كواليس النات: موسم الهجرة الجماعية من «الواتساب» إلى تطبيقة «السنيال» !

في مقال سابق كنا قد أشرنا إلى تطبيقة التراسل الفورى «سينيال» signal كأفضل برمجية مٌشفّرة إلى جانب تطبيقة «التلغرام» Télégram،

وتأكيدا لذلك تشهد الشبكة هذه الأيام هجرة جماعية غير مسبوقة تٌعدّ بالملايين من تطبيقية «الواتساب» الشهيرة إلى تطبيقة «السينيال» الأكثر أمانا من حيث الحفاظ على الخصوصيات الشخصية لمستخدمي الانترنت.
تأتي هذه الهجرة على خلفية حملات عالمية تدعو الى مقاطعة «الواتساب» بسبب سياسة الخصوصية الجديدة التي تسمح للمؤسسة الأم «الفايسبوك» بتخزين وإدارة البيانات والمعلومات المتعلقة بمستخدمى «الواتساب».

وكان رجل الأعمال الشهير Elon Musk مالك الشركة الرقمية الشهيرة Tesla قد حرّض متابعيه على حساب «التويتر» باستخدام واسع لتطبيقية «السينيال» حيث عرفت التطبيقية أكثر من 50 مليون عملية تحميل في الآونة الأخيرة عبر متجر «غوغل بلاى» فقط...
كما كنا نبّهنا مرارا وتكرارا في العديد من المقالات إلى ضرورة توخّي الحذر الشديد عند استخدام منصة «الفايسبوك» ومشتقاتها من «انستغرام» و«واتساب» لاعتمادها على تسويق استراتيجية التّطبيع normalisation مع سلوكيات التجسّس و«التّلصليص» - وفق المفرد اليومي المألوف - على الحياة الخاصة للآخرين.
وبهدف توضيح صورة ما يجري من المصدر بخصوص هذه الهجرة الافتراضية غير المسبوقة، قدّرنا من المفيد نشر عدد من النقاط الرئيسية التي أتى عليها اللقاء الصحفي الذي أجراه المٌؤسّس والمدير التنفيذى لتطبيقة «السينيال» signal الشاب Moxie Marlinspike مع موقع Insider.
فيما يأتي بعض النقاط البارزة من تلك المقابلة.

• سؤال: ما الذي يجذب الناس إلى التطبيق، وكيف يتكيف لاستقبال مستخدمين جدد، خاصة من لا دراية لهم بالتكنولوجيا؟

• جواب : إن روح المشروع تتمثل في جعل الاتصال الخاص بسيطا، لجعل الطريقة التي تعمل بها التكنولوجيا متوافقة في الواقع مع ما يريده الأشخاص عند استخدامهم التكنولوجيا.عندما يرسل شخص ما رسالة إلى صديقه، فإنه يريد إرسالها إلى صديقه، وليس إلى مجموعة من المعلنين، أو إلى المتسللين، أو شركات التكنولوجيا الكبرى. ينزعج الناس دائما عندما يكتشفون أن هذا ليس هو الواقع، وأن الطريقة التي تظهر بها الأشياء ليست حقيقية وهناك أمور لا يعرفونها. مشروع «سنيال» هو محاولة لجعل التكنولوجيا طبيعية، بالطريقة التي يتوقع الناس أن تعمل الأشياء بها.

• سؤال: شهدنا ضغطا مستمرا على مرّ السنين من الحكومات، لحظر تشفير «من طرف إلى طرف». هل تعتقد أن الإجراءات الحكومية المحتملة يمكن أن تٌشكّل تهديدا للخصوصية؟

