الشباب...الا تأكيد قوي بان حزبه فهم الدرس وهو مستعد لكل التنازلات للبقاء في المشهد..
السؤال اليوم هو: هل ان النهصة كانت لتقوم بما قامت به يوم 27 فيفري لولا إكراهات الواقع السياسي والاجتماعي المتردي في البلد وتكتل العديد ضدها بدءا من الحزب الدستوري الحر الذي بدا يكتسح الساحة كما تشير إلى ذلك استطلاعات الراي الاخيرة...ومرورا بصلابة مواقف رئيس الجمهورية الذي عرف كيف يوظف فلسفة الدستور لفائدته لضرب خصومه بالتاكيد يوميا وبقوة على تمسكه خلافا لغيره بالدفاع عن نظافة اليد ومقاومة الفساد والفاسدين والمال الفاسد ..
كلام رئيس الجمهورية في منزل المهيري بالقيروان يوم 27 فيفري وهو يخاطب الشعب مباشرة كان رسالة واضخة الي الغنوشي مباشرة وإلى تجمع النهضة بالعاصمة في نفس اليوم خصوصا عندما تطرق بقوة الي استعمال المال الفاسد......فهل هنالك ابلغ من هذه الرسالة الصادرة عن الجهة المؤتمنة دستوريا علي الامن القومي بالبلاد....؟؟
رئيس الجمهورية أراد ان يقول انه علي علم بكل شيء وانه يعرف كيف تم تنظيم هذا التجمع....والدور الذي كان للمال فيه.. وانه سيقف سدا منيعا لصد هذه التصرفات في ضل تطبيق مقتضيات الدستور...
خلاصة القول.... نحن في حلبة....يتمسك كل طرف فيها بمواقفه ويستعمل فيها جميع الطرق للوصول الي تحقيق اهدافه...
قادم الايام سيرينا ان موقف رءيس الدولة لن يتغير... بل سيزيد صلابة....لانه ليس له وسيلة اخري اقوي من موضوع مقاومة الفساد والانحياز الي الشعب... وليس الى السياسين...
كما سيرينا ان النهضة خلافا لما تدعيه الان فهي ستذهب في اتجاه رئيس الدولة لحصره في الزاوية وانتزاع سلاحه ولو أدي بها هذا مؤقتا لتغيير رئيس الحكومة...
الموضوع مرشح موضوعيا الى مزيد من التشنح... طالما لم تلتزم كل الأطراف بالتهدئة ....ولا يستبعد ان تقدم النهضة تنازلات كبري ..
المطلوب من الاطراف التلاثة الرئيس ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة الكف عن التعسف علي الدستور ووضع المصالح العليا للشعب والبلاد فوق كل اعتبار..... حتى لاينفرط العقد وتنقلب السفينة بالجميع....