بعد فتح تحقيق في القتل العمد مع سابقية القصد: قريبا انتهاء الأبحاث الأولية في ملف الوفاة المسترابة للنقيب محسن العديلي

مرّ أكثر من أسبوع على الواقعة الأليمة التي عاشتها مدينة الحمامات والتي استأثرت باهتمام كبير من الرأي العام الوطني،

وهي وفاة النقيب بالحرس الوطني محسن العديلي الذي عثر عليه مشنوقا في منزله في بئر بورقبة يوم 16 جانفي الجاري في الوقت الذي كان فيه من المنتظر أن يلتحق بعمله وقد تم فتح تحقيق في الغرض نظرا الى أن الوفاة مسترابة وقد تم تعهيد الفرقة المختصة بالعوينة للقيام بالإجراءات والأبحاث الأولية اللازمة وستستكمل أعمالها قريبا.
كان من المنتظر أن يمثل الهالك محسن العديلي وحسب المعطيات التي تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي أمام قلم التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي يوم 17 جانفي الجاري للاستماع إليه بصفته شاهدا في قضية فساد كان مبلّغا عنها.
أثارت هذه القضية اهتمام الرأي العام خاصة بعد نشر عديد المعطيات التي تفيد بان النقيب بالحرس الوطني محسن العديلي كان منذ فترة يتلقى تهديدات بالقتل وكان قد ابلغ بذلك عددا من أصدقائه على غرار الإعلامي زهير الجيس، حادثة طرحت من جديد ملف المبلغين عن الفساد ومسالة حمايتهم التي تشوبها عديد الاشكاليات رغم وجود قانون واضح وصريح وهو القانون الأساسي عدد 10 المؤرخ في 7 مارس 2017 المتعلق بالإبلاغ عن الفساد وحماية المبلغين ، الأمر الذي جعل عددا من المتابعين والمبلّغين يحملون المسؤولية في هذا الملف إلى كل من وزير الداخلية ورئيس الجمهورية على غرار نوال المحمودي التي صرّحت بأنها طالبت بتوفير حماية أمنية لها بعد التهديدات التي طالتها مؤخرا ولكن إلى اليوم لا مجيب وفق تعبيرها.
نعود إلى ملف قضية الحال وفي ما يتعلق بآخر المعطيات تم تعهيد الفرقة المختصة بالعوينة من قبل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية للبحث في ملابسات الوفاة وقد انطلقت في أعمالها من خلال إجراء سلسلة من السماعات الأولية لكل من رأت أنه يمكن أن يكشف الحقيقة الكاملة لهذه الحادثة، في ذات الإطار أفادت وداد بومعيزة الناطقة الرسمية باسم المحكمة سالفة الذكر أن الفرقة ستنهي أعمالها قريبا وستحيل الملف مجدّدا على أنظار النيابة العمومية لاتخاذ القرارات والإجراءات التي تراها مناسبة. هذا وجدّدت بومعيزة نفيها لورود أي معطى يتعلق بنتيجة تقرير الطب الشرعي الذي عاين جثّة النقيب محسن العديلي لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاته وأوضحت بان المسالة سرّية للغاية ولا وجود لنتائج أولية وعندما يستكمل تقريره يحيله على أنظار قلم التحقيق والى حدّ اليوم لم نتسّلم أي شيء رسمي في هذا الخصوص وفق تعبيرها.
تجدر الإشارة إلى أن محسن العديلي كان يوم الحادثة قد اتصل برئيسه في العمل ليعلمه أنه يحتاج الى بعض الأغراض لكنه لم يلتحق بمكتبه الأمر الذي جعل عناصر الفرقة يتحولون على عين المكان ليجدوه معلّقا في إحدى غرف منزله، وقد تم إعلام النيابة العمومية التي تحوّلت صحبة قلم التحقيق إلى مكان الحادثة وعاينت الجثة ثم أذنت بإحالتها للتشريح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115