• جواب : حكومة الولايات المتحدة ليست كيانا متجانسا، وهناك مصالح متنافسة مختلفة داخل أي حكومة عالمية. من ناحية، هناك أشخاص يدفعون لإنهاء التشفير، ولكن من ناحية أخرى، هناك أشخاص داخل الحكومة الأميركية على أعلى المستويات يستخدمون «سينيال» لحماية اتصالاتهم الخاصة. لأسباب تتعلق بالأمن القومي، يتم استخدام «سينيال» في مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي. لذلك هناك تناقض متأصل، حيث إن محاولة تقويض أمن التشفير من شأنها تقويض مصالح الأمن القومي للحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الكثير من الأشخاص الذين يدافعون عن إضعاف التشفير لا يفهمون الصورة الكاملة. هناك طريقتان للتفكير في الأمن: الأولى أمان الحاسوب، وهي فكرة مبنية على أننا بطريقة ما سنصنع أجهزة حاسوب آمنة، وهذا مشروع أثبت فشله منذ 30 عاما، فإذا كان لديك حاسوب في مكان ما وفيه بعض البيانات، فسيتم اختراق هذه البيانات. والطريقة الأخرى للتفكير في الأمن هي أمن المعلومات، لذلك حتى إذا قام شخص ما بخرق جهاز الحاسوب، فلن يجد معلومات لأنها مشفرة. وهذا هو الشيء الوحيد الذي نجح بالفعل في الـ30 عاما الماضية، ومن يحاولون تقويض الشيء الوحيد الذي نجح في مجال أمن الحاسوب لا يفهمون ذلك تماما، لكن معظم المطلعين يعلمون أنه لم يعد هناك نقاش في هذا المجال، إنه ليس موضوعا مثيرا للجدل.

• سؤال: يبدو أن المستهلكين يهتمون بالخصوصية أكثر مما كانوا يهتمون بها في السنوات الماضية. هل لاحظت هذا ؟ وما سببه بحسب رأيك ؟

• جواب : أمر الخصوصية أصبح أكثر أهمية للناس مع تحوّل كثير مما في حياتهم إلى الإنترنت. لقد انتهى عصر التفكير المثالي حول التكنولوجيا، ولم يعد الناس يفكرون في التكنولوجيا باعتبارها شيئا يحقق هذا الغد الأفضل والأكثر إشراقا، حيث ننظم معلومات العالم ونتصل به. الناس الآن يفكرون أكثر في الطرق التي لا تلبي بها التقنيات احتياجاتهم. «سينيال» جزء من هذا الجهد، حيث نحاول إثبات أنه من الممكن تطوير التكنولوجيا بطريقة مختلفة، على طول الطريق من التكنولوجيا نفسها التي تتمحور بشكل أكبر حول احتياجات المستخدم، إلى المنظمة التي تنتج تلك التكنولوجيا، وهي مؤسسة غير ربحية ولا تدين بالفضل لأي شخص سوى مصالح مستخدمي «سينيال».

• سؤال: عندما يتعلق الأمر بالبيانات الشخصية، هل هناك ممارسة لجمعها تجدها أكثر إثارة للقلق ؟

• جواب: أعتقد أن هناك ميلا من أشخاص داخل مجتمع التكنولوجيا لمحاولة وصف ما يفعله «سينيال» بأنه غير عادي، لكنني أعتقد أن ما نفعله طبيعي للغاية، سيكون من الجنون أن نجلس في غرفة لنجري هذه المحادثة بينما يجلس إلى جوارنا مباشرة شخص غريب يدوّن ملاحظات حول كل ما قلناه، وهذا ما يحدث الآن للأسف في مكالمات الفيديو. بالنسبة لي هذا جنون. عدد قليل من الشركات لديها كمية هائلة من البيانات حول الجميع، إنها معادلة خطيرة.

• سؤال: هل تعتقد أن إجراءات مكافحة الاحتكار من قبل الولايات أو الحكومة الفدرالية، يمكن أن تساعد في معالجة مخاوف الخصوصية هذه ؟

• جواب: إنهم لا يفهمون هذه القضايا تماما، وإذا فهموها فإنهم لا يبدون مستعدين للتعامل معها. أنا متفائل أكثر بأن هناك جهدا نقابيا متزايدا داخل شركات التكنولوجيا الكبرى، من أشخاص لا يضعون فقط أهدافا مادية لأنفسهم ولزملائهم، ولكن أهدافا تتعلق بالتحكم الإبداعي والاستخدام الواعي لما ينتجون، هذا يجعلني أكثر تفاؤلا.

• سؤال: من الحجج الشائعة أن البيانات الشخصية تُجمع في الغالب للإعلان، لا لأغراض شائنة، وأن معظم الناس لا يهتمون بالخصوصية على أي حال. فما ردك على ذلك؟

• جواب: أعتقد أن الناس يهتمون بخصوصيتهم. من المهم أن ندرك أن التغيير الحقيقي يحدث في السر. هذا يجب أن يكون صحيحا، إذا لم يكن لديك أي مساحة خاصة حقا، فإنك تضحي كثيرا.

يتبع...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115