والمجازر والمشروع واحد وهو تقسيم دول المنطقة والسيطرة على أراضيها وثرواتها . تقدر آخر الاحصائيات والأرقام الدولية انه تم قتل المئات في الفاشر فضلا عن عمليات الإعدام التي تتم دون محاكمة وقتل جماعي. وتنقل عدسات الكاميرا مشاهد المجزرة الأليمة التي ترتكب في هذه المدينة الاستراتيجية من ولاية دارفور التي تحولت الى بؤرة فظائع بحسب توصيف الأمم المتحدة .
ومنذ أسبوع وقعت هذه المدينة تحت سيطرة قوات الدعم السريع المدعومة خارجيا فيما أصبح آلاف السودانيين مهددين بالقتل الجماعي إضافة الى نهب ممتلكاتهم. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك.
وتعد حرب الفاشر جزءا من الحرب الطويلة التي يخوضها الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 افريل 2023 في خضم كارثة إنسانية تتزايد ووساطات إقليمية متعثرة.
وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من الخطر الوشيك الذي يهدد سكان المنطقة . وتعتبر مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان .
وتكمن أهمية مدينة الفاشر في إقليم دارفور في موقعها الجيوسياسي الذي يعتبر بوابة على الدول المجاورة وهي ليبيا وافريقيا الوسطى وتشاد.
كانت الفاشر تعرف قديما بانها نقطة انطلاق للقوافل التجارية التي تمر عبر درب الأربعين (والذي كان يربط السودان بمصر لنقل العاج وريش النعام واخشاب الأبنوس من غابات وسط أفريقيا إلى الأسواق المصرية وتعود محملة بالحرير والأقمشة والورق وغيرها ، واليوم باتت مرادفة للقتل والحرب والدمار بعد ان تعرض اهلاه لسلسلة مجازر . كما أكدت المنظمات الإنسانية والتقارير الدولية وقوع عمليات تطهير عرقي ضد بعض الجماعات القبلية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المدينة.
ويدفع المدنيون يوميا من أرواحهم ودمائهم ثمن هذه الحرب العبثية التي لا يمكن ان تتوقف دون حل سلمي وتسوية عادلة ومنصفة .