حروب وبائية : تونس وعالـم جديد يتشكل

ليس من الضروري ان تري الجيوش علي الجبهة او ان تري الجنرالات يتفحصون الخرائط أو ان تسمع طلقات المدافع او ان تشاهد الجرحي والدمار

في كل مكان لتعلم ان العالم في حرب أو انه دخل في مواجهات عسكرية.

عليك فقط ان تفهم أن الحرب هي غالبا في جوهرها قرار سياسي يصدر عن دولة اومجمع من الدول عن روية وتدبير مسبقين لتحقيق أهداف معينة في وقت ما تتماشي مع مآربها وغاياتها.ومصالحها..
والحرب حين تنطلق تهز.الضمير الإنساني....وتعصف بالاساسيات.....لكنها.. مع مرور الوقت تدخل في السياق وقد تصبح روتينا

وهي ايضا مهما توسعت ومهما طالت ومهما جلبت من جرحى وماس وخراب... واموات...لا توقف ولن توقف مجري الحياة، اولا لأن الجنود في حاجة الي الاعاشة والشعوب في حاجة الي العمل والدواء ومقاومة الموت والفناء.......وهذا ما عرفتة الانسانية في كل الازمنة...(في السلم وفي الحرب....)..منذ الازل....
وكما ان هنالك قواعد واجرءات تسير بها البلدان وقت السلم هنااك قواعد واجرءات تسير بها وقت الحرب.. و يبقي التخطيط أهم شيء على الدولة القيام به لتسير الامور باقل التكاليف في جميع الميادين.....

واليوم، يجب علي الجميع التأكد بصورة قطعية ان العالم باسره دخل في حرب عالمية انطلقت من الصين في جانفي 2020 وهي حرب الكورونا فيروس.....والمهم ليس ان نعرف اسبابها أو من كان خلفها ...بل ان نعرف كيف نتوقى منها وكيفية التعامل معها وكيفية فهم قواعد عملها وكيفية تصرف الدول معها تجنبا للاسوإ......
فالحرب في بدأ يتها ..وقد تدوم وقتا طويلا لان العالم.. لم يكن متاهبا لمثل هذه الحروب الوبائية التي قد تكون القاعدة في المستقبل.

الموضوع في منتهى الجدية والخطورة....لأن كورونا وماسيتلوها في السنوات المقبلة من كرونات..(حروب وبائية)... سوف تغير نمط الحياة....وستقض مضاجعنا.....وستجعلنا لا نعيش كما كما نعيش من قبل... بل نحارب من أجل البقاء.......على الصعيد الفردي كاشخاص وعلي الصعيد الدولي كدول وككيانات تريد ان تتواجد علي الساحة
لذا وجب علي الدولة التا هب لكل هذا..... والمبادرة حالا بإرساء فريق متعدد الإختصاصات للتفكير في جميع جوانب الموضوع الوطنية والدولية و في كل أساسياته: الصحية والعلمية و السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وفي انعكاءساته العديد ة والخطيرة علي بلادنا وعلي شعبها... في جميع الميادين....

علي الجميع فهم الموضوع والتعاطي معه بحكمة وذكاء... لتجنيب بلادنا الأسوء.... ووعي اللحظة؛ ،نحن في حرب,في حرب جديدة المعالم طويلة وشاقة..لاتحتمل الحسابات السياسوية ولا «التكمبين» ولا الغباء.....بطبيعة الحال..... وعليننا ان نخوضها باقل التكاليف للدفاع عن وجودنا..

هذه صيحة فزع.....نعم.. اطلقها .لأن الاغبياء الثورجين لا يفهمون إلا بهذه الطريقة.....لا غير!!!....علينا واجب التخطيط والعمل حتي نضمن لبلادنا التواجد في عالم جديد.....سوف تظهر معالمه في السنوات المقبلة....ولن يكون فيه مكان ولو صغير للهواة ولا الاغبياء... والثورجين.،بل للحكماءوالعلماء ولرجال الدولة بطبيعة الحال.....
....انه عالم الواقعية المقيتة زمن روحي روحي.. وبلادي بلادي.... اكثر من أي وقت مضي ...وقد بدانا نري جليا ذلك في التصرفات التي اتتها بعض الدول في الحرب...علي الواقيات..(الماسكوات الصحية....) فمابالك بالاشياء الأخرى!!!!

رؤوف الشطي ديبلوماسي سابق

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115