إلى تعطيل الدروس واضطرابات دامت ما يقارب الأسبوعين تمّ خلالها استغلال طالب شاب لم يتمكّن من النجاح بعد 3 تسجيلات بالسنة الأولى في الإجازة الأساسية في القانون، وتمسّك بعد أن دُفِع لذلك دفعا من أطراف غامضة معظمها غير طلاّبية بتسجيل رابع بالسنة الأولى ، الأمر الذي يُعْتَبَرُ مخالفا للقوانين فرُفض طلبه.
كثرت حينئذ المزايدات والإستفزازات في الكليّة والجامعة وأصبح هذا الشاب محلّ استغلال في أيادي من لهم غايات غير الغايات البيداغوجية والتعليمية، فتعرّض للخطر بعد دخوله في إضراب جوع كاد يؤدي بحياته كما هدّد بحرق نفسه.
وحيث بيّنت التجربة أنّ من يسجّل أكثر من ثلاث مرّات في نفس سنة الدراسة (وخاصّة السنة الأولى) له حظوظ ضئيلة تكاد تكون منعدمة في النجاح والأفضل في مثل هذه الحالات أن يتوجه لاختصاص آخر كالتكوين في مهنة مثلًا وهذا ما اقترحته جامعة جندوبة آنذاك لحلّ الإشكال، لكنّها جُوبِهَتْ بالرفض والمزايدات ورُفعت إثرها شعارات عديدة ومغلوطة.
وأمام التعنّت وتجنّبا لانهيار الكليّة وحفاظا على مصلحة الطلبة الآخرين، انحنت الجامعة مكرهة إكراها شديدا حفاظا على حياة هذا الشاب وعلى المصلحة العليا وأعطته فرصة ليتدارك كما قيل آنذاك، لكن وللأسف تحصّل هذا الطالب بعد سنة على معدّل 3،79 ورسب للمرّة الرابعة على التوالي بالسنة الأولى، ويكون هكذا قد خسر سنة إضافيّة من حياته.
والسؤال هنا، لماذا لم يُتْرَكْ هذا الشاب لحال سبيله ؟ لَكَانَ اختار اختصاصا يناسبه وَلَمَا أضاع مستقبله ولَتَجَنّبتْ الجامعة سابقةً خطيرةً جعلتها ضحيّة لأغراض سياسويّة لا تهمّها بتاتًا؟
متى ستخرج هذه الصراعات السياسويّة وصانعوها من الجامعة ليصفوّا حساباتهم السياسية بعيدا عن طلبتها الذين هم في معظمهم جسم سليم؟