فيه صرخة لكل الكون حول التغيرات المناخية ، أبعادها وخطورتها ، ويمكن للجميع مشاهدة هذا الفلم إلى غاية 6 نوفمبر.
يعرف ليوناردو دي كابريو بدعمه القوي لقضايا البيئة، وقد عين ليوناردو دي كبريو «رسول سلام» من قبل الأمم المتحدة ابتداء من عام 2014، بخصوص قضايا التغير المناخي.
الفلم عبارة عن كم من المعلومات المختلفة جمعها الوثائقي السينمائي بشكل شيق وفني وملفت للإنتباه من خلال سنتين من التنقل والسفر والسؤال ومن خلال لقاءاته المختلفة والمتنوعة في عدة أرجاء من العالم وآستكشاف النتائج والتحاليل المسجلة جراء الإنحباسات الحرارية والتغير المناخي، ومدنا بمختلف الآراء من ذوي الإختصاص ومنهم:
1 - العلماء بمختلف آختصاصاتهم من خبراء بيولوجيين وعلماء المناخ البحري والمحيط وعلماء في العديد من المحطات المناخية وفي «النازا» ومحطات الجغرافيا المختلفة ومحللين لكل المعطيات السابقة والمتوقعة وكذلك.
2 - الإقتصاديين والسياسيين والنهج المتبع في تناول الموضوع من قبل وسائل الإعلام المهيمنة عالميا.
الرحلات تعددت من أطراف أمريكا وكندا والبلدان الأوروبية وتعاملها مع الموضوع، إلى الهند والصين والمناطق التي تشكو من ويلات الطوفان القادم طوفان لا مفر منه.
ويبين لنا الفلم آثارظاهرة الاحتباس الحراري، وما ينجر عنها من «إخلال» للتوازن المناخي الذي كان سائدا منذ مئات الملايين من السنوات، والذي تدمره آثار الإنبعاثات لمختلف الغازات المتفاوتة والمنجرة عن الطاقات الأحفورية والإلتجاء للصناعات الفحمية و الملوثة والمدمرة للتضاريس المختلفة و الذي انجر عنه ذوبان ثلوج المتجمد الشمالي التي كانت تقوم بدور بيئي بالغ الأهمية.
هذا الذوبان ينتج عنه إرتفاع حراري، وطوفان سيبتلع العديد من الأراضي ويدفع بالعديد من سكان العالم إلى الرحيل، وينتج عنه تصحر جهات عديدة من العالم ويخلخل منابع الغذاء في العديد من البحار والمحيطات بسبب القضاء على العديد من التنوع البيولوجي بشتى أصنافه...و نذكر مثالا على ذلك أن تسارع ذوبان الجليد في القطب المتجمد الشمالي، أطلق نيران الحرائق في الأمازون، وغمر سواحل ولاية فلوريدا وغيرها....
المؤشرات كلها تنذر بنواقيس خطر والعالم لم يأخذ قراره بشكل واضح وعملي، أو بالأحرى القوى المهيمنة والمتسببة لم تقطع بعد مع الأسباب الرئيسية والتي تتمثل في آستشراسها وآستهلاكها المشط للموارد الملوثة والمعتمدة على آستهلاك الأحفوري.
الإحصائيات تؤشر على المسؤولية الأولى المتسببة في هذه النتائج و هي أمريكا حيث يمثل حسب ما جاء في الشريط الوثائقي، معدل الإنبعاث لثاني أكسيد الكربون للفرد الأمريكي 61 مرة ما هو في نيجيريا و34 مرة ما هو في الهند ومرتين ما هو في اليابان و 1.5 مرات ما هو في فرنسا....
ولكن إدانة الفاعل لا تتوقف عند المسؤولين السياسيين الذين هم جزء من اللعبة العالمية في آستغلال الثروات بشتى الأصناف المباشرة وغير المباشر والقانونية منها في التعامل الدولي و«التعاوني» –الأليكا- مثلا، حيث يذكرالوثائقي دورجماعات الضغط من شركات الطاقة الكبيرة التي تتخد إلى الحين جمودا أو مناورات في قضايا المناخ.
يعطينا الشريط بصيصا من حيث الإبتكار التكنولوجي أو هو بالأحرى الذهاب بالتكنولوجيا و الحلول التي هي ممكنة في التخزين الكهربائي و الطاقي بما يمثل 100 ميقا مصنع يسد حاجات العالم من خلال الطاقات النظيفة...
من ضمن الحلول المطروحة أيضا، ما يسمى بالضريبة على الكربون الذي يتسبب به كل طرف.... وهنا وبشهادة من الفاتيكان، تبدو مسؤولية البلدان المصنعة الأساسية في تدهور حالة الأرض والكون والمعمورة وكذلك مسؤولية الشعوب في الضغط على سلطاتها حتى تقوم بالدورالمنوط عليها لتحمي سكانها ومعمورته...
يبين الشريط أن القوى الصناعية والمستغلة للأحفوري ما زالت ترفض حل الإبتعاد على هذه الخيارات التي تمثل الركيزة الأساسية للإنعطاف نحو الخيارات الطاقية النظيفة، مع الحد من العديد من الخيارات الزراعية المخلة بالبيئة والإنبعاثات الملوثة ومنها غازات الميتان ... حتى ننجو بالأرض من الخطر الداهم...
بين مشاهد القيامة، وزعماء العالم نسير جنبا إلى جنب مع دي كابريو وهويشير إلى خطورة الوضع التي تظهر بين الحين والآخرظهوره مع بان كي مون، باراك أوباما، وحتى البابا فرانسيس، الممثل يرجع بنا دائما إلى القصة الرمزية الحرمان من الكوكب: «حديقة المباهج الأرضية لهيرونيموس بوش».
ورجوعا إلى تونس، نتساءل، في ظل ركض الأفواج الرسمية و الإجتماعية لتونس نحو مؤتمر مراكش، بأي محتوى أو مقترح أو ضغط ستتقدم وفودنا المختلفة؟
هذه من الأسئلة التي تتبادر في ذهني كلما ذهبت الأفواج لتمثل بلدنا الصغير؟؟؟؟
ليتني أحصل على جواب شاف ويا ليت مواطنينا وشبابنا يتخذون لهم موقعا وموقفا من كل هذا لأن التحديات كبيرة وكثيرة ومختلفة ولن يحك جلدك مثل ظفرك فأين تونس من كل هذا وهي لا تنقص موارد بشرية ومبتكرة، ولم يبق لها إلا أن تكون فعالة بالرغم عن كل المصاعب ....
شاهدوا «قبل الطوفان» قبل أن تغلق الأيام السينمائية على الشبكة موعدها أي 6 نوفمبر مع عائلاتكم.
بقلم: جودة بوعتور
جامعية متأهلة باحثة و مؤسسة الجمعية العلمية أوزيريس