الإرهاب جهاد عالمي بمرجعيات القداسة: 1) في مراجعة المفهوم

لم أشعر بالعجز مثلما شعرت به كلّما انطلق الحديث عن الإرهاب، وعن أسبابه. واقتنعت أنّ المسألة ليست بالهيّنة، لسبب بسيط هو أنّنا مازلنا نعيش الحالة.. وخاصّة أنّها حالة تتلوّن بألوان مختلفة إن لم نقل حالة بلغت من التعقيد درجة تقتضي منّا صبرا ووقتا لوصفها واستقرائها ثمّ

التنظير لها، لكن المشكل أنّ العالم بأكمله عاجز عن إيقاف هذه الظاهرة وحصرها، بل هي تتكرّر وتتنامى يوما بعد يوم وفي أثناء ذلك يسود الهلع المجتمعات.

فعلا صارت كلمة إرهابي ، كما قال الفيلسوف موران قاصرة عن الإلمام بالوظيفة التي يقوم بها هؤلاء. فالقول بأنّهم قتلة لا تفي بالمعنى لأنّ صور قتلهم أبشع وأشنع، والحديث عنهم بالمتطرّفين مائع لأنّ المتطرّف قد ينزوي بتطرّفه فلا يؤذي ولا يؤذى. وحتى كلمة إرهابي صارت لفظة مستهلكة وعامّة، لأنّ ما نعيشه من أحداث تجاوز حدود الإرباك والرعب، وصارت الإنسانية مثل الحشرات التي تفنى بسائل إبادة. وهناك من حاول تفسير المفهوم بالرجوع إلى الأسباب المؤدّية إلى العنف. فتلذّذ الغرب ، وخاصة بعد أحداث بروكسال بإرجاعها إلى ظاهرة التهميش والتمييز الذي يعاني منه أبناء المهاجرين بأروربا. وهناك من حاول استقراء هذه الظواهر التي تعيشها الدول العربية والغربية على حدّ سواء بآليات المروي من التاريخ الإسلامي. وهذه مسألة تحتاج إلى تحليل وتفكير متأنّيين. والقول فيها يحدّد استراتيجية التعامل مع هذه الظاهرة. لذا أرى أن نقف عند هذه الظاهرة بالاستقراء والتحليل بدءا بالمفهوم: والسؤال، من هي الشخصيات التي اعتبرها «الإرهابيّ» نموذجا حتى يحاكيها في قتالها وتعاملها مع الناس؟ هل هم أوائل الغزاة المسلمين؟ أم أبطال جماعة أوم شنريكو اليابانية أو منظمة إيتا الأسبانية أوالجيش الاحمر الياباني أو حركة كاخ (منظمة يهودية ارهابية ) ، قد يكونون من منظمة نمور تاميل إيلام الكندية؟ أو من جيش التحرير الوطني الكولومبي؟ فهذه المنظمات تتفق جميعها في أساليبها من اختطاف واغتيال وتفجيرات وعمليات سرقة وفرض الإتاوات على الغير.

بدءا نقول ، إنّ ما نعيشه هذه السنوات الأخيرة يحمل راية الإسلام، أحببنا أم كرهنا. وهذا بقطع النظر إن كان من يفجّر نفسه وسط الناس تلقّى مبادئ الإسلام في المساجد أو أخذها عن أخ أو صديق. ولا شكّ في أنّ هؤلاء يستلهمون معتقداتهم من مرجعيات عاشت في التاريخ، وأحببنا أم كرهنا أيضا فإنّ ..... 

لقراءة بقية المقالاشترك في المغرب إبتداء من 20 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115