التنظير لها، لكن المشكل أنّ العالم بأكمله عاجز عن إيقاف هذه الظاهرة وحصرها، بل هي تتكرّر وتتنامى يوما بعد يوم وفي أثناء ذلك يسود الهلع المجتمعات.
فعلا صارت كلمة إرهابي ، كما قال الفيلسوف موران قاصرة عن الإلمام بالوظيفة التي يقوم بها هؤلاء. فالقول بأنّهم قتلة لا تفي بالمعنى لأنّ صور قتلهم أبشع وأشنع، والحديث عنهم بالمتطرّفين مائع لأنّ المتطرّف قد ينزوي بتطرّفه فلا يؤذي ولا يؤذى. وحتى كلمة إرهابي صارت لفظة مستهلكة وعامّة، لأنّ ما نعيشه من أحداث تجاوز حدود الإرباك والرعب، وصارت الإنسانية مثل الحشرات التي تفنى بسائل إبادة. وهناك من حاول تفسير المفهوم بالرجوع إلى الأسباب المؤدّية إلى العنف. فتلذّذ الغرب ، وخاصة بعد أحداث بروكسال بإرجاعها إلى ظاهرة التهميش والتمييز الذي يعاني منه أبناء المهاجرين بأروربا. وهناك من حاول استقراء هذه الظواهر التي تعيشها الدول العربية والغربية على حدّ سواء بآليات المروي من التاريخ الإسلامي. وهذه مسألة تحتاج إلى تحليل وتفكير متأنّيين. والقول فيها يحدّد استراتيجية التعامل مع هذه الظاهرة. لذا أرى أن نقف عند هذه الظاهرة بالاستقراء والتحليل بدءا بالمفهوم: والسؤال، من هي الشخصيات التي اعتبرها «الإرهابيّ» نموذجا حتى يحاكيها في قتالها وتعاملها مع الناس؟ هل هم أوائل الغزاة المسلمين؟ أم أبطال جماعة أوم شنريكو اليابانية أو منظمة إيتا الأسبانية أوالجيش الاحمر الياباني أو حركة كاخ (منظمة يهودية ارهابية ) ، قد يكونون من منظمة نمور تاميل إيلام الكندية؟ أو من جيش التحرير الوطني الكولومبي؟ فهذه المنظمات تتفق جميعها في أساليبها من اختطاف واغتيال وتفجيرات وعمليات سرقة وفرض الإتاوات على الغير.
بدءا نقول ، إنّ ما نعيشه هذه السنوات الأخيرة يحمل راية الإسلام، أحببنا أم كرهنا. وهذا بقطع النظر إن كان من يفجّر نفسه وسط الناس تلقّى مبادئ الإسلام في المساجد أو أخذها عن أخ أو صديق. ولا شكّ في أنّ هؤلاء يستلهمون معتقداتهم من مرجعيات عاشت في التاريخ، وأحببنا أم كرهنا أيضا فإنّ .....
لقراءة بقية المقالاشترك في المغرب إبتداء من 20 د