حادث وحديث: في انتظار العام الجديد... هيّا نتفاءل خيرا

بعد أيّام قليلة، تنتهي سنة 2018 وتحلّ سنة 2019. أهلا وسهلا بسنة 2019. أهلا وسهلا بالعام الجديد. اللهم اجعل

السنة الجديدة عليّ وعلى كلّ البشر سنة خير وأمن وسلام. اجعلها سنة عافيّة ويسر. لي ولعائلتي ولصحبي ولكلّ الناس حيث كانوا ومهما اختلفوا.
أنا فرح بقدوم العام الجديد. يجب أن نفرح بقدوم العام الجديد وأن نستبشر به خيرا. يجب أن ننزع عنّا ما قد أصابنا من كدر وعسر. التفاؤل يا اخوتي هو أساس الحياة. والعبد المتفائل أفضل سعيا وأوفر حظّا من العبد القانط. في القنوط موت. في التفاؤل تطلّع...
الزمن الذي نحيا صعب. أعلم ذلك. تشدّ الظرف ظلمات. هي الدنيا دنيئة. كلّها شقاء وشدّة. هذا مرض وهذا عوز وهذا ارهاب وهذا غلاء وهذا عبث وهذا ظلم... أعلم ذلك وأرى الناس من حولي في جهاد، في ضنى، في صراع. لم أر أحدا من حولي في حلّ من مشاكل الزمن. لم أر عبدا في رضى، في راحة، في رغد عيش دائم. لا استقرار في الحياة الدنيا. تمشي سنين وتأتي أخرى والانسان في كدح، دوما. يدفع بالأيّام دفعا فتعيده الأيّام وتراه عاقدا العزم، مصرّا... ذاك قدر الانسان. خلق الانسان ليدفع الى أعلى الجبل شأنه. هو الانسان ما أعظم شأنه...
* * *
أنا فرح بحلول العام الجديد. كيف لا أفرح وأنا اليوم أحيا. أتقاسم والناس الأيّام، حلوها ومرّها. أنا أحيا. أرى وأسمع وأحيانا أفكّر. أنا أشكر الدنيا عمّا أهدتني من خير ومن نعمة. أنا متفائل وأرى العسر يمشي الى يسر والمرض ينقلب الى عافيّة والأيّام الغد أبقى. لن أنظر في ما مضى. ما مضى فات وانتهى. نسيته. أنا اليوم حيّ، أرزق. أنا في نعمة كلمّا رأيت الشمس في الأفق تطلع. هذا قمر في السماء مضيء وهذه نجوم حوله تتلألأ. انا في نعمة وهذه زوجتي والبنيّة في أحاديث لا تنتهي. في الحديقة وردة تتفتّح. هذه قطّتنا وحولها قطط ذكور تدفع. هذا سوق أريانة وقد لفّه ضجيج وأغرقته قذارة... لا يهم. انّها الحياة تتدفّق. تنفجر. انّها الدنيا من حولي وكلّها شوق وتأهّب...
* * *
التفاؤل هو سرّ الحياة. هو الكنه والكيان. لا معنى للحياة بدون تفاؤل. مات وانتهى من سكن قلبه حزن وشؤم.
للعيش، يجب أن نتفاءل. أن نرى الدنيا بهيّة. فيها حور وغلمان ووديان من الخمر والسكّر. يجب أن نحبّ الحياة. أن لا نفرّط في شيء. الحلال والحرام. اللذّات والحنظل. أفليست الدنيا صورة من الانسان؟ هي كالانسان تتشكّل بين نور وظلمة، بين يقين وشكّ، بين انس وجنّ...
التفاؤل يا سادتي ظاهرة تعدي. ان أنت تفاءلت خيرا سوف أستبشر وأرى النور يعمّ وهذا أمل ينتشر. بمناسبة السنة الجديدة، يجب أن ننتهز الفرصة لنفرح بالحياة، لنتفاءل ونمرح ونضحك من الدنيا ومن أنفسنا ونصرخ: غدا سيكون أفضل. غدا سألمس العرش..
حتّى يعمّ الانشراح ونزهو وقد أصاب القلوب انسداد وهمّ، يجب على الكلّ أن يدفع بالكلّ الى التفاؤل، الى نشر الزهو والطرب وقد كلّت النفوس. على القنوات التلفزيّة وغيرها أن تنشر في الأرض التفاؤل وتقول بالمناسبة كلمات حبّ محفّزة. على البلديّات أن تضيء الشوارع وأن تزيّن المغازات والبلد. على كلّ فرد أن يجعل من حلول السنة الجديدة (وليست السنة الاداريّة كما يقول المنافقون) مناسبة مضيئة، تحمل أملا وعزما...
أنا أيضا، سأسهر ليلتها مع من جاء الى بيتي، ضيفا. قد أشرب ليلتها كأس خمر. سأشرب كأس نبيذ معتّقة. شرب الخمر ليس محرّما. رحم الله محمّد الطالبي لما أتى من ابداع وشرح. ولسوف آكل أيضا ما طاب ولسوف أرقص قدر جهدي واستمع بكلّ جوارحي الى ما سوف يبثّ من أغان كلاسيكيّة...
كلّ عام وأنتم وأنا والعالم بألف خير وسلام. آمين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115