هل ستبقى الجامعة التونسية رهينة الشعبوية والحسابات السياسية الضيّقة؟

بقلم: الأستاذ حسن باشا رئيس جامعة جندوبة

تعرضت جامعة جندوبة وبالخصوص كليّة العلوم القانونية والإقتصادية والتصرّف في السنة الفارطة (2015 /2016)

إلى تعطيل الدروس واضطرابات دامت ما يقارب الأسبوعين تمّ خلالها استغلال طالب شاب لم يتمكّن من النجاح بعد 3 تسجيلات بالسنة الأولى في الإجازة الأساسية في القانون، وتمسّك بعد أن دُفِع لذلك دفعا من أطراف غامضة معظمها غير طلاّبية بتسجيل رابع بالسنة الأولى ، الأمر الذي يُعْتَبَرُ مخالفا للقوانين فرُفض طلبه.

 

كثرت حينئذ المزايدات والإستفزازات في الكليّة والجامعة وأصبح هذا الشاب محلّ استغلال في أيادي من لهم غايات غير الغايات البيداغوجية والتعليمية، فتعرّض للخطر بعد دخوله في إضراب جوع كاد يؤدي بحياته كما هدّد بحرق نفسه.
وحيث بيّنت التجربة أنّ من يسجّل أكثر من ثلاث مرّات في نفس سنة الدراسة (وخاصّة السنة الأولى) له حظوظ ضئيلة تكاد تكون منعدمة في النجاح والأفضل في مثل هذه الحالات أن يتوجه لاختصاص آخر كالتكوين في مهنة مثلًا وهذا ما اقترحته جامعة جندوبة آنذاك لحلّ الإشكال، لكنّها جُوبِهَتْ بالرفض والمزايدات ورُفعت إثرها شعارات عديدة ومغلوطة.

وأمام التعنّت وتجنّبا لانهيار الكليّة وحفاظا على مصلحة الطلبة الآخرين، انحنت الجامعة مكرهة إكراها شديدا حفاظا على حياة هذا الشاب وعلى المصلحة العليا وأعطته فرصة ليتدارك كما قيل آنذاك، لكن وللأسف تحصّل هذا الطالب بعد سنة على معدّل 3،79 ورسب للمرّة الرابعة على التوالي بالسنة الأولى، ويكون هكذا قد خسر سنة إضافيّة من حياته.

والسؤال هنا، لماذا لم يُتْرَكْ هذا الشاب لحال سبيله ؟ لَكَانَ اختار اختصاصا يناسبه وَلَمَا أضاع مستقبله ولَتَجَنّبتْ الجامعة سابقةً خطيرةً جعلتها ضحيّة لأغراض سياسويّة لا تهمّها بتاتًا؟
متى ستخرج هذه الصراعات السياسويّة وصانعوها من الجامعة ليصفوّا حساباتهم السياسية بعيدا عن طلبتها الذين هم في معظمهم جسم سليم؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115