وجهة نظر: أهلا بك... دولة «الزقفوني » !

دون أدنى شك، من المكتسبات المستحدثة للثورة ان يكون «أبو العلاء المعرّى» و»ابن القارح» أحد شخوصها الرئيسية، و»زقفونة»

إحدى مفرداتها وشعاراتها الأكثر تداولا بين الألسن وعلى منصات التواصل الاجتماعى فى سياق «انتقالي زقفونى» بامتياز حيث يبحث كل واحد منا عن من يحمله على ظهره لعبور صراط الفردوس الضائع...
وانطلاقا من واجب الشعور بضرورة إثراء «القاموس الزقفونى» الذى سقط علينا فجأة من علياء كوكب آخر، سنحاول خوض شرف محاولة تجديد «رسالة الغفران» فى بابها المعنون : «حديثه مع فاطمة»، علّنا نظفر قبل غيرنا بصك الغفران الزقفونى...
- أما بعد،
فقالوا: من أنتم ؟
قلنا : : نحن من جماعة « ابن القارح »، بيننا من هو من أهل فقه وإدارة وأكفاء القوم !
فقالوا : وما نصنع بكم ؟
فقلنا : نسألكم فقط ان تطلبوا من صاحب البيت ان يأذن لنا بالدخول ،
«فحال البلاد والعباد ضاق
وما بقى وقت للانشاء والنّزال والارتزاق»
وحين طال انتظارنا وصٌدّت منافذ عبور صراط قرطاج فى وجوهنا ، خلصنا من الطموش (جموع الناس) المتجمهرة علّنا نظفر بصك العبور، عندها قيل لنا بنبرة متوعّدة : هذا الصراط أمامكم فاعبروه ان استطعتم اليه سبيلا !
الا أننا وجدناه موصدا ترقبه عيون الأبراج من كل جهة.. فجأة سمعنا بعض الاصوات تنبعث من داخل وخارج الاسوار تصرخ : «يا فلانة أجيزيهم بالدخول «، الا انها وقفت تستمتع بالنظر إلينا ونحن نتساقط الواحد تول الآخر، فقلنا لها « يا هذه ان أردت حقا سلامتنا، فاستعملى قول القائل فى الدار العاجلة :
«ستّ ان أعياك أمرى فاحملينى زقفونة »
فقالت متهكمة : وما زقفونة ؟
قلنا : أن يطرح الإنسان يديه على كتفي الآخر، ويمسك بيديه، ويحمله وبطنه إلى ظهره.
أما سمعت قول الجلجول (شخصية خيالية) من أهل كفر طاب (قرية من قرى الشام ) :
« صلحت حالتى إلى الخلف حتى
صرت أمشى إلى الورى زقفونة »
فاجابتنا بعصبية شديدة : تبّا لكم و«لجلجول» و «زقفونة»، اتركوا المكان قبل أن ينفذ صبرى...
- أما قبل،
هل ينجح «المشيشى» فى رحلة البحث عن «زقفونته النادرة» ؟
والأهم من كل ذلك، ألا تعكس هذه الاستعارة حقيقة أننا نٌدفع منذ عشر سنين دفعا على طريقة «ابن القارح» الزقفونية لكن نحو المحرقة هذه المرّة؟
رحم الله «أبا العلاء المعري» و»ابن القارح»، بكما أطلقنا العنان «لقريحتنا» وتمكنا من»تعرية» ما تبقى من عورتنا...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115