وقد شهدت جنازة الفقيد حالة من الاحتقان والغضب ومواجهات بين الأمن والمحتجين الذين طالبوا بكشف حقيقة الوفاة خاصة وان جثمان السجين المتوفي كان يحمل أثار جروح، وقد تم فتح بحث تحقيقي في الغرض، لمزيد من التفاصيل تحدثنا مع سندس النويوي الناطقة الرسمية باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة.
على خلفية هذه الحادثة فتحت الهيئة العامة للسجون تحقيقا إداريا للوقوف على حقيقة ما حدث وتحديد المسؤوليات وفق ما صرح به مؤخرا رمزي الكوكي رئيس الهيئة سالفة الذكر. علما وان الشيخاوي تم إيقافه بتاريخ 29 أكتوبر المنقضي وقد توفي بعد أربعة أيام من ذلك التاريخ.
وبعد ذلك تعهدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة بملف الوفاة المسترابة للشاب ربيع الشيخاوي وعهّدت فرقة الأبحاث والتفتيش بطبربة للبحث في ملابسات الواقعة وبعد استكمال أعمالها أحالت محضر البحث مجدّدا على أنظار النيابة التي فتحت بحث تحقيقي لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة وفق ما أفادتنا به سندس النويوي الناطقة الرسمية باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة والتي قالت حول آخر مستجدات الأبحاث « لقد ورد تقرير الطب الشرعي الأولي والذي تمت فيه معاينة الحالة الصحية للجثة بكل تفاصيلها بما في ذلك الجروح الملتئمة التي كانت على جسد المتوفى وكذلك أثار الأصفاد كما ينتظر أن يتم إجراء اختبارات أخرى معمقة تتعلق بالدم والكبد والأمعاء وهو ما يعرف باختبار المواد السمية».
هذا وقد أكدت النويوي انه طبقا لهذا المعطى الذي تمت إضافته إلى مظروفات الملف تم فتح بحث تحقيقي وتعهيد قلم التحقيق بالمكتب الأول بالمحكمة الابتدائية بمنوبة بملف قضية الحال والذي وجّه إنابة عدلية إلى الفرقة المركزية الثانية ببن عروس لمواصلة الأبحاث،حيث من المنتظر الاستماع إلى الإطار الطبي بالوحدة السجنية الذي كان الشاب ربيع الشيخاوي موقوف فيها والذي باشر حالته عند تعكر حالته الصحية لمعرفة أسباب نقله إلى المستشفى، بالإضافة إلى الاستماع إلى الإطار الطبي بمستشفى الرازي الذي باشر الحالة وفريق الإسعاف الذي نقل الفقيد عند إصابته بالنوبة الثانية ولكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى»، وأضافت «سيتم جلب الملف الطبي للسجين المتوفي من السجن المدني بالمرناقية لمعرفة ما إذا كان يعاني من أي مرض». علما وأن هناك نوعين من تقارير الطب الشرعي الأول في ظرف 48 ساعة يعتبر تقرير أولي الذي يتم بعده الإذن بالدفن والثاني دقيق ومعمق يشمل جملة من الاختبارات بينها اختبار المواد السمية ويمكن أن يستغرق أشهر.
وبالعودة إلى حيثيات القضية فقد تعرض الموقوف بعد يومين من إيقافه تقريبا إلى نوبة تم على إثرها نقله إلى مستشفى الرازي بأوامر من أطباء الوحدة السجنية التي عاينت حالته الصحية وبعد تلقيه العلاج عاد الى السجن ليتعرض الى نوبة ثانية استوجبت نقله للمستشفى أيضا فحضر فريق الإسعاف ولكن الشاب ربيع الشيخاوي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في طريقه إلى مستشفى الرابطة.