معنى ذلك أن الأمر مرشح للزيادة في التعقيد خصوصا و أن موضوعا آخر – يهم مجال الصحة العمومية- تم طرحه بقوة في الآونة الأخيرة هو مرشح لمعرفة نفس المصير، و ربما بشكل أكثر تعقيدا.
ملف زرع اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية أصبح المهيمن في الآونة الأخيرة علي الساحة الطبية و النقابية أيضا. هذه المسالة التي شدت إليها الانتباه و كانت حديث الساعة على الساحة الوطنية كانت موضوع اهتمام رسمي باعتبار أن رئيس حكومة تصريف الأعمال خصص لها مجلسا وزاريا مضيقا و لقد أكد علي اثر اجتماعه بوزير الصحة انه لو ثبت تورط أي كان في هذا الموضوع سوف يحاسب . من جهة أخرى تولى الأطباء الاستشفائيون الجامعيون المباشرون بقسم أمراض القلب بمستشفى سهلول بسوسة وصف القرارات التي اتخذتها وزارة الصحة في هذا الخصوص بكونها «ارتجالية و تعسفية» . هذا في حين اعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل ان المسؤولية كاملة عما وصفه بـ«الجريمة على وزارة الصحة و عمادة الأطباء و الصندوق الوطني للتامين على المرض . القضية محل متابعة حاليا و هي مرشحة لمعرفة تطورات عديدة في الأيام القادمة.
الاتهامات و نقيضها
برزت في ظل ذلك قضية أخري تندرج تقريبا في نفس الإطار باعتبار إنها تتعلق بالمعدات و الأدوات الطبية. الموضوع يتعلق بما اصطلح علي تسميته على المستوى الإعلامي ملف «البنج الفاسد» و الذي ألهب التعاليق في الآونة الأخيرة و حرك شتي أنواع التعاليق المنددة. أشار البعض إلى مسؤولية الصيدلية المركزية الأمر الذي نفته بشدة هذه الأخيرة و اعتبرت أن لا شيء يشير بأي شكل من الأشكال الى أي خلل في الموضوع باعتبار أن كل المواد التي تقتنيها المؤسسة تتوفر على شروط صلوحية ثابتة و هو ما يمكن التثبت منه و الوقوف عليه بالعديد من الطرق لعل أهمها ما يعبر عنه في المجال الفني «بتتبع تاريخية المادة».
بالرجوع إلى تواريخ مراحل مسار المواد الطبية المقتنية يسهل التثبت من سلامة العملية من عدمها خصوصا و أن الأمر بالنسبة لموضوع البنج يندرج في إطار زمني قريب مما يسهل عملية المراقبة و التثبت. و قد أكد الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية في تصريح لأحدى الإذاعات ان ما تم تداوله في الموضوع « تم تهويله بشكل كبير» مضيفا أن مقتنيات الصيدلية المركزية كلها تتم وفق الإجراءات الجاري بها العمل و....