منذ اكتشاف الذهب الأسود الذى من أجله تندلع الحروب وتٌنتهك حرمات الشعوب وتتشكّل المدن العملاقة وتٌطلق المركبات الفضائية كنّا نعتقد خطا انه من الاستحالة بمكان انه سيأتى في يوم من الأيام من سيٌقلّل من احترامه و ينافسه في صنع الحاضر والمستقبل بأبعاده المركبة، نٌنتجه كل لحظة دون ان ندرى، يتشكّل معدنه النفيس من البيانات وما أدراك ما البيانات الضخمة . Big data
بشكل مٌبسّط «مركز البيانات» هو عبارة عن بناية ضخمة، تمتد على مساحة لا تقل عن 500 متر مربع تحتوى على عدد من الفضاءات المهيئة بشكل جيّد لجمع البيانات Données ومعالجتها .. يؤمها عدد كبير من الخوادم les serveurs وغيرها من تجهيزات السلامة والتبريد .. مهمتها خزن كم هائل من المعطيات المتأتية من مختلف مواقع الإنترنت في العالم لتحويلها إلى معلومات Informations منظمة جاهزة للاستغلال .. مدعومة بأنظمة تهوئة وتبريد وسلامة عالية systèmes de ventilation, de climatisation et de haute sécurité .
نجحت كبريات المؤسسات الرقمية على غرار غوغل و فايسبوك أمازون وميكروسفت من تركيز « مراكز بيانات» Data centers خاصة بها تنتج «بيانات ضخمة» Big data بميزة تنافسية عالية في حين ان عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية اختارت نهج تامين بياناتها لدى الغير للتقليل من تكاليف الصيانة او الاستثمار في اقتناء معدات معلوماتية مكلفة.
تتميز «البيانات الضخمة» بما يعرف بثلاثية حرف V:
- حجمها Volume المتناهي في الكبر من أحجام التيرابيت الى زيتابايت Térabit / Zettabit
- تنوع مصادرها Varity المتأتية من بيانات المعاملات والسجلات والتطبيقات المختلفة والبيانات المنظمة وتلك الغير منظمة مثل النصوص والصور وتدفقات الفيديو والبيانات الصوتية وغيرها.
- سرعة تدفقها الكبير Velocity
تتولى «مراكز البيانات» تنفيذ المهام التالية:
- تخزين البيانات في شكل أرقام، رموز، صور أو نصوص.
- معالجتها عبر خوارزميات متطورة،
- تحويلها إلى مخرجات في شكل معلومات Informations مرتبة متناغمة ومفيدة،
- حفظ وتأمين ديمومة سلامة البيانات والمعلومات.
يبلغ عددها ما يزيد عن 3500 «مركز بيانات» حول العالم تتمركز أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية يليها مباشرة بريطانيا وألمانيا وفرنسا.. يعتبر «مركز البيانات» Inner Mongolia Information Park التابع لمؤسسة China Telecom من أضخم مراكز البيانات في العالم بمساحة تصل 25 كلم مربع بما يعادل 10 أضعاف مساحة امارة «موناكو» .
تستأثر غوغل لوحدها على أكثر من 40 مركز بيانات مجهزة بما يزيد عن 900000 خادم serveurs موزعة بين الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا..تشتغل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع للاستجابة لأكثر من 3 مليارات طلب يوميا requêtes quotidiennes من مستخدمى الانترنت .
تستهلك مراكز البيانات كم هائل من الطاقة وتفرز عالميا قرابة 17 بالمائة من اكسيد الكاربون مما يجعلها غير صديقة للبيئة، ومن أجل التقليص من بصمتها البيئة الملوثة empreinte carbone تعتمد مراكز البيانات أكثر على الطاقات المتجددة - الطاقة الشمسية - واستخدام واسع لتقنية تبريد الخوادم بالماء «water cooling»..
مقارنة ببقية الثورات التي تعتمل داخل شبكة الانترنت – ثورة الواب / ثورة البلوكشين / ثورة العملات الافتراضية / ثورة الذكاء الاصطناعى الخ – فإن تكنولوجيا «البيانات الضخمة» على أهميتها القصوى أبت إلا ان تتحرك في جنح الظلام في ثورة صامتة شاملة دونها يتوقف نبض الشبكة العنكبوتية عن الاشتغال والتطور !
ومن المتوقع جدا ان نشهد قريبا ولادة الجيل الثانى من مراكز البيانات متخصصة هذه المرة في خزن «الجينوم البشرى» والتلاعب بشفراتنا الجينية!