الفنان محمد المورالي: آخر عنقود الأغنية الفكاهية ...يرحل !

بقلم: سامية بن طالب النوري

غيّبت المنيّة يوم 13 أكتوبر 2024 الممثل والمونولوجيست التونسي محمد المورالي أحد قامات الأغنية الفكاهية في تونس

ومن أبرز الممثلين الذين صنعوا فرقة مدينة تونس. لمع نجمه في الستينات والسبعينات من القرن العشرين وعايش جيلا من المبدعين أمثال علي بن عياد والهادي السملالي ورضا الخويني وصالح المهدي ونور الدين القصباوي ومنوبية بن يونس ومنى نور الدين وغيرهم.
ومن أقدار الصّدف أنّه ولد كذلك في شهر أكتوبر وتحديدا في 3 أكتوبر 1932 كما تعرّض في شهر أكتوبر 2015 إلى وعكة صحية كانت فرصة لزيارته في مناسبة أولى في بيته في حمام الأنف في 13 أكتوبر 2015 رفقة ممثل عن وزارة الشؤون الثقافية آنذاك للاطمئنان على صحته. وكان لي معه حديث شيّق بقي راسخا في ذاكرتي وقلمي، اختزل مسيرته الفنية باعتباره فنّانا جمع بين الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي وحتى تجربة التلحين.
كان شامخا عزيز النفس فخورا بمسيرته وبحنكته وتدبيره وحسن تربيته لأبنائه حتى لا يشكو الخصاصة في الكبر مثل العديد من الفنانين. ورغم الوهن والتقدم في السن لم تمح من ذاكرته أدق التفاصيل في مسيرته الفنية.وما حز في نفسه تناسيه في وقت ما وعدم تكريمه وهو ما تمّ تداركه.
فقد حظي الفنان محمد المورالي بالتكريم بمناسبة الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية سنة 2018 وكرّم في 26 جانفي 2018 في تظاهرة ليلة النجوم سهرة الوفاء والحنين التي نظمتها جمعية تونس والسلام ثقافة وفنون وإبداع بالمسرح البلدي بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببن عروس والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس وكان آخر عهده بالتكريم في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان على بن عياد للمسرح بحمام الأنف سنة 2019.
قد لا يعرفه شباب اليوم ولكن أغانيه وأدواره مازلت عالقة بذاكرة الكثيرين وخزينة الاذاعة التونسية شاهدة على مسيرة فنه وإبداعه وأغاني الأسود والأبيض للتلفزة.

نبذة عن حياته ومسيرته الفنية
ولد محمد المنصف المورالي بباب سعدون بالعاصمة وتوفي في مدينة حمام الأنف التي أقام فيها منذ أكثر من أربعين سنة.زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بالحلفاوين ثمّ التحق بمدرسة الصنائع واختصّ بالنقش على النحاس لكن شغفه بالفن والتمثيل جعله يسافر إلى الجزائر لينضمّ إلى فرقة تمثيلية هناك في بداية الخمسينات حيث شارك في بعض المسرحيات ثم سافر إلى ليبيا لتكون له بعد ذلك عودة نهائية إلى تونس.
وفي الأثناء تكوّنت فرقة مدينة تونس للمسرح وقد تمّ اختيار الفنان محمد المورالي من قبل الفنان حمّادي الجزيري الذي عهدت له مهمة اختيار عناصر الفرقة. وكانت انطلاقته مع مسرحية "السموأل" ثم شارك في أغلب أعمال فرقة مدينة تونس على غرار مسرحيات "كاليغولا" و"هاملت" و"الغيرة تذهب الشيرة" ويارما" والماريشال" و"ثورة صاحب الحمار"و"البخيل" و"أوبيرات حكاية قرطاج"و"عطيل".أمّا عن أدواه في السينما فنذكر فيلم "يا سلطان المدينة" إخراج المنصف ذويب فيلم "باب الفّلة" للمخرج مصلح كريم وفيلم "خرمة" للمخرج الجيلاني السعدي.ومسلسل "عشقة وحكايات" إخراج صلاح الدين الصيد.
كما تميز الفنان محمد المورالي بالجمع بين الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي. فذاع صيته في المونولوغ والأغاني الفكاهية ذات النقد الساخر بمساعدة الدكتور صالح المهدي فلحّن له عدة أغاني منها "أقرأ واحفظ" و "رشيدة ورشاد"....وفي رصيدة قرابة الأربعين أغنية منها ماهو مسجّل مع فرقة الاذاعة التونسية بقيادة حسن الغربي وعبد الحميد بلعلجية ...ومن بين أغانيه "أقرا واكتب" و"البخت "و"مرتي طباخة ومقدية" و"عقلي تلف" و"حسن هندامك" و"ها الطفلة حرقتلي قلبي" و"خاتم حبيبك" و"دايا من هم الضيفان" و أبطال الغرام" و"إذا نقلك بختك" و"ها الدنيا زينة وأفراح" و"سعدي سعد بنتي خير من ألف ولد"و"حزارة".وخاض تجربة التلحين في أغنيتن "عشقوني ثلاثة" و"الفلوس".
تعامل مع مع عديد الملحنين على سبيل الذكر لا الحصر صالح المهدي والشاذلي أنور ومحمود الثامري ووناس كريّم وبشير جوهروخميس الحنافي...وعديد المؤلفين منهم أحمد خير الدين وأحمد الغرايري وعبد المجيد بن جدو ورضا الخويني وعمر بسيس ومختار الحشيشية...
رحل آخر عنقود المونولوغ في تونس وقيدوم فرقة مدينة تونس أمّا أثر إبداعه فلا يزول.

 

من أقوال محمد المورالي
"أتحسّر على اندثار الأغنية الفكاهية"
"الرعاية المعنوية والنفسية للفنان في سنيّ أهم من الدعم المادي ولا أنتظر سوى التكريم المعنوي في مناسبة وطنية"
" أحظى برعاية أبنائي وعملت من أجل ضمان شيخوختي حتى لا يكون مصيري مثل عديد الفنانين"
" لم أتحصل على بطاقة الاحتراف الفني ومنحها تكريم رمزي لي ولمسيرتي"
"في رصيدي حوالي 40 أغنية منها ما هو مسجل في خزينة الاذاعة التونسية"
"الشعراء والملحنون كانوا يقدمون لي الكلمات والألحان دون مقابل"

 

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115